لديّ ضعف إزاء أخبار " فخامة " نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، يمكن وصفه بالضعف الإعلامي، فالسيد المالكي كان ولا يزال منجما من المفاجآت الغريبة والعجيبة ، ويمكن ان نضيف لها الخيال الذي يتفوق في كل مرة على الواقع.. والآن وقد ذهب "فخامته" الى الناصرية ليتحدث من هناك الى الشعب العراقي، أسمح لنفسي بإبداء إعجاب شديد بقدرته على خلق المواقف المضحكة في اصعب الأحوال، فالرجل بعد "خراب الموصل" وضياع الانبار ونكبة تكريت وسبي الايزيديين ومذبحة سبايكر وتشريد المسيحيين، استعاد طلاقته في الهجوم، وقرر ان يبتكر سيرة جديدة لزعيم يتمنى ان يعود مرة أخرى رئيسا للحكومة، فما أدرانا ونحن نعيش في ظل نظام ديمقراطي لا يحاسب المفسد فيه، ولا يتعقب سارق المال العام ، ولا يسأل القائد العام للقوات المسلحة لماذا هزم الجيش في الموصل ؟ ، فالاجابة جاهزة انها المؤامرة، هكذا اخبرنا امس "فخامته" حيث اعلن ومن على منبر محافظة الناصرية أن ما حصل في محافظة نينوى "اتفاق سياسي، وأن أحد المكونات السياسية دعت إلى عدم مقاتلة تنظيم (داعش) لأنه يحارب الشيعة والمالكي، وما حصل هو تسليم وليس قتالا".
لا اعرف طبعا ولا انتم تعرفون لماذا تأخر المالكي في إعلانه التاريخي هذا؟ والاهم لماذا ينسى انه اخبرنا بعد يوم واحد من ضياع الموصل: "من أن ما حصل في نينوى مؤامرة تورطت بها مؤسسات حكومية وقادة عسكريون، واننا سنتعامل مع المتآمرين والمتخاذلين بعد تحرير نينوى من الهمجيين " .. كان هذا بالضبط في واحد من احاديث الأربعاء الشهيرة يوم 11/ حزيران 2014.
ونعود لـ "فخامته" الذي ربما خانته الذاكرة لنعيد على مسامعه حديث الاربعاء المصادف 26/ حزيران والذي قال فيه ان "اقطاب القوى السياسية ستجتمع اليوم من اجل الخروج بموقف وطني والوقوف صفا واحد ضد الإرهاب، بعيدا على المهاترات والخلافات السابقة"..
في تلك الايام صفَّق البعض وهتف وهو يسمع السيد المالكي يوعد ويتوعد في احدى خطب الأربعاء "الحزينة" بـ "معاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط وآمرين في أحداث الموصل" وان تحرير الموصل والانبار لن يستغرق سوى ايام معدودات راجعوا ايضا ماقاله فخامته في 3 تموز 2014.
يخطئ من يتصور أن خطاب المالكي سيكون الاخير في سجل فشل الدولة العراقية، ومن المضحك ان ننظر للأمر من زاوية ضيقة تقول إن المالكي بصدد كشف ملفات مهمة وخطيرة، ذلك أن القصة شديدة التعقيد والألغاز وتعبر بشكل مخيف عن غياب الشعور بالمسؤولية ، وتغيّب الضمير والقانون.
تتذكرون معي ما قاله مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون العراق بريت ماكغورك، أمام لجنة في الكونغرس الأميركي من أنه حذر " فخامة " نوري المالكي قبل يومين من وقوع الهجوم على الموصل ، فماذا فعل فخامته ؟ يقول الشاهد الاميركي، ان المالكي قرر تجاهل التحذير ورد بالحرف الواحد : "بأن القوات الأمنية مسيطرة على الوضع".
هذه هي الحقيقة التي يصر السيد المالكي على لفلفتها من خلال عروض ساذجة من خدع السيرك القديمة، وكلام من عينة ان هناك مؤامرة قادها العالم اجمع على " فخامته " .
فضيحة الموصل التي نبهَنا اليها المالكي امس، هي تكرار لجرائم وفضائع كثيرة ارتكبت اثناء فترة حكمه، ولعل الرسالة التي اراد ايصالها فخامته الى الجميع، تؤكد ان البعض من المسؤولين ومنهم " فخامته " غير خاضعين للقانون، وعليه فإن الصمت والسكوت أمام ماقاله امس في الناصرية يعني تسليما من السيد حيدر العبادي بالامر الواقع الذي يحاول المالكي ومقربوه فرضه ولو بحكايات من الخيال.
أتمنى أن لا يخرج علينا المالكي غدا بخطاب جديد عن "الدول" التي تريد النيل من تجربته الناجحة والنافعة في الحكم ، واتمنى عليه ان ينصرف لشؤونه الشخصية أفضل للبلاد وللحكومة وللناس ، وأيضا لنا نحن الكتاب "المتآمرين" الذين دائما ما نزعج فخامته بأمنيات ساذجة عن الاستقرار والامان والرفاهية ومحاسبة المسؤول؟
ماذا سيقول المالكي غداً؟
[post-views]
نشر في: 22 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 5
بغداد
هي جميع المسرحية على العراق لغزٌ في لغز منذ حصار العراق ١٣ عاما الى تم اضعافه وشلله حتى استسلم نهائياً وتم تسليم العراق كله الى مافيات عمائم داركولات ايران بمساعدة أمريكا منذ عام ٢٠٠٣ وضرب الضربة القاضية والى الأبد ؟!!! هذا نوري الهالكي واحد سفيه والسفيه
الجافي
البارزاني خرج على الشاشات مرارآ وذكر انه اتصل بالمالكي يحذره من سيطره داعش على موصل ولكن لم يأخذ الامر على محمل الجد الان تذكر فخامته احداث الموصل ومؤامره طرف سياسي واذا كان فخامه المالكي متأكد انه ليس مذنبا وسقوط الموصل ومذبحه سبايكر مؤامره لماذا يخاف من
ابو اثير
لا يستبعد أن يعود نوري كامل لسدة الحكم ما دام التحالف الوطني الممثل الرئيسي للقوى الشيعية ألأسلاميةالسياسية هو من يخطط ويرسم سياسة العراق ويرشح رؤوساء الوزارات من أيام السيد الجعفري الى المالكي لدورتين ثم ألآن العبادي ... ولسنا ندري من سيكون الرئيس المقبل
داخل السومري
يا استاذ علي انت تتكلم عن المالكي وكأنه شخصيه سياسيه منعزله شذت عن تطبيق الديمقراطيه المنشوده ونحى منحى الدكتاتوريه،وتنسى انه من بؤرة فاسده ومتخلفه تسمى حزب الدعوة.وانظر كيف دبر الفيلسوف الروزخوني ابراهيم الجعفري بسوق العبادي لهذه المؤامره التي اطاحت بال
ابوميثم الشمري
بالمختصر المفيد يجب اجتثاث حزب البعث وحزب الدعوه من العمليه السياسيه في العراق الجديد حتى يستقر هذا البلد الذي عانى الويلات على مر العصور