سقط ولم يتعظ .. نتيجة لا غرابة فيها بعد أن أهمل حكيم شاكر نصيحتنا وتحذيرنا أنه " لا نصر مرتقب للأسود وأن مشجب منتخبنا الوطني غير صالح لمعركة الخليج الكروية" وبدلاً من أن يتماشى اتحاد الكرة مع صوت الإعلام الرياضي الحريص على سمعة وتأريخ منتخبنا في دورة لسنا ضيوفاً عليها كحالنا منذ عام 2004 حتى الآن، راح يتمادى أكثر في دعمه للمدرب والانصياع لطلبه المادي وعناده برفض اصطحاب الأسود إلى الرياض من دون تسلم مقدمة عقده ، فأصبح من المنطقي أن يتحمّل الاثنان مسؤولية الإساءة للعبة على المستوى الإقليمي ولا يمكن أن يتبرّأ أحدهما مهما تفنن بإلقاء الحجج التي لم يعد حتى المشجعين الصغار تصديقها !
إذا كنا من صفّ المعارضين للمدرب كما يصفنا كلما وجهنا انتقاداً منصفاً ومُخلصاً، فمن يتحمل عشرات الحالات الفنية التي لن تغيب عن أصحاب الدراية العميقة بشجون اللعبة ودواهيها ؟ هاكم مختصر مبارياتنا الثلاث أمام الكويت وعُمان والإمارات : الأسود يلعبون بمزاج ، ولياقتهم البدنية منخفضة ، وواجباتهم فوضوية ، يتحركون ببطء ولا يوجد ضغط على حامل الكرة ، أسلوبهم بلا هوية ، يفتقدون للمبادرة ، ويتطوعون لترك مساحات واسعة تصول فيها كتائب المنتخبات بحرية تامة ، ارتباكهم النفسي مثير ومحيّر يتحمله المدرب وحده بدأ من أزمة عقده المتزامنة مع سفر البعثة إلى الرياض قبل 5 أيام ، إلى إصابة يونس محمود الطبيعية التي تحصل لعديد من النجوم في العالم وجدها المدرب فرصة للنياح على فقدان القائد بدلاً مما يتطلبه الظرف للبحث عن البديل وتهيئته بفترة مناسبة يعينه على تفادي هكذا أمر طارىء ، ولم يتخلص اللاعب من التوهان الذهني حتى أضاف له مشكلة (أسرّة الفندق) التي لم يشكُ منها أحد إلا نحن!
الكارثة الحقيقية أن المنتخب الإماراتي برغم الهالة الإعلامية المرافقة له كبطل آخر دورة في المنامة 21 لم يكن البُعبع الذي صوّره الإعلام الإماراتي وبعض حملة أقلام المجاملة بدليل أن الكابتن مهدي علي لم أره واقفاً على أصابع القلق مثلما شاهدته في الجولة الثالثة ، ليس لديه على ارض الواقع سوى "عموري ومبخوت" كليهما اعتمدا على مهارتيهما وأسلوبهما في المناورة لدك المرمى وعجزت "الفرقة الحمراء" تماماً عن إحياء أدوار البطولة التي لعبتها في النسخة السابقة ، وكان يفترض استثمار القلق الإماراتي وضرب تطلعاته والرد بقوة على زعيمهم لنقول له : عذراً يا سركال .. للثأر حقوق .. الأسود أمامكم وخلفكم ، أين المفرّ؟ ففاجأنا شاكر باستحياء " الأسود غرقت والمعركة حُسمت "!
لن يشفي غليلنا اجترار سلبيات طعنت قلب الكرة العراقية وشوّهت حضورها الخليجي الجميل في الزمان الغابـِر، لكن ثقتي كبيرة بوزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان أنه لا يقبل الهوان لكرتنا وعليه أن يتحمل مسؤوليته رباناً للرياضة وحاملاً للستراتيجية الجديدة بمسك ملفاتها المهمة ولا يكتفي ببيانه الخجول الموجه أمس إلى اتحاد كرة القدم وكأنه جمهورية مستقلة تراعى فيها محاذير المخاطبة ، أبداً أنت المسؤول الأول عن أية هزة تضرب قاعدة الرياضة وينعكس ضررها على سمعة البلد في محيطه العربي.
أية خصوصية يا عبطان تخشى التدخل فيها وهناك مال عام أُعطي من غير استحقاق مثلما أظهرت النتائج، كيف تحاسب وتراقب وتنتفض إذا ما أخلّ مقاول في التزامه لانجاز ملعب أو قاعة أو مضمار ولا تمارس ردة الفعل نفسها في مشروع منتخب وطني خصص له مليار ونصف المليار دينار بناء على طلبك لمجلس الوزراء لتبييض وجه العراق بين ثلاثة منتخبات كان أثنان منها يشكلان فصلاَ كوميدياً لفرقة عموبابا أثناء تقديم عروضها الممتعة في الثمانينات ، وبالتالي نخرج بحسرة كبيرة ليس لفشلنا فحسب ، بل لتواطؤ عدد من أعضاء الاتحاد في مساندة مدرب انتهت مهمته - كما يفترض – بعد عودته مع الشباب من تركيا لأسباب يعرفها القاصي والداني؟!
إذا كان هناك من حلّ يداوي آلام الجماهير الغاضبة ويُعيد مراجعة ظروف المنتخب وكيفية إخراجه من شرنقة اليأس لتجاوز هذه المرحلة نأمل أن يُطالب الوزير عبطان بنفسه عرض ملف التعاقد مع حكيم شاكر لأنه أصبح شريكاً أساسياً مع الاتحاد في الدفاع عن تنظيم خليجي 23 بالبصرة (أمنياً وفنياً وبُنى تحتية) بل كان دفاعه عنه مستميتاً وبروحية قلّ نظيرها من أهل الشأن الكروي، لهذا نرجو ألا يُترك ملف المدرب على طاولة الانقسام في الاتحاد الذي لم يستح بعض أعضائه قبول التصويت على مصير العراق في الدورة الخليجية وأمم آسيا من خلال الإجراء المتوقع برفع أيديهم ما بين مؤيد لبقاء شاكر أو إقالته غير آبهين لأيدي آلاف الجماهير التي تهتز بانفعال اليوم مطالبة بإنقاذ أسود الرافدين من آثار الصفقة الانتخابية التي أحرقت الأخضر واليابس في (معركة الشيراتون) نهاية آيار الماضي وأضعفت الرئيس المنتخب عن اتخاذ أي قرار يحمي اللعبة من المقامرة بمصيرها.
كرتنا لن تهان يا عبطان
[post-views]
نشر في: 21 نوفمبر, 2014: 09:01 م