ليس في نية قيادة داعش الوقوف مكتوفة الأيدي، ففي رسالة صوتية منسوبة لزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي، يبدو ان داعش يتطلّع بحزم الى السعودية التي تعتبر مهد الإسلام وأكبر منتج ومصدّر للنفط في العالم. لم يشر المتحدث الى السعودية باسمها لكونه مشتق من العائل
ليس في نية قيادة داعش الوقوف مكتوفة الأيدي، ففي رسالة صوتية منسوبة لزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي، يبدو ان داعش يتطلّع بحزم الى السعودية التي تعتبر مهد الإسلام وأكبر منتج ومصدّر للنفط في العالم. لم يشر المتحدث الى السعودية باسمها لكونه مشتق من العائلة الحاكمة آل سعود التي لا يعترف داعش بسلطتها، و انما أشار اليها باسم "أرض الحرمين" الذي يعني مكة و المدينة. تواصلا مع العدد المتزايد من أتباعه في السعودية، حدّد البغدادي قائمة من الأهداف لشن هجمات عليها.
لقد تعمقت الانقسامات الطائفية في الشرق الأوسط نتيجة الأعمال المسلحة في العراق لدرجة ان الكثير من السعوديين ينظرون الى مسلحي داعش على انهم عصبة من الإرهابيين اللصوص لكن في نفس الوقت كمدافعين عن الإسلام السنّي ضد إيران و حلفائها . منذ وقت طويل يحذّر المسؤولون السعوديون ان بلدهم هو الهدف الأساسي لداعش.
بعد ان أعلنت المجموعة خلافتها في الصيف الماضي، فمن المؤكد ان تلتفت عاجلا أو آجلا الى أكبر وأهم بلد في المنطقة . وصف المفتي الأعلى في السعودية – أعلى مرجعية دينية في البلاد – تنظيم داعش بأنه "أكبر عدو للإسلام". مؤخرا وفي افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز قال مصدر سعودي مقرّب من الحكومة "المملكة العربية السعودية هي السلطة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك السلطة والشرعية لإسقاط داعش".
مع ذلك فان الكثيرين يلقون باللوم على السلطات السعودية في الظهور السريع لداعش، متهمين إياها بتمويل وتصدير نسخة غير متسامحة من الإسلام أصبحت نقطة انطلاق نحو الجهاد العنيف . من جانبها تحاول السعودية، مع قطر و الكويت، منع التبرعات الشخصية للأفراد و التي تنتهي بيد داعش، و ترفض حكومتها أي لوم في تنامي تنظيم داعش، مشيرة الى ان ظهوره كان نتيجة الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا علاوة على سياسة التمييز التي مارستها حكومة بغداد ضد السنّة. كما يشير السعوديون ايضا الى أنهم قاتلوا تمرد القاعدة داخل بلدهم قتالا مريرا لثلاث سنوات كلّف مئات الأرواح وانتصروا عليها.
اليوم يجد السعوديون أنفسهم في وضع قلق للغاية. لقد انضمت قوتهم الجوية الى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، و نفذّت العديد من الضربات الجوية ضد مواقع داعش في سوريا، الا ان هذه المشاركة لا تحظى بقبول الكثير من السعوديين، حيث تلقّى أحد الأمراء قام بطلعات جوية ضد داعش بطائرة اف – 15 عدة تهديدات بالقتل . تقول التقديرات ان أكثر من ألفي مواطن سعودي انضموا الى داعش حاملين معهم أيديولوجيتهم التكفيرية التي تنظر الى نسبة كبيرة من السكان بعين الشك و التعصّب. الأهم من ذلك، ان الوضع الأمني يتدهور بسرعة على الحدود الجنوبية مع اليمن، فقد انضم عدد من المتطرفين السعوديين الى تنظيم القاعدة حيث أفرج عنهم برنامج إعادة التأهيل بعد ان تعهّدوا بنبذ العنف.
من غير المحتمل ان تواجه السعودية اجتياحا عسكريا مباشرا من داعش ، اذ ان لها حدودا شمالية مرسومة جيدا و مليئة بالدوريات مع العراق إضافة الى جيش مجهّز بأسلحة غربية كلفت مليارات الدولارات . لكنها تواجه تهديدا متناميا من العنف داخل حدودها من المحتمل ان يظهر على شكل تفجيرات بين الحين و الآخر و إطلاق نار و أعمال خطف تشكّل اختبارا لمواردها الاستخبارية الداخلية.
عن : بي بي سي نيوز