بغداد/ المدى والوكالاتاعتبرت القوات الاميركية إن تأخير الانتخابات العامة في العراق والهجوم الذي نفذته شبكة القاعدة الثلاثاء الماضي، لن يعطلا خطط الولايات المُتحدة الرامية إلى خفض مستويات قواتها بشكل كبير بحلول الصيف القادم.
وقد أرجأت الخلافات داخل مجلس النواب الانتخابات حتى السابع من آذار المقبل، وكان الموعد المقرر لها في البداية منتصف كانون الثاني. وفي إشارة للتأخر في وضع قانون انتخابي وتحديد موعد للتصويت قال اللفتنانت جنرال تشارلز جاكوبي القائد الأعلى الأميركي للعمليات اليومية في العراق أثناء زيارة روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي إلى العراق «لقد كنا قلقين»، لكنه قال: إن موعد السابع من آذار تبين أنه موعد يمكننا التعامل معه وما زلنا ماضين في تأدية عملنا. وقال للصحفيين المسافرين مع غيتس الذي وصل إلى العراق بعد ثلاثة أيام قضاها في أفغانستان «مازلنا ماضين في مسيرتنا وسنتمكن من تحقيق مهمة الوصول إلى مستويات انتقال القوات كما كنا نرغب». وتعهد الرئيس الاميركي باراك أوباما بإنهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق بحلول 31 آب 2010 قبل انسحاب كامل بحلول نهاية 2011. ومن المفترض ان ينخفض عدد القوات الأمريكية في العراق الى 50 ألفا بحلول نهاية آب من حوالي 115 ألفا في الوقت الحالي. وفي بغداد التقى غيتس برئيس الوزراء نوري المالكي وقادة عراقيين آخرين لمناقشة مسألة الانتخابات القادمة وللضغط في اتجاه المزيد من المصالحة ولم يعلن عن الزيارة مسبقا لأسباب أمنية. وتراجع العنف في العراق بشكل حاد على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية لكن سلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة وقعت يوم الثلاثاء في أنحاء متفرقة من بغداد أودت بحياة 112 شخصا وفقا لمصادر بالشرطة. وذكر مسؤولون بوزارة الصحة أن حصيلة القتلى بلغت نحو 77 قتيلا. وقال جاكوبي: إنه من المعتقد أن القاعدة هي التي نفذت هجوم الثلاثاء بهدف تعطيل الانتخابات. وزعم متمردون مرتبطون بالقاعدة مسؤوليتها عن التفجيرات على موقع على شبكة الانترنت. لكن جاكوبي قال إن الجماعة تضاءلت بشدة ويبدو أنها أصبحت قادرة على شن هجوم واحد كبير كل ستة إلى ثمانية أسابيع. وعبر القائد الأميركي عن ثقته في قوات الأمن العراقية قائلا: إنها قطعت خطوات مهمة، لكنه أضاف أنه من الواضح أن هناك بعض الفجوات باقية. ويقول مسؤولون أميركيون: إن فترة الشهرين التاليين للانتخابات العراقية ستكشف على الأرجح عما إذا كانت البلاد ستنزلق مُجددا إلى أعمال العنف وإراقة الدماء أم ستتجه نحو الاستقرار والسلام. وقال جيف موريل السكرتير الصحفي في وزارة الدفاع إن التشكيل السريع والسلمي للحكومة العراقية القادمة بعد الانتخابات مُهم لأن أي تأخير يخلق إمكانية عدم الاستقرار. كما اتهم جاكوبي إيران بمواصلة دعم المتمردين في العراق وتزويدهم بالأسلحة والمال. وقال: إن «النفوذ الإيراني في العراق غير مفيد في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية». وأكد أن إيران ما زالت تمول الإرهابيين وتزودهم بالأسلحة، معتبرا أن الجمهورية الإسلامية تقوم بحملة تخويف على الصعيد السياسي وتنشئ هيئات تستخدم لتنفيذ عمليات استخباراتية لا تعمل لمصلحة الشعب العراقي. وقال إن الإيرانيين ما زالوا يدربون قادة مجموعات خاصة ويوفرون لهم وسائل العودة إلى العراق. وأكد أن قوات الأمن العراقية تواصل تحسين مراقبتها للحدود، وذلك بعد أن اشترى العراق أخيرا من الولايات المتحدة نظام مراقبة بالفيديو قيمته 49 مليون دولار بهدف التصدي لتسلل مقاتلين أو مهربي أسلحة عبر حدوده مع سوريا وإيران. ويرغب الجنرال راي أوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق في الاحتفاظ بوجود أميركي قوي في البلاد قادر على مساعدة قوات الجيش أو الشرطة العراقية إلى أن يتضح الموقف الأمني. وبمقتضى اتفاقية أمنية ثنائية وقعت العام الماضي فانه يتعين أن تنسحب جميع القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية 2011. وموعد نهاية العمليات القتالية ليس ضمن الاتفاقية لكن الرئيس أوباما حدده ضمن إطار وعده للناخبين الأميركيين بإنهاء الحرب في العراق. وقال موريل إن هجوم الثلاثاء كان محاولة يائسة لإثبات الوجود ومحاولة زعزعة استقرار المناخ السياسي. من ناحية أخرى، أجرى رئيس الحكومة نوري المالكي تعديلات أمنية إثر الهجمات التي تعرضت لها بغداد الثلاثاء، وذلك في وقت رصدت فيه القوات الأميركية توقفا لحركة تسلل البعثيين عبر الحدود العراقية مع سوريا. وأعلن المالكي، الذي يواجه تحديا أمنيا كبيرا مع توالي التفجيرات في بغداد، تعيين الفريق الركن احمد هاشم عودة قائدا لعمليات بغداد بدلا من الفريق الركن عبود قنبر على أمل إعادة الأمن إلى بغداد قبل الانتخابات المقبلة. وطالب المالكي في جلسة مجلس النواب التي عقدت الخميس بان يصدر المجلس قرارا بتطهير الأجهزة الأمنية من المنتمين لأية جهة سياسية بما فيها حزبه، ليكون الجهاز الأمني مهنيا وكفوءاً وشعبيا ويعتمد على المواطنة حسب تعبيره. من ناحية أخرى، أكدت القوات الأميركية والعراقية أنها لم تسمع أو تسجل أي تسلل لبع
البنتاغون: تأخير الانتخابات والهجمات الأخيرة لن يؤثرا على توقيت الانسحاب
نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 06:22 م