ترجمة / المدىكشف تحقيق شيلكوت في لندن ان الولايات المتحدة الاميركية لم تستشر بريطانيا في اتخاذها القرارات الحاسمة بشأن العراق ، بالرغم من آمالها من ان مساهمتها بأعداد كبيرة من الجنود من خلال غزو العراق سيكون له تأثير كبير على السياسة الاميركية.
وأوضح السير جون سويرز اخيرا رئيس جهاز المخابرات البريطانية حالياً ومستشار مقرب من توني بلير سابقاً، ان القرارات المتعلقة بحل الجيش العراقي وطرد عدة الوف من اعضاء حزب البعث من العمل، اتخذت من قبل الولايات المتحدة الاميركية فقط، وان ذلك الامر ادى الى استياء قادة الجيش البريطاني (46.000) جندي الذين شاركوا في الغزو، واضاف السير سويرز: بعد إلحاح اعضاء من لجنة التحقيق، ان تلك القرارات كانت اتخذت مقدماً في واشنطن». وقد كان سويرز مستشار بلير المسؤول الاعلى في العلاقات الخارجية في النصف الاول من عام 2001، وطلب منه فجأة ، في ايار 2003، الذهاب الى بغداد في محاولة لزيادة التأثير البريطاني هناك. وعند وصوله الى العاصمة العراقية ، لم يدرك ان حل الجيش العراقي غدا محسوماً كنتيجة للحرب، وهو ايضاً لم يتلق توجيهات بصدده من لندن. وقال سويرز: انه لم يعتقد آنذاك ان آراءه جميعاً تم تجاهلها كلياً، وأعلم لجنة التحقيق ان تلك القرارات اتخذت من قبل بول بريمر على اساس انه امر متفق عليه مسبقاً حسب السياسة الاميركية، وان الاميركيين ارادوا صرف 30.000 موظف من الخدمة بينهم اطباء ومدرسون كان بامكانهم المساهمة في اعادة بناء العراق. واضاف سويرز، لقد جرى تضخيم قرار حل الجيش وتأثيره فيما بعد على الاوضاع المتردية في العراق وفي رأيه ان القرار لم يكن السبب الرئيسي لما آلت آليه الامور بعدئذ فيما يخص الامن في العراق. وتحدث سويرز: عن المشكلات التي واجهت جيوش الاحتلال قائلاً: « ان الحالة النفسية للجنود الاميركيين كانت سيئة، وهم في بدلات سميكة وجاكيتات ثقيلة ونظارات من نوع خاص وأغطية راس وغير ذلك من الامور، كما لم تكن أي الفة او علاقة بينهم وبين المواطنين العراقيين». كما اضاف، ان المسألة المهمة الاخرى هو ان حزب البعث لم يستسلم قط، ولذلك اصبح العراق، إناء العسل، بالنسبة لأي واحد يريد النيل من الاميركيين بشكل خاص، وان الحملة لهزيمة العراق لم ينفذ منها الا نصفها، إذ ان جيشه ذاب في منتصف الطريق. ووصف سويرز: كيف اتخذ توني بلير قراره، عندما أصبح بوش رئيساً في عام 2001 لاميركا، والذي يدور حول اهمية تثمين العلاقات بين المملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الاميركية وضرورة العمل معاً. وكان العراق احدى الدول التي وقف بلير مع قرار تغيير الحكم فيها. وقد جرت المحادثات بشأن ذلك في 2001 قبل عامين من الغزو – بصدد اللجوء الى العمل السياسي، لتغيير النظام ، ولم يتم في تلك المرحلة التطرق الى العمل العسكري، بل ان ذلك جرى تبنيه فيما بعد وعلى الاسس التي ادت الى تصفية حكم سلو بودان ميلو سفج في صربيا عام 2000. ومن بين العروض التي قدمت ، كان تقديم دعم للمجموعات المعارضة ومقاضاة صدام حسين بجرائم الحرب. وفي موضوع يخص لجنة التحقيق البريطانية، اعلن قبل يومين إدوارد ديفي ، المتحدث الليبرالي الديمقراطي عن الشؤون الخارجية، انه قد كتب الى السيرجون شيلكوت ، متسائلاً ان كان اعضاء اللجنة مقيدين في اسئلتهم بقوانين فرضت من الحكومة وتمنعهم من الاقتباس عن الوثائق الحكومية. عن الغارديان
الحكومة الأميركية لم تستشر بريطانيا في شؤون العراق
نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 06:20 م