قضية النساء الإيزيديات اللواتي اختطفهن تنظيم داعش منذ ثلاثة أشهر، حيكت حولها قصص كثيرة بعضها حقيقي والبعض الآخر خلاف ذلك، والشهادات الحيّة عن السبايا في الموصل التي حصلت عليها "نقاش" كشفت حقائق جديدة ونفت أخرى. بالبكاء والنحيب كانت تست
قضية النساء الإيزيديات اللواتي اختطفهن تنظيم داعش منذ ثلاثة أشهر، حيكت حولها قصص كثيرة بعضها حقيقي والبعض الآخر خلاف ذلك، والشهادات الحيّة عن السبايا في الموصل التي حصلت عليها "نقاش" كشفت حقائق جديدة ونفت أخرى.
بالبكاء والنحيب كانت تستقبل شابة اختطفها عناصر داعش من عائلتها الشخص الذي اتخذها كسبية له، وقد مرّت أسابيع وهو ما زال يتردد عليها في قرية نائية قرب سنجار.
سكان القرية التي تقطنها عشيرة عربية، لم يعرفوا قصة ليلى (16 عاما) في البداية، لأن صاحب المنزل حيث أودعت البنت متورط مع التنظيم ويحرص على الكتمان، لكن حياة القرويين لا أسرار فيها، إذ فُضح الأمر بعدما تهامست النسوة بينهن: "المسكينة إنها إيزيدية".
قصص أخرى مشابهة باتت متداولة في المناطق القريبة من سنجار، خاصة قضاء البعاج (120 كم غرب الموصل)، حيث توجد مختطفات كثيرات تم توزيعهن على مقاتلي التنظيم المتطرف.
مشفى البعّاج استقبل إيزيديات في حالة صحية حرجة إثر تعرضهن للاعتداء الجنسي والعنف الجسدي من قبل خاطفيهن.
"كيف يمكن لإنسان عاقل ان يقدم على هذه الفعلة الشنيعة انه اغتصاب علني وجماعي"يقول طبيب استقبل عددا من الضحايا ورفض ذكر اسمه خوفاً من المتطرفين.
ويضيف"أُصبت بالذهول فعلاً بعدما أشرفت على معالجة عشر نساء إحداهن لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها وكانت حالتها الصحية والنفسية سيئة جداً.
بين السبايا العشر سيدة معروفة، كانت مديرة مدرسة في إحدى مناطق تركز الإيزيديين، وقد تحفّظ الطبيب على ذكر اسمها مراعاة لمشاعر أهلها وأصدقائها.
"هذه السيدة الثلاثينية وصلت المشفى مؤخراً وهي فاقدة للوعي ولأول وهلة حسبناها ميتة، وأظهر الفحص إنها تعاني ضعفاً عاماً ،ولولا المغذيات والأدوية التي أعطيت لها لكانت اليوم في عداد الموتى" يؤكد الطبيب.
وتبيّن لاحقاً أن "السيدة أضربت عن الطعام لأيام، بسبب تعرضها للاغتصاب على أيدي مجموعة من رجال داعش" يختم شهادته.
البنت ليلى لا تتحدث لأحد وترفض الخروج من غرفتها الصغيرة إلا لقضاء حاجتها وتمسك عن الطعام إلا بقدر ما يبقيها على قيد الحياة.
ربة المنزل الذي تُحتجز فيه ليلى كانت متعاطفة معها مثل الغالبية الساحقة من أهل القرية، لكن لا أحد يجرؤ على الاعتراض، خاصة وأن زوجها حذرها بحزم "الأمير لا يرحم أحداً".
بعد محاولات عدة كسرت المرأة صمت البنت المخطوفة ونجحت في كسب ثقتها، فعلمت أنها مريضة وبحاجة ماسة للعلاج.
كان على المرأة وليلى أن تقطعا مسافة 130 كم لبلوغ الموصل، لذا سألت المرأة زوجها عن إمكانية الذهاب إلى هناك، وبعد يومين أبلغها أن الأمير موافق، لكن بشرط أن يرافقهما أحد عناصر التنظيم خشية هروب السبيّة.
وسط المدينة، دخلت المرأتان على طبيبة أمراض نسائية والأخيرة هي التي روت لـ"نقاش" قصة ليلى كما سمعتها منها مباشرة.
الطبيبة التي طلبت الإشارة لها باسم مروة قالت أن"البنت كانت شاحبة الوجه وتشكو آلاماً شديدة، ومنهارة نفسياً، لكنها أفضل بكثير من السبايا اللواتي شاهدتهن في المشفى، فقد تعرضن للضرب المبرح بسبب رفضهن تلبية طلبات عناصر التنظيم.
في المشفى الجمهوري تعامل الكادر الطبي مع امرأة روسية الجنسية تنتمي لداعش، وتشرف على علاج الإيزيديات.
وبحسب إحدى الممرضات، كانت الروسية شديدة جداً ترتدي الخمار وتحمل عصا تضرب بها السبايا وحتى الطبيبات إن لم ينفذنَ أوامرها، وكانت مسؤولة عن ضمان عدم هروب الإيزيديات من المشفى، بعد محاولات عدة فاشلة.
"عموما نحن هنا أمام حالتين، الأولى أن بعض السبايا أصبحنَ زوجات لمتطرفين بعد إجبارهن على اعتناق الإسلام، مثلما حدث مع ليلى، والثانية يتم ترك السبيّة لأفراد التنظيم ليستمتعوا بها متى شاءوا، لا سيما المقاتلون، مكافأة على "خدمتهم للدولة الإسلامية"تقول الممرضة.
العدد الحقيقي للسبايا غير معلوم حتى اليوم لكن معظم التقارير تتحدث عن المئات من النساء وهنَّ موزّعات بين سوريا ونينوى، أما المقر الأكبر لاحتجازهن فهو قضاء تلعفر(60 كم غرب الموصل)كما يؤكد شهود من داخل القضاء.
وقبل أسبوع فقط أعلن زعماء إيزيديون عن فرار 50 رهينة معظمهم نساء من تلعفر وصلوا إلى جبل سنجار وسبق ذلك بأيام إعلان تحرير 200 رهينة بالفدية وبوساطة شخصيات عشائرية عربية.
معظم المتطرفين من أبناء نينوى لم يأخذوا سبايا ،لأن المجتمع ينبذ ذلك بشدة، وإن كان لا أحد يجرؤ على الاعتراض علناً لأن السيوف مسلّطة على الرقاب.
أحد وجهاء القرية التي تُحتجز فيها ليلى قال مقولة سمعها الجميع هناك: "العائلة التي تفتح بيتها لمن يخطف النساء سوف يلاحقها العار لسنوات طويلة".
أما ليلى فإنها وقبل مغادرتها عيادة الطبيبة مروة توسلت إليها أن تعطيها عقاراً أو أي شيء يمنع الحمل، لأنها لا تريد العودة إلى أهلها ذات يوم وهي تحمل طفلاً من "أقذر الرجال".
عن: موقع نقاش
جميع التعليقات 2
محمد توفيق
بعد قرائتي للمقال تولد لديّ اقتراح بوجود تقسيم ديني: السنة يجب أن يتبرؤا من داعش ويتحملوا مسؤوليتها ويبقوا مسلمين مع استبعاد أحكام السنة والإكتفاء بالقران فقط . أما الشيعة الذين ينظر إليهم الإسلام السني على أنهم روافض وكفرة، حالهم حال الحوثيين ، ما الفا
Rashid Kittani
ان كان هذا هو الحال وبعض العشائر تحظر سبي النساء لماذا لم نسمع بذلك الى الأن ز اين كان هؤلاء في ايام السبي ؟ ام ان الموضوع له علاقة بالخسائر الأخيرة لداعش والبعض يريد ان يبرء اصحابه من جرائم ارتكبوها ؟