TOP

جريدة المدى > سينما > حديث عن السينما في العراق..من"دار الشفاء، تموز 1906" إلى فيلم "غير صالح للعرض عام 2005"

حديث عن السينما في العراق..من"دار الشفاء، تموز 1906" إلى فيلم "غير صالح للعرض عام 2005"

نشر في: 19 نوفمبر, 2014: 09:01 م

يعتبر التاريخ الرسمي المتداول.. والذي اجمع عليه المعنيون بتاريخ السينما هو 28 كانون الاول 1895، فقد قام الاخوان (لومير) في هذا اليوم بتقديم اول العروض للأفلام المتحركة التي أنتجاها .. في صالة وبحضور جمهور واسع بباريس .. وكان (الاخوان لومير) قد ابتك

يعتبر التاريخ الرسمي المتداول.. والذي اجمع عليه المعنيون بتاريخ السينما هو 28 كانون الاول 1895، فقد قام الاخوان (لومير) في هذا اليوم بتقديم اول العروض للأفلام المتحركة التي أنتجاها .. في صالة وبحضور جمهور واسع بباريس .. وكان (الاخوان لومير) قد ابتكرا قبل ذلك جهازاً سمياه: بـ(السينما توكراف) وسجلاه لدى الدوائر الرسمية المعنية ومن خصائص هذا الجهاز انه يستعمل في عمليات ثلاث هي: التصوير والطبع ثم العرض.
وفي مطلع العام التالي (1896) عرض أول أفلام (السينما توكراف) في مدينة الاسكندرية بمصر، وهناك من يذكر ان اول عرض للصور المتحركة في مدينة القاهرة تم في يوم 28 تشرين الثاني من عام 1897.

 

وفي عام 1912 عرضت بعض الأفلام التي صورت في مصر، وفي عام 1918 نجحت المحاولات لإنتاج أفلام بطول ثلاثين الى اربعين دقيقة.

وفي عام 1927 قامت الممثلة عزيزة امير بتأسيس اول شركة سينمائية تنتج اول فيلم روائي عربي هو: (ليلى) باخراج تم في مرحلتين قام به وداد عرفي واستيفان روستي، ثم بدأ الانتاج السينمائي يضاعف جهوده لتكون في مصر بعد ذلك صناعة سينمائية واسعة وهامة في سياق السينما العالمية.
اما في العراق، فقد نشرت الصحف اعلاناً عن عرض اول فيلم سينمائي ليلة الاحد 26 تموز 1909 في دار الشفاء الواقع الى الجانب الغربي – الكرخ – من بغداد دون ان يعرف احد من الذي جاء بهذه الأفلام او (الألعاب) كما وصفت آنذاك من قبل الذين شاهدوها.
ويبدو ان هذا الفن الوافد قد راق لبعض تجار ذلك الزمان فقرروا اختيار مكان عام يرتاده الأهالي وسط بستان بموجب تذاكر، وقد وفق هؤلاء الى تشييد اول دار للعرض في عام 1911 وسط ذلك البستان، (الملاصق للعبخانة) وتقع هذه المنطقة في منتصف شارع الرشيد ببغداد، وجاء في (صدى بابل) الجريدة البغدادية الصادرة في ايلول عام 1911: (يبتدئ اول تمثيل بالسينما توغراف في يوم الثلاثاء منذ الساعة الواحدة والنصف في البستان الملاصق بالعبخانة وهذا التمثيل الاولي يكون بالاشكال اللطيفة التهذيبية المبهجة الآتية:
1- صيد الفهد
2- الرجل الصناعي
3- بحر هائج
4- التفتيش عن اللؤلؤة السوداء
5- سباق مناطيد– (بالونات)
6- طيور مفترسة في اوكارها
7- خطوط حية (متحركة)
8- تشييع جنازة ادوارد السابع – ملك انكلترا – وهو مشهد نفيس
كان هذا اول اعلان ينشر في الصحافة العراقية عن عروض سينمائية تقدم في دار للعرض بموجب تذاكر، وفيه اشارة لعناوين الافلام المعروضة.
ويضيف الاعلان ايضاً: (وفي كل جمعة مساءً يتغير بروغرام هذه المشاهد بغيرها) ويحدد الاعلان رسم الدخول في الصفوف الاخيرة بـ (8 غروش صاغ) (وهي الأماكن الأجمل) كما تقول الجريدة، اما الصفوف الامامية فرسم الدخول اليها هو (4 غروش).
وتصف الصحف حفل العرض الاول الذي جرى يوم الثلاثاء الخامس من ايلول 1911: (كان ذلك المكان الفسيح مضاءً بمصابيح من نور الكهرباء، بين ابيض اللون واحمره واصفره وازرقه على الجدران، وفي رؤوس الاشجار، ومزداناً بالذوات الشرفاء والأنام الفني من بعض موظفي الحكومة ووجهاء المدينة ما ينيف على (200) مئتي شخص، والموسيقى العسكرية تعزف ألذ الألحان والعود والسينكمان يترنمان بأطيب الانغام ... الخ).
لقد كانت لهذا الحدث غير الاعتيادي اصداء واسعة في الاوساط الاجتماعية والثقافية وظهرت عنه مقالات وتعليقات وكلها تحث القوم على الحضور الى ذلك المحل ليجددوا فيه ما يلذ لهم ويطيب معاً، ولاسيما – كمل تقول الصحيفة – اذ يرون الفرق بين هذه المشاهد اللطيفة الأدبية وبين المشاهد الالعابية والرقص والخلاعة والقهاوي ..!).
ان ذلك المكان – البستان – الذي عرضت فيه تلك الأفلام القصيرة الثمانية هو نفسه سمي بعد ذلك بـ(سينما بلوكي) نسبة الى تاجر مستورد للمكائن، وكان معروفاً في العراق، وبذلك تكون (سينما بلوكي) هي اول دار عرض تفتتح في بغداد عام 1911.
وتكاثرت هذه العروض خلال سنوات الحرب العالمية الاولى وتعددت دور العرض مثل سينما عيسائي، التي ادارها التاجر المعروف بالاسم نفسه، وسينما اولمبيا وسنترال سينما والسينما العراقي والسينما الوطني.
ومع تكاثر العروض، واقبال الناس عليها ظهرت هناك روح المنافسة في كسب المشاهدين وتنوع وسائلها فسينما الوطني مثلا، تعلن عام 1927 عن عرض اربعة افلام في وقت واحد، بينهما كان هذان الفيلمان:
1- مناظر الحفلة الربيعية للجيش العراقي
2- تدشين طيارة مدينة بغداد
اما (سنترال سينما) فقد اعلنت عن تخفيض اسعار الدخول ليتمكن الجميع من الاستفادة من الرواية الجميلة والمفيدة.
ان هذا القرار لم يأتِ عبثاً، بل ان اسباب موضوعية عامة اوجبت اصداره، وكان للصحافة دور في ان تشير الى الواقع الذي يحيط بممارسة العمل في مجال العروض السينمائية فقد اشارت جريدة العراق في مقال افتتاحي لها تقول فيه: (لقد حظيت بغداد بجملة سينمات تتناسب في رقيها وانتظامها مع مايجب ان تكون عليه عاصمة العراق، الا ان هذه السينمات في السابق كانت تربح ارباحاً طائلة لكن التدني الاقتصادي في البلاد جعلها في كساد نظير المرافق الاخرى وصار اصحابها يعانون الامرين بسبب هذا الكساد، ولو وقف الامر بهم عند هذا الحد لهان الامر، لكنهم يتكلفون نفقات ورسوماً باهظة جداً تثقل كاهلهم وتجعلهم يئنون تحتها، فإن البلدية تستوفي من كل سينما رسماً شهرياً قدره (100) مائة ربية، وهي تدفع فوق ذلك طوابع على تذاكر الدخول، ثم يستوفي منها الكمرك رسماً عن الفيلم (الرقوق) بالوزن وهذه تكاليف عالية جداً، حيث انها تساوي احياناً قيمة الفيلم او تزيد عليها).
وتسجل الجريدة وجهة نظرها في (السينما) او العروض السينمائية مدافعةً بحماس كبير قائلة: (ان هذه النفقات الطائلة والتكاليف الكثيرة تفت في عضد اصحاب السينمات وتصيبهم بخسائر كبيرة ولاتشجعهم على صناعتها، والسينما من الصناعات التي يجب ان تعاضد وتشجع لانها صناعات وطنية، هذا فضلاً عن لزومها لثقافة البلد وتهذيبه وتعليمه، وهي احسن معاهد يختلف اليها في ساعات الفراغ من الليل وتكافح مكافحة شديدة بيوت الفساد ودور العهر المزري والخلاعة، فعلى الحكومة - والسينما تحمل هذه الفوائد- ان تعمل جهدها لتعاضدها وتنشطها وتبدي التسهيلات اللازمة لها حتى تعيش وترقى وتتقدم).
كان هذا الحديث في العشرينات من القرن الماضي، ودور السينما تحاول ان يتسع بها اصحابها وان تتجاوز حدود بغداد شيئاً فشيئاً، وتتنوع الى حد ما مصادر الافلام التي يستوردها اصحابها لتنشأ لدى البعض فكرة الانتاج السينمائي، ولكن كيف؟
في بداية عام 1931 حاول بعض الشباب خلق حركة تمثيلية سينمائية – كما ذكرت جريدة الحاصد – فعرضوا المشروع على الممثل السينمائي النشيط آنذاك (جوسوانسون) لكن هذا الشاب، وكان لتوه عائداً الى العراق، كان رده، كما نشرت جريدة الحاصد ايضاً: (عدت وفي اعماق روحي رسالة الفن السينمائي اريد ان انشرها في هذه الربوع، تكلمت وخطبت وناديت، ولكن على غير جدوى، وكثيراً ما انتحبت وبكيت فردد الصدى نواحي وبكائي)، ثم يخابطهم قائلا: (انني ارى مشروعكم يا اخوتي في الوطنية وزملائي في مذهبي الفني يتوقف على: 1-توفر المادة الاولية. 2-توفر المادة الفنية. 3-الحماية الحكومية. 4-المؤازرة من الأمة، ويجب ان لاننسى التضحية فهي اساس النجاح).
ويؤكد الموثق والباحث المرحوم (احمد فياض المفرجي) في كراسه الفريد الذي اصدره مركز الابحاث والدراسات عام 1980 والذي اعتمدناه في كثير من المعلومات في حديثنا هذا لانه مطابق لما لدينا من معلومات اولاً ولأنها – أي تلك المعلومات - معتمدة وموثقة بها .. وقد كان – رحمه الله – يطلعني عليها اولاً باول فاتعرف على امانته وفنه في المرجع والمصدر، وقد فارقنا – رحمه الله – وهو ما زال في اوج نشاطه دون ان يعطي حقه او مكانته الجدير بها.
يقول في كراسه المشار اليه: (ان جوسوانسون) هو اسم مستعار لمعلم في مدرسة العوينة الابتدائية في الثلاثينات وقد استطاع السفر الى اوروبا ليتعرف على بعض العاملين في السينما والمشاركة معهم في تمثيل ادوار (الكومبارس) تحت الاسم المستعار نفسه.
بعد هذه المحاولة الذاتية من لفيف من الشباب الهاوي لفن وصناعة السينما جرت محاولات اخرى لم يكتب لها النجاح .. منها: محاولة شركة فوكس لانتاج فيلم يمثل الحياة الاجتماعية في العراق وتستعرض فيه الآثار التاريخية .. وقد تمت مفاتحة الفنان حقي الشبلي حول الموضوع حيث قال ان الغرض من ذلك الفيلم هو الدعاية الثقافية للعراق، ويشمل كما قال كل من (يرفع راس العراقيين) وان ممثلي الفيلم لم يكونوا من اعضاء فرقته فقط، وكان ذلك عام 1934، اي قبل سفره الى باريس لدراسة المسرح، ولم يظهر هذا الفيلم وفشل المشروع، وفي عام 1938 اقدم التاجر المعروف حافظ القاضي على محاولته لانتاج فيلم سينمائي ونشرت جريدة (العالم العربي) ان السيد مصطفى القاضي (وهو شقيق حافظ) قد سافر بطيارة الى انكلترا لجلب الاجهزة واللوازم تمهيداً لانتاج الفيلم.
ان كل هذه المحاولات وغيرها، والمحاولات في تأسيس شركات لهذا الغرض قد اجهضت قبل ان يوفق اصحابها الى تصوير اللقطات الاولى لافلامهم.
ففي عام 1943 تأسست شركة (افلام بغداد المحدودة) برأسمال قدره 15 الف سهماً طرحت منها للاكتتاب (12,600) وكان سعر السهم الواحد ديناراً واحداً.
وفي اواسط الاربعينات تأسست عدة شركات اخرى ايضاً منها (شركة الكواكب لانتاج الافلام السينمائية التجارية) و (شركة بغداد السينمائية) و (شركة الرافدين السينمائية) ولم توفق كلها في انتاج أي فيلم بسبب جهلهم بصناعة السينما ومتطلباتها التي لابد من توفرها اولاً ووسائل ديمومتها واستمراية انتاجها.
في عام 1946 تأسست شركة (افلام الرشيد) وهي شركة عراقية مصرية، بل هي في الاصل مصرية، ارادت ان تجمع عناصر من بلدان عربية يمكن لها ان تكون عناصر فيلم اطلق عليه (ابن الشرق) شارك فيه من العراق – عادل عبدالوهاب و كان يدرس في القاهرة وهو شاب وسيم يحلم ان يكون نجماً سينمائياً وقارئ المنولوجات الفنان عزيز علي، وحضيري ابو عزيز، وكانت بتقديري تجربة فاشلة لم تحقق لأحلام هواة السينما من العراقيين شيئاً، لنأتي بعد هذه التجربة لتجربة اخرى هي فيلم (القاهرة – بغداد) انتاج شركة (سينما الحمراء العراقية وشركة اتحاد الفنيين المصرية) كتب القصة يوسف جوهر وحقي الشبلي واخرجه احمد بدرخان، ومثل فيه من العراق حقي الشبلي وابراهيم جلال وعفيفة اسكندر وفخري الزبيدي وغيرهم. هذان الفيلمان هما تجربة لخوض عملية الانتاج السينمائي من جهة والممارسة في حدود وجود الفنان العراقي فيها لاكتساب المعرفة العلمية الأرحب والأغنى.
وكانت البداية الحقيقية للانتاج السينمائي في العراق هي تأسيس استوديو بغداد، والبداية بانتاج فيلم (عليا وعصام) ليكون الانتاج الاول في السينما العراقية من شركة عراقية وفنانين عراقيين مع خبرة متطورة هو المخرج الفرنسي أندريه شوتان ومدير التصوير الفرنسي: جاك لامار، ومعهم كاتب القصة والسيناريو والحوار انور شاؤول، التمثيل: ابراهيم جلال، عزيمة توفيق، سليمة مراد، جعفر السعدي، عبدالله العزاوي، ليعرض في 13 آذار 1949 في سينما روكسي، وان يصبح هذا اليوم عيد ميلاد السينما العراقية!
لقد صار وجود (ستوديو بغداد السينمائي) بامكانيته التقنية ومجمع سينما روكسي بدارين سينما روكسي وريكس صارا عاملين لشركة سينمائية لابد لها من مواصلة انتاجها لسد حاجة الاستوديو على تواصل العمل بعد عليا وعصام، الجانب الثاني ان ستوديو بغداد صار بامكانه معاونة أية محاولة انتاجية سينمائية اخرى، وامكاناته كانت على مستوى تقني جيد، من هذا الواقع الجديد شرعت شركة ستوديو بغداد بالتهيئة لفيلم جديد ثان هو (ليلى في العراق).
وتحركت بعض الشركات والتجمعات السينمائية الصغيرة رغم قدراتها الفنية والتقنية الضيقة لوضع اقدامها في ساحة الانتاج لتحقيق رغباتها، بل احلامها في ان يكونوا نجوماً سينمائيين ومخرجين، مادام بامكانهم الحصول على مبالغ من المال من وهناك وحتى وان اضطر بعضهم الى بيع بيتنه، فالفيلم الذي سينتجه –وبتقديره- سيجني أموالا مضاعفة كما حصل لفيلم (فتنة وحسن) الذي عرض في 22 حزيران 1955، كما ان الآخرين غامروا فتجمعوا في خطواتهم الاولى، لكن تكرار تلك الخطوات باء بفشل ذريع، فكانت احلاماً هزيلة وساذجة، مثل ندم وأدبته الحياة وغيرهما.
غير ان افلاماً اخرى بدأت بها مجموعة من حاملي التجربة السينمائية المتواضعة ممن شاركوا في (عليا وعصام) من متابعي الافلام المصرية التي تستقطب الجماهير، فراحوا يقلدونها ليقدموا على سبيل المثال (وردة) اخراج يحيى فائق، وتصوير (كريم مجيد) وحوار صفاء مصطفى، وفيلم (ارحموني) وهكذا، ظلت المحاولات تمتص مظاهر تلك الافلام المصرية سواء بمواضيعها المأساوية تارة او المضحكة تارةً اخرى.
الامر الذي لم يقنع بعض المثقفين من الشباب والعاملين من اجل تقديم احلام تتميز عن هذا السيل من تقليد بائس وسطحي وان يكون الانتاج السينمائي يسير جنباً لجنب مع مايقدمه العراق آنذاك في مجال الادب والشعر والفن التشكيلي والمسرح والموسيقى وهكذا بدأ هذا الجمع المثقف بتقديم (من المسؤول) اخراج عبدالجبار ولي محاولة من خلال النص الذي كتبه المخرج ومدير الانتاج (ادمون صبري) بالرغم من ان المنحى كان مشابهاً للافلام المصرية الشائعة، لكن ارتفع فناً وتقنية عن الافلام التي سبقته ليمهد السبل الى التجربة الثانية والرائدة في العمل السينمائي العراقي الذي استوحى من الواقعية الجديدة في ايطاليا العاملون في الفيلم ومعرفتهم بالواقعية الجديدة عمق القدرة وبساطة الطرح الفني وتأثيره العميق، ليقدم فيلم (سعيد افندي) في كانون الاول 1957، وكان عرضه اشبه بحلم اسطوري في مجال صيغة واقعية عميقة ارتفعت بمستواها شكلاً ومضموناً، بعد سعيد افندي وظروف العمل فيه وتخطي صعابه ظلت التجربة هدفاً لمن يريد ان يؤكد وجوده الفني العالي وهكذا ظل الاقتراب منه – من سعيد افندي – معيار نجاح اكده النقاد واشاروا اليه، وفي مقدمتهم الباحث والناقد (جورج شاؤول).
وتأسست مصلحة السينما والمسرح في 30/12/1959 فكانت عوناً آخراً بعد ستوديو بغداد للانتاج السينمائي للقطاع الخاص، ومصدر انتاج سينمائي في مجال الفيلم الوثائقي اولاً، ثم لتدخل ميدان الفيلم الروائي لسنوات طويلة، ومنها نستطيع ان نلخص مسيرة الانتاج السينمائي من خلال فن عمل فيه في القطاع العام والخاص بهذا الجهد المتواضع:
• لقد بلغت الافلام الروائية العراقية التي انتجت منذ فيلم (ابن الشرق) عام 1946 مائة فيلم، وانتجت الافلام على الشكل التالي:
1- القطاع الخاص 48 فيلماً.
2- القطاع العام دائرة السينما والمسرح – وكان اسمها حين اسست عام 1960 – مصلحة السينما والمسرح – انتجت 41 فيلماً.
3- شركة بابل للانتاج السينمائي والتلفزيوني ثمانية افلام.
4- دائرة التوجيه السياسي في وزارة الدفاع فيلمان .من بين المائة فيلم هناك (5) افلام مشتركة مع اقطار عربية
ثلاثة مع مصر: ابن الشرق – 1946 
القاهرة بغداد – 1947 
بابل حبيبتي – 1988 
اثنان مع لبنان: الغرفة رقم 7 – 1966
وداعاً يا لبنان – 1968
الاخراج:
اخرج الافلام العراقية (53) ثلاثة وخمسون مخرجاً وعلى الشكل التالي:
1- مخرج اجنبي واحد .. هو الفرنسي اندريه شوتان وعمل معه مساعدون عراقيون – فيلم عليا وعصام.
2- ثمانية مخرجين عرب وهم:
ابراهيم حلمي – ابن الشرق
احمد بدرخان – القاهرة بغداد
احمد كامل مرسي – ليلى في العراق
فؤاد التهامي – التجربة
توفيق صالح – الايام الطويلة
صلاح ابوسيف – القادسية
ابراهيم عبدالجليل – فائق يتزوج
محمد منير فخري – العاشق
3- (44) اربعة واربعون مخرجاً عراقياً اولهم (حيدر العمر) الذي اخرج اول فيلم عراقي (فتنة وحسن).
ويعتبر المخرج محمد شكري جميل المخرج رقم (1) في السينما العراقية كماً ونوعاً حيث اخرج عشرة افلام عراقية كانت من بينها افضل انتاجات السينما العراقية على مدى تاريخها الذي امتد اكثر من نصف قرن.
يليه المخرج الراحل (صاحب حداد) و (عبدالهادي الراوي) بخمسة افلام لكل منهما.
ويأتي في المركز الثالث كل من جعفر علي وفيصل الياسري ومخرج آخر اسمه (يوهان جاسم) باربعة افلام لكل منهما، علماً بان الاخير هو صاحب اسوأ الافلام فنياً في تاريخ الانتاج السينمائي العراقي.
ومن بين الـ(44) مخرجاً هناك مخرجة واحدة وهي خيرية المنصور التي قدمت فيلمين كوميديين (مئة بالمئة) و(ستة على ستة.)
التصوير
ادار تصوير الافلام العراقية (32) اثنان وثلاثون مدير تصوير توزعوا على الشكل التالي:
1- اربعة مصورين اجانب هما: الفرنسي جام لامار، والهندي فيجا، والايطالي برونوسالفي، والبريطاني جام هالديا.
2- ستة مصورين مصريين هم: وحيد فريد، عبدالحليم نصر، اوهان مصطفى امام، ابراهيم عادل، طارق التلمساني.
3- (22) اثنان وعشرون مدير تصوير عراقي بدءاً من ويليام سايمون الذي صور فتنه وحسن.
واذا كان المخرج العراقي محمد شكري جميل هو المخرج الاول كماً ونوعاً فيها – كما ذكرنا – فقد ادار (نهاد علي) تصوير (18) ثمانية عشرة فيلماً عراقياً بدءاً بـ(مشروع زواج – 1962) وانتهاء بـ(نرجس عروس كردستان – 1991)، ويليه في المركز الثاني (حاتم حسين) الذي ادار (11) احد عشر فيلماً بدءاً بـ(بيوت في ذلك الزقاق – 1977) وانتهاء بـ(الملك غازي – 1993) فيما يحتل المركز الثالث (شكيب رشيد) و(عبداللطيف صالح) بسبعة افلام لكل منهما.
المواضيع التي تناولتها الأفلام العراقية
بالرغم من قلة الانتاج السينمائي في العراق قياساً الى تاريخها الا انها تناولت مواضيع مختلفة وقدمت نوعيات سينمائية متعددة من الدراما الاجتماعية الى الكوميديا، والفيلم السياسي والحربي والأفلام الغنائية وقد توزعت المواضيع كما يلي:
1- دراما اجتماعية (42) فيلماً.
2- افلام سياسية (15) فيلماً.
3- افلام كوميدية (14) فيلماً.
4- افلام عن قادسية صدام (12) فيلماً.
5- افلام غنائية استعراضية (8) افلام.
6- افلام تاريخية (5) افلام.
7- افلام بوليسية (3) افلام.
الأعمال الأدبية العراقية التي استعانت بها بعض الأفلام العراقية
1- رواية العطش لعبدالرزاق المطلبي (الظامئون) 1972
2- رواية (5 خمس اصوات) لغائب طعمة فرمان التي تحولت الى (المنعطف) 1975.
3- النهر والرماد – لمحمد شاكر سبع التي تحولت الى (النهر) 1978.
4- القمر والأسوار رواية لعبدالرحمن مجيد الربيعي التي تحولت الى (الاسوار) 1979.
5- الايام الطويلة – لعبدالامير معلة حولت فيلماً بنفس الاسم 1980.
ختاماً ومع العرض الذي اختصرته كثيراً، واطلعت في بعض النقاط فيه قليلاً، ومع تأمل لظروف الانتاج السينمائي في العراق والامكانات فيه ومنه ومن التأثر الذي ترك اثره عبر ما سبق البداية في الانتاج او رافقه الزمن وما زال، امكنني ان اشير الى عدد من افلام اعتبرها متميزة عن غيرها وجديرة بان تحسب لها قيمة فنية بنسب تتفاوت هنا وهناك لكنها لاتسقط في الرداءة ابداً:
1- عليا وعصام 1949
2- من المسؤول 1957
3- سعيد افندي 1957
4- عروس الفرات 1958
5- قطار ساعة 7 1962
6- إنعيمة 1962
7- أبو هيلة 1962
8- نبوخذنصر 1962
9- الحارس 1967
10- الجابي 1968 
11- الظامئون 1972
12- المنعطف 1975
13- الراس 1977
14- بيوت في ذلك الزقاق 1977
15- النهر 1978
16- التجربة 1978
17- يوم آخر 1979
18- الاسوار 1979
19- القناص 1980
20- المسألة الكبرى 1983
21- حب في بغداد 1987
22- الحدود الملتهبة 1987
23- الفارس والجبل 1987
24- شيء من القوة 1988
25- بابل حبيبتي 1988
26- البيت 1988
27- ستة على ستة 1988
28- عرس عراقي 1988
29- حب ودراجة 1989
30- اللعبة 1989 
31- في ليلة سفر 1990 
32- السيد المدير 1991
33- الملك غازي 1993 
34- فيلم غير صالح للعرض 2005

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

السينما كفن كافكاوي

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram