TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطة تفتيش

نقطة تفتيش

نشر في: 12 ديسمبر, 2009: 03:30 م

عبد الزهرة المنشداويكثيرا ما تستلم صفحة شؤون الناس شكاوى من مواطنين ومن مختلف المناطق في العاصمة بغداد بصدد نقاط التفتيش، التي تزيد من شدة زحام السيارات،ومن ثم تحمل المواطن فترة انتظار قد تطول اكثر مما يتحمل وهو في طريقه الى منزله او محل عمله. المواطن يتساءل بالقول عن جدوى هذه النقاط والانفجارات التي تحصد الارواح ما تنفك تهدده في قلب العاصمة.
 لم تستثن منطقة من المناطق حتى تلك التي هي على احترازات امنية مشددة.مع كل حادثة انفجار يسأل ما دور هذه النقاط وما فعالية الاجهزة التي قيل ما قيل عنها من قدرة على الكشف ورصد الأسلحة؟! لم تثبت صلاحيته بالتجربة هذا ما يذكره عنها والا فأن ما معنى الهجمات التي تحدث بين آونة واخرى؟!. البعض منا يمكن وان طالع ما كتبته بعض الصحف الأميركية على ان مجموعة من المتخصصين الاميركان قد ذكروا بأنهم حملوا أنواعا من الأسلحة واستطاعوا المرور على نقاط تفتيش في العاصمة بغداد لاختبار جدوى اجهزة الكشف لكنهم ذكروا بأن الاجهزة لم تشر الى وجود ما كان معهم من اسلحة,هذا القول يتطابق مع ما يشير اليه المواطن من ان نقاط التفتيش واجهزتها عملت على مضايقة المواطن اكثر مما عملت على الكشف عن آلات الموت المدمر. من المثير للاستغراب ان تمر سيارة ركاب بنقطة من هذه النقاط فيتم إيقافها وإخضاعها لكشف الجهاز المحمول من افراد النقطة وبعد ان يدور به الجندي حول السيارة يمد رأسه من نافذتها مخاطبا الركاب من(معكم يحمل سلاحا).لو كان الجهاز فاعلا في عملية الكشف فمن المنطقي ان لايعمد الجندي او الشرطي المكلف بالواجب الى ان يستخدم هذه الطريقة الساذجة للتفتيش ويطرح هذا السؤال المثير للشك،اذ من الطبيعي ان حامل السلاح لايمكن ان يعترف على نفسه. اغلب نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد ليس لافرادها سوى العمل على تضييق فتحة الشارع والانتحاء جانبا للنظر الى المارة ,او تضييع الوقت بالحديث مع بعضهم البعض.هذا السلوك دائما ما يثير المواطن ويجعله يشكك في فعالية هذا الجانب الاحترازي من التفجيرات التي تطول المواطنين، كذلك يجعله ينظر بعين الاستخفاف بهكذا طريقة لردع الجماعات التي الت على نفسها ايقاع الاذى بالمواطن العراقي دون وازع من ضمير او اخلاق. قد يتحمل المواطن الكثير في سبيل الامان وحفظ الارواح ولكن ان يضحي بجهده ووقته في سبيل لاشيء فهذا ما يجعله في غاية السخط وتوجيه اللوم والانتقاد للمعنيين بحفظ الامن في وزارتي الداخلية والدفاع. نعتقد بأن على الأجهزة المكلفة برصد ومتابعة الجماعات الارهابية ان تستبدل الياتها وان تكون اكثر يقظة وحذراً.ان تختار لهذه المهمة افرادا على قدر من الوعي والمعرفة بالأجهزة المستخدمة لكي تمنع الاذى عن المواطن الذي بات فريسة سهلة للإرهاب والإرهابيين لا ان تعمد الى استخدام اعداد من الافراد لايتوفر لديهم ذلك المقدار من اعتبار ان الواجب المكلفين به هو على غاية كبيرة من الاحساس بجسامة المهمة الملقاة على عاتقهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram