أيام قليلة تفصلنا عن الموعد المضروب نهائياً، لإبرام اتفاق تاريخي بين إيران والقوى العظمى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو موعد يأتي بعد سنة من محادثات شاملة لكل الجوانب، وفيما تتشبث الدول الغربية بشكوكها حول سعي ايران إلى امتلاك القنبلة الذرية، تحت غطاء برنامج نووي مدني، فإن طهران تنفي ذلك بشدة، وأدى ذلك بالطبع إلى توتر ساد المنطقة قاد إلى التهديد بالحرب خشية من إيران نووية لإسرائيل والدول الخليجية، وللتخلص من شبح الحرب، اتفقت طهران ومجموعة خمسة+واحد في أواخر العام الماضي، على التفاوض بشأن اتفاق يكفل في نهاية المطاف الطبيعة السلمية للبرنامج الإيراني، مقابل رفع العقوبات الدولية التي يقول الإيرانيون إنها كلفت اقتصادهم خسارة ثقيلة، وصلت قيمتها إلى نحو 480 مليار دولار، أي ما يعادل عاما كاملا من الناتج المحلي الإجمالي لإيران.
المحادثات التي تدور في سلطنة عمان صعبة ومريرة، لكنها تعتبر الفرصة الأفضل لحل هذه المشكلة سلميًا، ذلك أن فشلها سيكون خطراً على العالم أجمع، بينما يشكل تكليلها بالنجاح فرصة لتطبيع العلاقات بين إيران والغرب، ومدخلاً لشكل من التعاون، خاصة مع واشنطن، لمواجهة الأزمات في العراق وسوريا، ويسمح لإيران بإعادة إطلاق اقتصادها، واستعادة مكانتها الكاملة في مصاف أبرز المنتجين للنفط في العالم، وكدليل على أهمية النتائج المنتظرة، اتفقت واشنطن وموسكو على الدعوة لاتفاق شامل ترى فرنسا صعوبة تحققه، حيث تتبقى مسائل مهمة عالقة تحتاج للتسوية، بعد حسم مسألة قدرات تخصيب اليورانيوم، التي قد تحتفظ بها إيران بعد التوصل إلى اتفاق.
لأن إيران تريد كل شيء فوراً، وهو أمر يراه الغرب غير واقعي قطعاً، وأنه لا اتفاق على أي شيء إن لم يتم الاتفاق على كل شيء، فان الخبراء يعتقدون أنه في حال التوصل إلى اتفاق، فإن تباعد المواقف لن يردم إلا في اللحظة الأخيرة، ولذلك فالفرصة متوفرة لإبرام "اتفاق مرحلي"، يسمح بتمديد المحادثات كما حصل سابقاً، غير أن هذه الصيغة محفوفة بالمخاطر، نتيجة تلويح عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي النافذين، بفرض عقوبات جديدة على طهران، إن لم تفض المفاوضات إلى نتيجة، وفي الجهة الأخرى حذر مئتا نائب يمثلون الجناح المتشدد في النظام الإيراني، من إبرام اتفاق لا يدافع "بقوة" عن مصالح ايران، دون تحديد لتلك المصالح، وبحيث يبدو الأمر اليوم شبيهاً بلعبة عض الأصابع، بانتظار من يعلن ألمه أولاً.
في الأثناء أعلن وزير الخارجية العماني أن الأطراف المشاركة في المحادثات النووية بمسقط، وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً، وأعلن تفاؤله بنجاح المحادثات، غير أن ما يلفت النظر إعلانه استعداد بلاده لاستضافة جولات اخرى من المحادثات، ما يؤشر إلى احتمال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل، أما إشارته إلى عدم ارتباط محادثات مسقط بأي أحداث اقليمية، فهي دعوة لحسم هذا الملف أولاً، تمهيداً لمناقشة الملفات الإقليمية الجديدة، للقيام بدور مطلوب منها في هذا المجال، شريطة أن تكون الظروف مهيأة للعب هذا الدور.
خلال الايام الحاسمة المقبلة سيسعى الغرب للضغط على المفاوضين الإيرانيين، وتحقيق اختراق في المحادثات قبل الرابع والعشرين من هذا الشهر، وهو السقف المحدد للتوصل إلى اتفاق نهائي شامل، رغم الضغوط القوية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، بهدف عرقلة أي مشروع اتفاق محتمل بين القوى الغربية وإيران، وتربط اسرائيل الأمر بالحرب الدولية ضد إرهاب داعش، إذ تخشى أن تؤثر تلك الحرب سلباً على مواقف العالم المضادة للبرنامج النووي الإيراني، فيما صعّدت محادثات مسقط قلق إسرائيل من أن الجانبين أصبحا قريبين من اتفاق لا يستجيب لمطالبها، بحلول موعد انتهاء المحادثات.
نووي إيران واللحظة الحاسمة
[post-views]
نشر في: 18 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
ايران حصلت على صواريخ نوويه بعد انهيار الاتحاد السوفياتى من تجار روس------ايران استفادت من الخبراء الباكستانيين الشيعه وصنعت صواريخها الحامله لرؤوس نوويه تقدر ضرب تل ابيب ---الفرس ادكياء وباردون ولايخافون من احد----الحياة عندهم لاقيمه لها ولكن النقود فوق