ضيف نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي الأسبوعي ليوم السبت الماضي المترجم والباحث الدكتور عزيز المطلبي للحديث في محاضرة عن الرواية التاريخية وفق كتاب "ممارسة النظرية وقراءة الأدب" لمؤلفه رامان سيلدن. وأوضح مقدم الجلسة ا
ضيف نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي الأسبوعي ليوم السبت الماضي المترجم والباحث الدكتور عزيز المطلبي للحديث في محاضرة عن الرواية التاريخية وفق كتاب "ممارسة النظرية وقراءة الأدب" لمؤلفه رامان سيلدن. وأوضح مقدم الجلسة الروائي حميد الربيعي ان المحاضر حاصل على ماجستير لغة عربية سنة 76 من إنكلترا ولديه دكتوراه في الرواية ونقدها 84 درس في عدد من الجامعات المحلية والعربية. ولديه اهتمامات في مجال الترجمة من الإنجليزية الى العربية وبالعكس. منوهاً بانه اتخذ من الروائي فارل نموذجاً لحديثه عن الرواية التاريخية الإنجليزية. مبيناً ان من أهم مميزات فارل يكتب بأسلوب التهكم والسخرية ويمثل الإنسان القيمة الأساسية لديه فهو يحاول رسم مفاهيمه من خلال الشخوص، كما انه يعد ناقداً لاذعاً للحضارة البريطانية. ومن رواياته: رجل في مكان آخر ـ فتاة في الذاكرة ـ المتاعب ـ قبضة سانغافورا ـ وغيرها إضافة الى رواية لم يمهله الموت لإتمامها عنوانها "محطة التل".
وبين الدكتور المطلبي ان سبب وقع اختياره على هذا الروائي بالذات هو اننا شعب نحب المدافعين عن الإنسان، وخاصة الفقراء والبائسين والمشردين. وقال: فارل قدمت له جائزة فرفضها وهو في اشد حالات إفلاسه معلناً "لن أتسلم جائزة من أناس أذلوا الشرق، وسلبوا خيراته" وهذا يعني موقفاً مبدئياً يتناغم مع موقفنا..
وفي مسمع إذاعي وهو يناقش روايته ـ قبضة سانغافورا ـ التي تعد حربه وسلامه يقول: "لقد فكرت ألا اعنى بمسألة الحرب فيها إطلاقاً، وأول ما خطر لي هو ان اعنى بالجانب المدني من الأمور، وان اجعل شخوصي تناقش مشكلات التجارة وسواها. وقد اعمد في نهاية المطاف الى ان اقدم احد الخدم ليقول "عفوك لكن هناك رجل يابانياً يقف على الباب"، غير اني تخليت عن ذلك على كره مني. لافتاً الى قول فارل هذا قد يصدق في روايته "المتاعب" الصادرة عام 75 والتي يسرد فعلها القصصي أحداث صيف عام 1919 في إيرلندا وفي رواية "حصار كرشنابور" الصادرة عام 73 والتي تبحث في العصيان الهندي الذي حدث عام 1857، ذلك ان فارل يغتنم هذه الأحداث العنيفة ليجعل منها منصة لفعله الروائي الذي يعنى كثيراً بالأفكار وبما يفصل حياته وآراءه. وتابع: فاذا اردنا ان نبتعد عن مناقشة الشخصية التي تمثل الكاتب بوصفها مسألة فنية معقدة تتصل بما يتشابك من مستوى التهكم في النص الأدبي والسردي او وجهة نظر الراوي او الراوية ودرجة الصدق الروائي. واذا ما سوغت لنا انفسنا بما يتاح لها من معرفة تفصيل حياة الكاتب ان نفرد على تخوم النقد الأدبي هذا الحدث او ذاك او هذه الشخصية او تلك نستطيع ان نقول ان فارل من أولئك الأدباء الذين يصورون انفسهم فيما يكتبون من أدب، ويمكننا محترسين ان نتكئ على التوتر الذي يحرك المشهد الروائي عنده ودقة الحماس التي تغذي هذا المشهد على نحو متسامق، والثبات الذي يعبر فيه الصوت الروائي عن إحساسه. مبيناً ان روايته "الرئة" التي صدرت عام 1965 تتحدث في فعلها القصصي عن حقبة موثقة من حياة الكاتب، فنرى بطلها ساندز وهو ملقى في المشفى يصارع موتاً وشيكاً، نرى فارل في بداية شبابه وهو يعاني آلام شلل الأطفال. فيغدو العالم الصغير المتمثل بالمشفى والفندق في رواية المتاعب والمقر في رواية "حصار كرشنابور" رمزاً لعالمنا الكبير الذي يتلمس فيه الإنسان المعاصر طريقه الكادح.
وفي مداخلته بين الكاتب عبد العزيز لازم ان المحاضر عكس إخلاصه للطرح الاكاديمي من خلال دراسته للرواية الإنجليزية في مرحلة الاستعمار التي سادت فيها الإمبراطورية التي قيل انها لا تغيب عنها الشمس وما ولدته من صراعات. منوهاً الى ان المحاضرة حاولت تأشير نتائج الصراعات بشكل غير مباشر والتي أدت الى استقلال الهند وعدد من المستعمرات الأخرى عن بريطانيا. وأوضح: لكون المحاضر اكاديمياً ويتصف بالحادية فهو لم يشر بصراحة لهذه الحقيقة وحرصه عليها.
فيما أشارت الباحثة عالية خليل الى ان المحاضر استعمل أسلوب السرد متحدثاً بإسهاب عن إبطال وشخصيات الكاتب الإنجليزي الذي اتخذه مثالاً. مبينة ان الرواية الهندية فيها جانبان الفني التقني والثيمة الموضوعية. وقالت: الرواية التاريخية تحتم على كاتبها الرجوع الى مئتي سنة قبل ولادته بحسب رأي لوكاش.