يقول المثل الشعبي القديم (لا يصلح العطار ما افسد الدهر )، لكن عمليات التجميل اليوم استطاعت إصلاح عيوب الزمن وإعادة الشباب والرجوع إلى أيام الجمال، هذا فعلاً ما تفعله اليوم مراكز التجميل في العراق التي انتشرت بشكل ملفت للنظر ولكافة الطبقات الغنية والم
يقول المثل الشعبي القديم (لا يصلح العطار ما افسد الدهر )، لكن عمليات التجميل اليوم استطاعت إصلاح عيوب الزمن وإعادة الشباب والرجوع إلى أيام الجمال، هذا فعلاً ما تفعله اليوم مراكز التجميل في العراق التي انتشرت بشكل ملفت للنظر ولكافة الطبقات الغنية والمتوسطة وحتى الفقيرة منها.
تقول أم رنا، وتعمل في هذا المجال، لـ(المدى) إن "مراكز التجميل النسائية باتت تستقبل الحلاقين الرجال وتفضلهم خاصة إذا كان قد دخل دورات تدريبية في لبنان او تركيا، لان الزبونة مجرد معرفتها إن هناك رجلا جاء من لبنان او تركيا ومتخصص بعمل التجميل للنساء يكون الإقبال عليه غير طبيعي يفوق إقبالهن علينا".
وتتصور أم رنا ان الشباب بسبب البطالة وقلة العمل باتوا ينافسون النساء في الأعمال التي تخص المرأة. وتضيف "أنا امرأة شرقية وعراقية وعشت واقعا شرقيا بحتا، لا استوعب فكرة أن يعمل الرجل بدل المرأة او المرأة بدل الرجل ولا أؤمن بتبادل أماكن العمل فمهما تقدم الزمن والتطور فالمرأة تبقى امرأة والرجل يبقى رجلا وقناعتي لا تستوعب تبادل الأماكن".
الدكتور حسين الساهر اختصاص تجميل وصاحب مركز تجميل عاد للعراق بعد غياب طويل في فرنسا حدثنا قائلا:- إن انتشار مراكز التجميل في العراق بشكل كبير عام 2003 يعود إلى تتبع الموضة وان فن الحداثة في هذا المجال تعدى أشواطا كبيرة مقارنة بما هو موجود في العراق بفعل ما مربه من حصار وحروب ، حيث إن احد أنواع الحضارة هي الاهتمام بالجمال وتسابق العديد من النساء للذهاب إلى النوادي الرياضية المعروفة باسم الجيم (الرشاقة) وان هذا التزايد على الإقبال جعل المختصين يوسعون عملهم بتقنيات عالية جدا لتعويض حرمان فترة الحصار ،كما إن كثرة السفر والاطلاع على بقية بلدان العالم جعلت المجتمع يطالب بما اطلع عليه.
وعند سؤاله فيما إذا كانت تخضع هذه المراكز للرقابة الصحية أجاب : إن مراكز التجميل تخضع إلى جهات رقابية من قبل وزارة الصحة تتابع كل شهر تلك المراكز لغرض كشف المخالفات غير القانونية وكشف المراكز غير المرخصة، لكون عملنا على تماس مباشر مع صحة وجمال الإنسان وأضاف الدكتور الساهر إن مهمة التجميل لا تستغني عنها جميع النساء وخاصة العروس ففيها تلبية لجميع متطلبات المرأة العصرية سواء كانت في التجميل او غيره مثل تخسيس الوزن الزائد او لجمالية الوجه ورسومات التاتو وغيرها، فالتجمل للمرأة هو ضروري والجمال ليس له وقت او موسم او فصل.
وبخصوص سر غزو الأيدي العاملة الرجالية لصالونات النساء ومراكز التجميل، قال إن الزبونة العراقية لديها إقبال غير طبيعي على أصحاب التخصص بالجمال من قبل دول خارج العراق وبمجرد معرفة المرأة ان هناك مصفف شعر او متخصص تجميل قادم من خارج العراق تمنحه ثقة عمياء وتكون مستعدة لتقديم أي مبلغ مقابل الحصول على موعد للتجميل تحت يده وبصراحة أنا لمست هذا الإقبال فالنساء تفضل التجمل تحت يد الرجل المتخصص أكثر من المرأة المتخصصة، وهذا بحد ذاته يعتبر واعز نفسي فالرجل حين يعمل للجمال فهو يعمل بذوق لان الجمال يصنع من اجل الرجال".
وأضاف أن "الرجل المتخصص يملك ذائقة جمالية ويعرف صرعات الموضة ونفسية الرجال ماذا يرغبون وكيف يستطيع إخراج لمسة الجمال وخاصة آخر صرعات الموضة الموجودة خارج القطر لتشعر الزبونة نفسها بأنها متميزة عن باقي زميلاتها، فيما العمل على يد امرأة فالموضوع لا يتعدى العمل من اجل الحصول على المال وليس التفتن كما يفعل الرجل وأساسا من اوجد موضوع الجمال هذا هو الرجل واكتشفه ليجعل حواء جميلة من أجله".