TOP

جريدة المدى > سينما > الأسرة وجنوح الأحداث

الأسرة وجنوح الأحداث

نشر في: 12 ديسمبر, 2009: 03:32 م

علي جابر يرى الكثير من الباحثين الاجتماعيين وأساتذة علم النفس ان المراحل الاولى من حياة الصغار هي (المرتكز)الذي تقوم عليه شخصية الصغير وخصوصاً (البيئة)اي الأسرة فأذا كان سلوك الابوين أيجابياً فأنه سينعكس على الصغير ويكون صالحاً وبالعكس. الصغير في هذه المرحلة (عجينة) قابلة للتحوير والتحويل بالاتجاه الذي يريده الابوان
 فمن الممكن ان نصنع منه انساناً صالحاً او طالحا والمشكلة الكبرى ان كان الابوان جاهلين فان الامر ينعكس بصورة جلية على سلوكيات ابنائهما ولايمكن ان يزودوا الابناء بذخيرة من الثقافة التربوية والتجارب المفيدة انطلاقاً من القاعدة (فاقد الشيء لايعطيه)، عندها يمكن ان تكون المدرسة قارب النجاة اذا ما توفرت الاسباب والسبل الملائمة لاحتضان الصغار ووجود معلمين واساتذة يكونون القدوة الحسنة بالاتجاه الصحيح... كما ان البيئة والزمالة والشارع تؤثر هي الاخرى على الصغار ويمكنها ان تشكل حداً فاصلاً بين الصغير وانحرافه المستقبلي.. وهناك الكثير من الاباء يقومون بارغام اولادهم على ترك الدراسة وزجهم في اعمال السوق (الحدادة - النجارة – تصليح السيارات – دفع عربات اليد)على أساس انهم (سيتعلمون مصلحة)ومعلوم ان هذه الاماكن (بؤر) للكثير من المنحرفين والشاذين والمتصيدين في الماء العكر.. يستميلون الصغار ويدفعون بهم الى (هاوية الرذيلة)والتي تشكل لهم (عقداً) ترافقهم طوال الحياة ولا تزول مع مرور الوقت.تعد ظاهرة تسول الأحداث وتشردهم، حديثاً لا ينقطع بسبب تأثيرها على المجتمع وتعلقها بأساساته...وربما يكون الفرق كبيرا بين التسول والانحراف فالاول يعني قيام الصغير باصطناع العاهات للحصول على عطف الناس وقيامهم باعطائه المال او قيامه ببيع الحلويات او العلكة بطريقة (الاستجداء المبطن)واما انحراف السلوك فهو قيام الصغير بممارسة القمار او تواجده في اماكن الدعارة او بيع الخمور او خروجه عن سلطة الابوين وممارسته التسول او صبغ الاحذية في الاماكن العامة او اي عمل آخر يمكن ان يؤدي به الى الاختلاط وانحرافه وارتكابه الجرائم وهذه الظاهرة السلبية توجد وتكثر في الدول الفقيرة بالخصوص بسبب البطالة وتردي العلاقات الاجتماعية ووجود حالات الطلاق وضعف الروابط الاجتماعية وقلة الدعم المقدم من قبل الدولة..واستشراء ظاهرة الفساد العام في تلك البلدان. اما في الدول ذات الانظمة المتطورة والروابط الاجتماعية السليمة فانها تضع الحواجز والقواعد الاساسية التي لايمكن تجاوزها وهي التي تحول بين الصغار وبين الانحراف او التسول لانها (اي هذه الدول)تدرك جيداً الاثر العام الذي ينعكس سلباً على الجميع في المستقبل لان انحراف هؤلاء الصغار اشبه بالعدوى او الفايروسات والتي اذا ماتركت فانها تقوى وتشتد وتفتك بعموم المجتمع..ولابد من الاشارة هنا الى دور الدولة في حماية الامومة والطفولة.وما التضامن الاجتماعي الا صورة مميزة من ذلك والذي هو الاساس الاول للمجتمع حيث يتجلى ذلك في قانون الضمان الاجتماعي... كما ان التطور الصناعي والتكنلوجي اوجد عالماً جديداً وتأثيراً كبيراً على الاسرة والتربية من خلال ربط العالم بعضه بالبعض فكرياً وحضارياً وما ترتب على ذلك من اختلال في التوازن الإنساني في العالم باجمعه وبالتالي احداث المتغيرات الكبيرة على الاسرة حيث رتب ذلك انشغال الأسرة وجريها وراء فرص العمل وبالتالي قلة الترابط بين افرادها. حيث ضغف سلطان الاسرة التقليدي وخروجها من حكم التقليد..والمتضرر الاول في كل ذلك هو "الطليعة والنشئ الجديد" حيث يسلكون سلوكاً انحرافياً (التشرد) وهو الخطر الذي ينذر بارتكاب الجرائم كنمط من انماط السلوك التي حرمها القانون وما لها من ارتباط ببعض الجرائم (كالمخدرات والبغاء والسرقه) وقد اوجدت الدولة دوراً خاصة يوِدع فيها المشردون ومنحرفو السلوك وفقاً لقرارات محكمة الأحداث مثلاً دور (تأهيل الأحداث).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram