أربيل/سالي جودتفي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الوشم بشكل كبير بين الشباب والمراهقين في إقليم كردستان، خصوصا في عينكاوا وبعض مناطق مدينة أربيل، ما دفع المراكز الخاصة به الى توسيع رقعة عملها، اذ لم يعد الوشم مقتصرا على الفتيات فحسب بل أصبح الموضة الأكثر رواجا بين الشباب رغم التحذيرات المتكررة للأطباء ما يمكن ان يسببه من مضاعفات وأمراض،
الا ان اغلبهم يتجاهل ذلك، فما يهمهم مواكبة ما يتوهم انه جزء من التمدن والحداثة وكل جديد. ولتسليط الضوء على هذا الموضوع استطلعت المدى أراء بعض الأشخاص الذين تباينت آراؤهم بشأن الموضوع، حيث يقول الشاب كاميران حسن 19 عاماً: الوشم موضة جديدة وجميلة وهي الرائجة حالياً واعتقد ان جميع الشباب يرغبون فيها وبالنسبة لي رسمت على كتفي صورة تنين وهذا أكثر ما ارغب فيه، دون المبالغة بالرسم على الجسد بأكمله، فجميع نجوم السينما خصوصا في أفلام المغامرات نرى الرسوم على أكتافهم او صدورهم فهي ترمز للقوة. اما نوزاد 25 عاما فيقول: هذه الموضة برأيي لا تناسب مجتمعنا فرسوم الوشم موضة مقتبسة من الغرب ومن يطلق عليهم الهيبز، والتمدن والتطور ليس بالرسم على الأكتاف والصدور، وبرغم التشدد السائد في مجتمعنا الا ان هذه الظاهرة توغلت وأخذت تخترق صفوف الشباب، دون ان يكترثوا بما يمكن ان تسببه من أمراض نتيجة للطرق غير الصحيحة في استخدام الأدوات. ويشير سردار رعد 20 عاماً الى ان الوشم أصبح ظاهرة يتباهى بها الشباب خصوصاً الذين يمارسون الرياضة، فالعضلات وهي مرسوم عليها تكون اكثر جمالا، ومنهم من يرغب في رسم شكل تنين او رأس صقر وغير ذلك، فالوشم يجمل الأكتاف خصوصاً في الصيف عند ارتداء الفانيلات الصيفية،و اغلب الشباب يرغبون في وضع وشم يدل على القوة. ويقول احمد عبد الله 14 عاماً: ارغب في رسم شكل على كتفي لكن أسرتي تمانع ذلك، كون هذه العملية لا تليق بقيمنا وأخلاقنا، وكلما أحاول إجراء ذلك أجد رفضاً، برغم ان جميع زملائي يرسمون على أكتافهم وصدورهم اشكالا مختلفة. هوناز جوهر باحثة اجتماعية تقول: ليست جميع مظاهر المجتمع الغربي سواء في الموضة او غيرها تناسب مجتمعنا، فالوشم لا يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا، ومما يؤسف له ان اغلب الشباب والمراهقين اقتبسوا هذه الظاهرة على أساس انها نوع من التمدن، لكن برأيي هي قشور لا تمت للتقدم او التمدن بأية صلة ولابد من إيجاد وسيلة للحد من هذه الظاهرة وشرح مضارها للشباب مع ترسيخ مفاهيم وقيم المجتمع الأصيلة في نفوسهم بعيداً عن الموقف المتعصب والمتشنج الذي ربما قد يدفع الشباب ومن باب العناد الى التمسك اكثر بهذه الظاهرة. فيالي ميخائيل 18 عاما يقول: الوشم موضة لا أظن انها تعارض القيم ولا أرى من المناسب تحميل الموضوع اكثر مما يحتمل . ويرفض دهام توفيق 30 عاما هذه الظاهرة ويقول: اعتقد ان ظاهرة الوشم غير ملائمة لطبيعة مجتمعنا الكردي، وهذه العادة منقولة من الدول الأوروبية وهي دخيلة، فالوشم الذي يرسم على الأكتاف او الصدور وغير ذلك لا يرمز لأي شيء سوى تقليد عادات الغرب، وكما للانفتاح أثاره الايجابية فان له في نفس الوقت مردودا سلبيا من خلال تمسك البعض ببعض المظاهر الزائفة كالوشم وغيره مثل ثقب الأذن او الأنف او التسريحات الشاذة، فجميعها قشور من المؤسف استقطابها ودخولها الى الإقليم بدعاوى التمدن. سامي عزيز احد الذين يمتهنون رسم الوشم يقول: هناك اقبال واسع على الوشم من لدن الشباب، فمنهم من يأتي ومعه صور مختلفة من اجل رسمها على جسده، وهناك أيضاً أطفال بعمر العشر سنوات يطلبون الرسم، الا انني لا أشجعهم على ذلك. اما عن المواد المستخدمة فيوضح بانه يستخدم الابر والحبر الذي يقوم بشرائه، واغلبه مستورد من الخارج. ويقول: في اليوم الواحد يأتي الي اكثر من خمسة أشخاص لأجل طلب الرسم. اما شاميران صاحب محل لحلاقة الرجال فيقول: امتهن رسم الوشم منذ10 أعوام الا ان الإقبال عليه ازداد في السنتين الأخيرتين، بعد ان كان سابقا مقتصرا على النساء من خلال النقش بالحنة، اما اليوم فقد أصبحت طريقة الوشم حديثة وأسعاره آخذه بالارتفاع حسب شكل الصورة. فبعض الشبان يرغبون في رسم شكل تنين او عنكبوت والبعض يطلبون كتابة كلمات وعبارات، وعادة ما يكون الوشم في المكان الذي يختاره الشخص من جسده. وهناك أشخاص يرغبون في الوشم على أجزاء حساسة الا اني ارفضه. اما عن مضاعفات هذه العملية فيشير الى ان الوشم بالطريقة الحديثة تكون مضاعفاته اقل، إضافة الى ضرورة الالتزام بالشروط الصحية، مثل غرس الإبرة مرة واحدة وعدم استخدامها عدة مرات، لكن يبقى ان البعض يحاول إزالة الوشم وطبعا يحتاج ذلك الى جلسات عديدة قد تستغرق اكثر من سنة، وبهذا ستكون هناك مضاعفات كالحساسية وذلك لاستخدام الليزر، وقليل هم الذين يرغبون في إزالته.
ظاهرة الوشم تغزو صفوف الشباب رغم مضارها
نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 06:01 م