TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قمة عمان الثلاثية

قمة عمان الثلاثية

نشر في: 14 نوفمبر, 2014: 09:01 م

كان مفاجئاً أن تستضيف عمان قمة ثلاثية، تجمع العاهل الأردني برئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير الخارجية الأميركي، لبحث السبل الكفيلة بتهدئة التوتر في القدس، وتهيئة الظروف للعودة إلى مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وكانت المفاجأة الثانية عدم حضور الرئيس الفلسطيني للقمة، رغم تواجده على بعد أمتار من مقر انعقادها، وليس سراً أن ملك الأردن كان دينمو القمة، على أساس أنه يمثل الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة.
قبل القمة التي اكتسبت أهميتها الفعلية من مشاركة نتنياهو، كان كيري بحث مع عبد الله الثاني التطورات في القدس والمنطقة، كما التقى عباس بهدف تهدئة الأوضاع المتوترة التي تشهدها الأراضي المحتلة، خصوصاً في المدينة المقدسة، وكاستمرار للسياسة الأردنية المعلنة، فإن العاهل الأردني دعا واشنطن لتهيئة الظروف المناسبة، من أجل إحياء عملية السلام، وأكد أن بلاده تنسق مع الأطراف ذات العلاقة لإحياء العملية التفاوضية المجمدة، بينما ظلت محادثات كيري مع نتنياهو مغلفة بالسرية، ولم يتطرق أحد لما جرى خلالها، غير أن المؤكد أن التوصل إلى حال من الهدوء في القدس، هو الهدف الرئيس عند الحكومة الإسرائيلية أكثر من غيرها، رغم أن سياساتها وتجاوزها الخطوط الحمراء بالنسبة للأقصى هي التي فجرت الموقف، ودفعت المقدسيين لانتفاضة يخشى الجميع امتدادها إلى كل شبر من فلسطين.
كيري كما قيل أوضح في عمان، جهود بلاده وتحركاتها المتصلة بتحقيق السلام في المنطقة، وجهودها لمحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وكأن العاهل الأردني يجهل موقف واشنطن، وأنه بحاجة ليسمع من كيري تقديره دور الأردن المهم، في دعم مساعي تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وجهوده في التصدي للفكر الإرهابي ومحاصرة التطرف. غير أن الرد الإسرائيلي على كل ذلك لم يأت من نتنياهو، وإنما من بلدية القدس الإسرائيلية التي أقرت خططاً لبناء 200 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس المحتلة، ويقال إن ذلك أثار استنكار واشنطن.
لاشك أن مستقبل السلام الأردني الإسرائيلي، والذي وضع على المحك نتيجة الانتهاك الإسرائيلي للأقصى، إضافة لانهيار مسار السلام مع الفلسطينيين، دفعا الوزير كيري للقدوم إلى العاصمة الأردنية، ويبدو مثيراً للدهشة قبل الاستنكار، تحذير رئيس الحكومة التركية لإسرائيل، من أن بلاده لن تسكت وإن سكت الجميع، وكأن الرجل "غايب فيله" عن ما يجري على الأرض، وكأن المواطن العربي يجهل عمق علاقة أنقره بتل أبيب، وعنوانها الأبرز حجم التجارة المتبادلة بين البلدين، وقد تجاوزت أرقامها الخمسة مليارات دولار سنوياً، ما يدعو للشك بأن التصريحات "العنترية"، تستهدف التغطية على تلك العلاقة بين عاصمة الإخوان المسلمين ودولة الاحتلال.
تتجاوب مع تصريحات " العصملي" أبواق الإعلام الإيراني الناطق بالعربية، وهي تحلل أن قمة عمان الثلاثية، استهدفت البحث عن كيفية احتواء الحراك الشعبي الذي أحرج الجميع، ووضع القيادتين الفلسطينية والأردنية أمام اختبار جديد، كما حصر الخيار باتجاه المشاركة في خطة احتواء الشارع من دون أي إنجازات فعلية، أو حمايته وتثميره في سياق حركة الصراع، حتى لو كانت وفق منطق التسوية الذي تتبناه السلطة، ويؤيده الأردن، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن خيار السلام، بقدر ما يجب التأكيد على أن البعض معجب بتوتر الوضع في الأراضي الفلسطينية، باعتبار أنه يخدم أجندته دون أن يدفع أثمان ذلك، ويترك دفعها للدم الفلسطيني، رافعاً أكثر الشعارات تطرفاً بأغطية دينية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram