بين خبراء اقتصاد ان العروض الكثيرة للنفط الخام وراء انخفاض اسعار النفط الامر الذي ادى الى تخمة الاسواق وقلة الطلب من قبل الدول المستهلكة كدول اسيا واوربا، في حين وصف مختصون الانخفاض المتواصل بأسعار النفط بـ "السياسة العقابية" التي تنتهجها الدول الصنا
بين خبراء اقتصاد ان العروض الكثيرة للنفط الخام وراء انخفاض اسعار النفط الامر الذي ادى الى تخمة الاسواق وقلة الطلب من قبل الدول المستهلكة كدول اسيا واوربا، في حين وصف مختصون الانخفاض المتواصل بأسعار النفط بـ "السياسة العقابية" التي تنتهجها الدول الصناعية الكبرى.
وقال الخبير الاقتصادي احمد البريهي لـ"المدى"،ان "تخمة العروض النفطية التي تعاني منها السوق العالمية اضافة الى تلكؤ النمو العام لدول اسيا والدول المستهلكة للطاقة بصورة كبيرة ادت الى انخفاض الاسعار الى ما دون الـ80 دولارا".
واضاف ان "الولايات المتحدة الاميركية اول المتضررين من انخفاض اسعار النفط بسبب ارتفاع الكلفة لبرميل النفط المستخرج عن طريق "النفط الصخري" او النفط البديل، التي بشرت به منذ عشر سنوات".
واوضح المسؤول السابق في البنك المركزي ان "الحكومة العراقية امام تحد يستلزم اعادة دراسة لأوجه الصرفيات الخاصة بمؤسساتها وفق رؤى استراتيجية تحاكي واقع الاسعار الجديدة للنفط العالمي".
وبين ان "البحث عن بدائل للنفط، وإيجاد موارد جديدة، وتقليص المصروفات غير الضرورية وتعاظم الصادرات الأخرى، فضلاً عن وضع خطط لتلافي تأثيرات الانخفاض الحالي لأسعار النفط العالمية من خلال وضع سقف مؤمن في عملية احتساب سعر برميل النفط في موازنة عام 2015".
واكد ان "عملية الاستدامة المالية تعتمد بصورة كبيرة على ما مصدر فعلا من النفط الخام العراقي دون الاعتماد على ما موجود من خطط مالية واقتصادية مستقبلية لأنها بكل بساطة لا تتوافق مع الواقع الفعلي لمدى الإيرادات المالية الداخلة للخزينة العراقية".
بدوره قال الخبير النفطي حمزة الجواهري في حديث لـ"المدى"، ان "الدول الصناعية الكبرى هي من تتحكم بأسعار البترول العالمي لذلك يعتبر الانخفاض المتسارع لأسعار النفط منذ ثلاثة اشهر لأسباب سياسية بامتياز".
واضاف ان "التحليل الطبيعي لأسباب الانخفاض في أسعار النفط وحسب المعطيات المختلفة مثل وفرة العرض وقلة الطلب اضافة الى سياسة الترشيد التي تنتهجها بعض الدول المستهلكة للنفط، لا يمكن لها اليوم تفسير هبوط سعر برميل النفط الى ما دون الـ80 دولارا للبرميل الواحد".
واوضح الجواهري ان "التنافس بين البعض من دول الاوبك والتي تنتهج سياسة مكملة لسياسة الولايات المتحدة الامريكية جعل من منظمة الاوبك مكتوفة الأيدي تجاه الانحدار الخطير في اسعار الطاقة العالمية".
وبين ان "العراق في مواجهة أزمة مالية كبيرة نتيجة اعتماد اقتصاده على ما يصدره من كميات نفطية لذلك من الطبيعي تأثر حركته الاقتصادية للعام المقبل ما لم تنتعش الاسعار عن طريق الوصول الى سعر 100 دولار للبرميل، وهو رقم جيد بالنسبة لكمية الصادرات العراقية التي فقدت ما يقارب مليون برميل خلال الشهور الست الماضية".
واكد الجواهري ان "ارتفاع قيمة الدولار الاميركي امام العملات الاخرى وانخفاض الذهب، دليل على ان هناك ارادة سياسية تقف خلفها الولايات المتحدة الأميركية تجاه بعض الدول مثل ايران وروسيا والاستفادة عن طريق التنازلات التي تقدمها الحكومة العراقية لاجتياز الازمة الحالية".
واعتبرت وزارة النفط العراقية، امس الثلاثاء، أن "إرادة سياسية دولية" وراء خفض اسعار النفط العالمية، مؤكدة أن العراق وإيران وروسيا اكثر المتضررين من هذا الانخفاض.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة عاصم جهاد في حديث للسومرية نيوز ، إن "تقارير الخبراء الدوليين اكدوا أن ارادة سياسية دولية وراء خفض اسعار النفط العالمية ولا علاقة لها بضعف التنمية او المضاربات او زيادة الانتاج الصخري الاميركي".
وأضاف جهاد أنه "من المعروف عند حدوث اي ازمة ووضع امني غير مستقر في العالم فان اسعار النفط ترتفع كما هو الحال مع التوتر الذي حصل في مضيق هرمز والتي وصلت الاسعار حينذاك الى اكثر من 120 دولارا للبرميل الواحد"، مبينا ان "الاوضاع الامنية التي يشهدها العراق حاليا وتوقف صادراته الشمالية وبمعدل 400 الف برميل يوميا، اضافة الى الاوضاع الامنية غير المستقرة في ليبيا، لم تؤد كل هذه الامور الى رفع الاسعار وانما على العكس" .
وأشار جهاد إلى أن "المتضرر الاول من انخفاض هذه الاسعار هو العراق وإيران وروسيا"، مؤكدا أن "العراق باعتباره بلدا مؤسسا ومؤثرا بالمنظمة سيبحث مع دول اعضاء منظمة اوبك ضرورة اتخاذ خطوات مهمة للحفاظ على اسعار النفط ووقف تداعيات هذا الانخفاض".
واكدت وزارة النفط ، في (5 تشرين الثاني الحالي)، أن 100 دولار للبرميل الواحد هو سعر مناسب للعراق، مشيرة الى ان انخفاض سعر البرميل الى ما دون 85 دولارا اثر على الاقتصاد.
وبين الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري في مؤتمر صحفي بشأن تقرير أوبك (آفاق النفط العالمية لعام 2014) "نحن قلقون (بشأن أسعار النفط) لكننا غير مذعورين، متوقعا أن تتعافى الأسعار بحلول النصف الثاني من العام القادم لكنه لا يدري مقدار هذا التعافي.
وتتوقع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تقلص حصتها في سوق النفط بنسبة خمسة بالمئة بحلول عام 2018 مع نمو معروض النفط الصخري الأمريكي بوتيرة أسرع مما كان متوقعا من قبل بما لا يدع مجالا أمام المنظمة للاستفادة من نمو الطلب العالمي.
وكان أعضاء في أوبك منهم الكويت قالوا إنه من غير المحتمل إجراء خفض في الآنتاج في الاجتماع المقبل للمنظمة لكن بعض المندوبين بدأوا يتحدثون بشكل غير رسمي عن ضرورة اتخاذ إجراء ما لكنهم يشيرون إلى أن التوصل إلى اتفاق لن يكون سهلا.
وتتكون سلة أوبك من 12 خاما، وهي مزيج صحارى الجزائري وخام جيراسول الأنجولي والخام الإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي والتصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الاكوادور.
وتعتبر منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك)، التي تأسست في بغداد عام 1960 بالاتفاق بين خمس دول هي السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا، ويقع مقرها في فينا، من أكبر المنظمات العالمية المشرفة على تنظيم عملية تصدير النفط وتحديد أسعاره، وتضم في عضويتها حاليا 12 دولة مصدرة للنفط، تمتلك بمجموعها ما يتراوح بين ثلثي وثلاثة أرباع الاحتياطي العالمي النفطي.
