الأخبار المتواترة سواء على هيئة مزاعم او تكهنات او أقاويل او حقائق بشأن عملية الإجراءات الكبرى المزمع إنجازها في وزارة الخارجية - بعهدها الجديد - والشروع بغربلة السفارات العراقية في الخارج ، وتنقيتها مما يعتريها من وهن ومحاصصة وفساد وسوء أداء … الأخبار تلك حافلة بالترقب والمفاجآت .
ثمة مواصفات عامة - صارم بعضها - تومئ وتشير لكيفية اختيار السفير المناسب للمكان المناسب ، والصفات والمؤهلات التي ينبغي توفرها في شخوص من يضطلع بالعمل في السفارة ، والتي لا محيد عنها عند الاختيار : لا بشفاعة شفيع نافذ الكلمة ، ولا بوساطة مسؤول ولا لقرابة قربى ، ولا لزلفى او ابتغاء مرضاة شخص او كيان او كتلة . لا بد من مراقبة أداء السفارة من جهاز رقابي في الدولة او الوزارة ، لئلا يركن السفير او الطاقم للكسل والترهل والتواكل ، واستحلاب المغانم والامتيازات ، متمرغين بنعيم الحصانة الديبلوماسية والتهرب من المساءلة والعقاب.
الشرط الرئيسي — الصارم —الذى ينبغي ان يوضع بالاعتبار : هو شرط الكفاءة والاقتدار .رغم إن بعض الباحثين العرب القدامى اشترط بعض الصفات الأخرى : كآن يكون السفير جهير الصوت حسن البيان والمظهر ، جيد العبارة ، او يكون وسيما ، حاد البصر ، عفيف اللسان ، يفهم الإيماء ، ويناظر الملوك والرؤساء ، ينطق بلسان مرسله ، كما يستحب في السفير آن يكون تمام القد وعبالة الجسم ، لا قميئا ولا مشوها …إلخ .إلخ
اشتراط الوسامة - مثلا - والأناقة المفرطة ، شروط ثانوية . قد يتخطاها السفير بيسر لو أخلص النية لخدمة العراق... لم يكن المرحوم شاذل طاقة — سفير العراق لدى الاتحاد السوفييتي — وسيما كممثلي هوليوود ، ولا فارع الطول كأبطال المسلسلات ، ولكنه كان بالغ الجمال قدا و منطقا وأداء ، حمل ثقل المهمة على كاهله الضعيف حتى آخر رمق ، ولو فتشوا جيوبه وشقوا صدره ما وجدوا فيها إلا بذور الإخلاص لأداء المهمة والانتماء للعراق .
صاعق السلك الديبلوماسي
[post-views]
نشر في: 19 نوفمبر, 2014: 09:01 م