لا أجد أي مبرر للهجوم اللاذع الذي شنه بعض الزملاء القساة أحياناً في توجيه سهام النقد للمدرب حكيم شاكر عقب خسارة منتخبنا بهدف ليس نظيفاً تارة ومقاطعته إحدى القنوات المحلية تارة أخرى مع أن رجال القناة يقفون بين 2050 إعلامياً على ارض الحدث، وهمهم الوحيد دعم أسود الرافدين في تمثيلهم الوطني لأهم محفل إقليمي دأبنا على المشاركة فيه منذ عام 76 بروحية فرسان الدورة وليس خيالي مآته.
شاكر هذا وبالرغم من تكرار الدروس في مناسبات عدة بقي يتفاخر بما يسميه انجازاً فوق الخيال، لم يعد النقد مجدياً معه ولا النصيحة المخلصة لكبار المحللين العراقيين ممن تضيء سجلات كرتنا بمنجزاتهم مع المنتخبات في بطولات عالمية وقارية لم يكن لشاكر ظل فيها مطلقاً ، هؤلاء بُحت أصواتهم وتمزقت نياط قلوبهم وجعاً على ألم الجماهير وهي ترى هزيمة الأسود غير مرة بلا وجه حق لأخطاء فنية يتحملها المدرب أولاً لأنه المسؤول عن خياراته ولم يضربه أحد على يده لاستدعاء لاعبين شغلهم الشاغل التعبير عن قوة رباطهم به خارج المستطيل الأخضر واطمئنانهم لمراكزهم الأساسية حتى لو شحّ منتوج عطائهم إلى الصفر!
لقطات كاميرة التلفاز فضحت أن المدرب شاحب اللون تائه يفتش حوليه عن حلول يراها مستعصية لأنه لن يرى غير نفسه صادقاً في المشورة بدليل أنه أوهم عضو اتحاد الكرة كامل زغير في المؤتمر الصحفي قبيل مغادرة بغداد " إن الاتحاد غير معني بتعيين المستشار بل حكيم شاكر" وهذه جنحة لفظية مُخلة بقيم العمل الاتحادي في جميع أنحاء العالم باعتبار ان اتحاد الكرة هي الجهة المسؤولة عن تسمية المستشار.
من هنا بدأ سقوط المنتخب وتخبطه في التشكيل الذي فشل أيما فشل في مواجهة المنتخب الكويتي لولا وجود الثلاثي احمد ياسين وجستن ميرام وياسر قاسم الذين أصرّ شاكر على تهميشهم وإعطاء ظهره لهم أشهر طويلة برغم سخط الإعلام الرياضي عليه ومطالبته المستمرة بإلحاقهم مع المنتخب قبل فوات الأوان ، والحمد لله انضموا في الوقت القاتل وأنقذوا الملاك التدريبي من فضيحة فنية مخزية!
ليت لدينا مسؤولين في الاتحاد يمتلكون ربع صراحة د.طلال الفهد رئيس اتحاد كرة القدم الكويتي الذي خرج بتصريح شجاع في قمة نشوة بلاده بالفوز ، قائلاً : "سرقنا المباراة من العراق" معترفاً أن الأسود كانوا الأفضل وتسيدوا مجريات اللقاء، وحقاً كان تعبير الفهد مجازياً للدلالة على أهمية النقاط الثلاث ، وهي نقاط حلال بعدما انتبه المدرب العجوز فييرا إلى سرّ انتصاره في الرمق الأخير وأطفأ ظمأه من إحدى جرار كهرمانة التي عشقها بعدما غفا حارسها العتيق مهدي كريم في غفلة من الزمن ! فمن يجرؤ ويطل برأسه ويعلن أمام الملأ: "سرقنا منتخب الأسود" ولم نكن أفضل من متخصصين كُثر يمكن أن يقودوا الكرة العراقية إلى واقع أفضل تخطيطاً ونتائج ؟!
صراحة نتوقع أن تشتغل ماكنة الإعلام الخليجية في الساعات المقبلة وتعمد إلى "النفخ في قربة " منتخبنا منطلقة من تجارب سابقة أصابت هدفها في فقدان لاعبينا تركيزهم وشعورهم الوهمي أنهم انجزوا كل شيء بينما مقدار عطائهم لاشيء إلا بنسب محدودة ، ولهذا نطالب القائمين على البعثة مراعاة هذه الملاحظة واستعادة الثقة بتجاوز الأخطاء المتكررة وتهيئة البدلاء الجاهزين فعلاً لقلب النتيجة وتحسين صورة الأداء التي شابتها تشوّهات كثيرة بفعل تراجع الحالة الفنية والبدنية للعناصر التي لا تستحق ارتداء الفانيلة الدولية وهذه الأخرى لم يحسن اتحاد الكرة التنسيق مع الشركة الألمانية المجهزة لتأخذ بنظر الحسبان ألوان علم العراق بدلاً من اللون الذهبي المطرز على أكتاف اللاعبين !
أما مقاطعة حكيم شاكر لإحدى القنوات العراقية وتصرّفه مع مراسلها بطريقة عبّرت عن وجود حالة عداء مسبق معها وصل إلى درجة النفور منها فهذا خطأ شنيع مهما كانت الأسباب والمبررات فالمنتخب يمثل 30 مليون عراقي ومن يدرّب المنتخب عليه أن يحترم الملايين ويترفع عن التصرفات هذه ولن يضع المراسل في حرج وهو يرى مدرب بلاده يغرّد للقنوات الخليجية في وقت يتظاهر بعدم الانتباه لصوت ابن جلدته ، بل ويوجه اللاعبين بعدم الإدلاء بأي تصريح للقناة، ولم يكن وفد اتحاد الصحافة الرياضية بعيداً عن "فرمان" المدرب بقراره اللا رجعة عنه كأنه يعلن القطيعة مع جميع وسائل الإعلام المحلية في سابقة خطيرة لم نألفها مع رجالات التدريب السابقين الراحل عموبابا وأنور جسام وأكرم سلمان ويحيى علوان وعدنان حمد وغيرهم ، ورئيس البعثة شرار حيدر مطالب هنا بتحمل مسؤوليته وتقدير دور الإعلام الوطني وحقه في اطلاع الجمهور على آراء الملاك التدريبي ولاعبيه فجلهم مثقفون ويعون ما يتحدثون به وليس في جعبة منتخبنا من أسرار بعدما أصبح كتاباً مفتوحاً حتى لأميي التدريب!
السرقة الكويتية حلال !
[post-views]
نشر في: 15 نوفمبر, 2014: 09:01 م