TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "حسچة" المرجعية

"حسچة" المرجعية

نشر في: 14 نوفمبر, 2014: 09:01 م

وإن كنت قد كتبت عن "الحسچة" ومعناها في أكثر من عمود، لكني فقط أذكّر هنا بخطأ حصر معناها بأنها نوع من التورية في الكلام، أي ان تقول شيئا وتقصد شيئا آخر. الحقيقة إنها تظهر في الأفعال أيضا. وقد يمارسها المتمكن منها في فتوى أو ضحكة أو ابتسامة أو بإشارة من يديه أو عينيه أو شفتيه. باختصار شديد لا يجيد "الحسچة" إلا من كان على درجة عالية من الذكاء والحكمة والفطنة. 
عندمااعلن سماحة المرجع الديني الأعلى الجهاد الكفائي، أخبرني صاحب من داخل الخضراء، بيت الداء، ان شيخا يعمل مستشارا "مذهبيا" للمالكي حين سمع بالفتوى وضع يده على لحيته وقال: هاي مو خوش! ثم سألني الصاحب: ليش عود هذا ضاج؟ أجبته لأن في الفتوى "حسچة" تعني بأن المالكي طار. شلون؟
في اليوم التالي كتبت رسالة إلى سماحة المرجع الأعلى ونشرتها في أكثر من موقع على الإنترنت كي أتأكد من توقعي. ذكرت لسماحته ان كتب الشيعة تضع شروطا على من يقود جموع المتطوعين من بينها ان يكون "عارفا بتسريب العساكر وتدريب الحرب، وان لم يكن إماما": كما جاء في أجوبة مسائل جار الله" لآية الله السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي وفي الصفحة 64، وكذلك في كتاب "كشف الغطاء" لسماحة الشيخ جعفر كاشف الغطاء الصفحة 381. ثم سألت سماحته: هل السيد المالكي يمتلك قابلية السياسة وتدبير الحروب وهو الذي سيرأس جحافل المتطوعين؟ أم انه ليس كذلك مما يعني ان شروط الجهاد تفرض استبداله بمن هو أكفأ وأجدر؟
في الحقيقة لم يصلني الجواب مكتوبا بل وصل بقرار صريح لذوي الشأن. قرأه الشيخ المستشار فعاد ليضع يده على لحيته مرة أخرى ولسان حاله يقول: هذا الخفت منّه طحت بيه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    الحسجه تعنى ظاهرا التكلم بالاشارات اما باليد او العين او بالجسم كله وهدا لايحتاج ان يكون الانسان عبقريا بل ان يكون ثعلبا مثل نورى

  2. سعد الموسوي

    مع التحيه اعتقد ان الحسجه كانت ان الجيش والحكومه لم يعد لها وجود وعلى الشعب ان يتدبر امره بنفسه

  3. غريب الدار

    أستاذ هاشم بوصفك مطلّع على تاريخ الافتاء كما يتضح من سياق ما أوردت.. هل لفتوى الجهاد الكفائي حد زمني يرتبط بزوال الخطر عن مناطق حيوية كبغداد وسامراء أم هو مفتوح لأولاد الخايبة في حين جماعة الروخونية كل واحد حاط ولده على كًلبه ومنتجي؟ .. ثم وين الحسجة يعني

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram