بعد خمسة أيام من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، أعلن مصدر أوروبي أن المفاوضات في فيينا لم تحرز "تقدماً هاماً" امس الاول السبت، مؤكداً أن "هناك احتمال بعدم التوصل" إلى اتفاق قبل المهلة المحددة لذلك. في حين أعطت القوى الكبرى وإيران نفسها مهلة
بعد خمسة أيام من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، أعلن مصدر أوروبي أن المفاوضات في فيينا لم تحرز "تقدماً هاماً" امس الاول السبت، مؤكداً أن "هناك احتمال بعدم التوصل" إلى اتفاق قبل المهلة المحددة لذلك. في حين أعطت القوى الكبرى وإيران نفسها مهلة حتى مساء الاثنين للتوصل إلى اتفاق تاريخي.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية جون كيري، الذي التقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مجدداً في فيينا وبحضور وزير خارجية الاتحاد الأوروبي سابقاً كاثرين آشتون، أنه سيسعى إلى طرح مقترحات جديدة لحل المشكلات العالقة في هذا الملف.
وقال كيري لدى لقائه نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إنه لا تزال هناك "خلافات جدية" في المفاوضات النووية. وأوضح "نعمل جادين"، مضيفاً: "نأمل أن نكون نحرز تقدماً حذراً، لكن هناك خلافات كبيرة، لا يزال لدينا بعض الخلافات الجدية التي نعمل على إنهائها". وأضاف أنه لن يقول "شيئاً مهماً بشأن المحادثات طالما هي مستمرة، لكن هناك الكثير من العمل الجاد يقوم به كثيرون". من جهة أخرى، أشار وزير الخارجية الألماني إلى أن نتائج المحادثات في الملف النووي الإيراني مع الدول العظمى "مفتوحة تماماً".
وقال شتاينماير الذي انضم الى محادثات الدول الست في فيينا، إنه على رغم الفجوات الكبيرة في المحادثات "لم نكن أقرب إلى اتفاق منذ أكثر من 10 سنوات". وأضاف للصحافيين: "إذا كانت إيران مستعدة للإفادة من هذه الفرصة، سيكون التحرك ممكناً".
في سياق متصل، أعلن الناطق باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، أن "طهران مستعدة للسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول موقع مريوان، حيث يشتبه بالقيام بتفجيرات اختبارية.
وموقع مريوان القريب من الحدود العراقية ورد ضمن تقرير شديد اللهجة عن وجود أبعاد عسكرية محتملة في برنامج طهران النووي نشرته وكالة الطاقة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وأعرب كمالوندي عن الأسف لأن تكون وكالة الطاقة تستند إلى معلومات "خاطئة" حول موقع مريوان. ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" قالت الناطقة باسم وكالة الطاقة جيل تودور، إن الوكالة "ستبحث في هذا الاقتراح مع إيران". وقالت إن زيارة الموقع "ليست بالسهولة التي أشارت إليها ايران"، من دون مزيد من التفاصيل.
وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشكل رسمي، إن من الضروري أن تعالج إيران دواعي قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إذا كانت ترغب في تسوية ديبلوماسية تنهي العقوبات التي تضر بشدة بالاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط. وتنفي إيران الاتهامات الغربية وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي.
وكان مشهد المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، دخل يوم الجمعة عنق الزجاجة، وسط جولة مكوكية لكيري بين فيينا وباريس، فيما أبرزت روسيا أهمية إبرام اتفاق "يستند إلى موازنة المصالح" بين الجانبين.
من جانب اخر أعلنت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي نقلا عن مصدر دبلوماسي ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصل مساء امس الاحد الى فيينا للمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. ونقلت الوكالة عن هذا الدبلوماسي قوله "ننتظر الوزير لافروف بحلول هذا المساء"، وأكدت وكالتا تاس وانترفاكس هذه المعلومات.
وقالت الوزارة ردا على أسئلة وكالة فرانس برس ان ليست لديها معلومات في هذا الخصوص. والجمعة اعلن لافروف ان "كل العناصر على الطاولة" للتوصل الى اتفاق، وان الشيء الوحيد الناقص هو "الإرادة السياسية".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أكدت انها تعكف على دراسة "خيارات" أخرى بشأن برنامج طهران النووي، رغم أنها لاتزال تأمل في التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات المستمرة في فيينا، حسب ما قال مسؤول أميركي السبت.
ونقلت فرانس برس عن مسؤول بالخارجية الأميركية قوله إن "تركيز المناقشات لا يزال ينصب على التوصل إلى اتفاق، لكننا نناقش داخليا ومع شركائنا، مجموعة من الخيارات حول أفضل السبل للمضي قدما".
وتأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال إيران والدول الكبرى بعيدة جدا عن التغلب على خلافاتها الكبيرة والتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول المهلة النهائية ليل الاثنين، وفقا لتصريحات المشاركين في محادثات فيينا.
وتبذل مجموعة الدول الست الكبرى، الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا، إيران جهودا لبلوغ اتفاق يضع حدا لاثني عشر عاما من التوتر الدولي، وذلك في موعد أقصاه الاثنين.
وقال دبلوماسيون إن المفاوضين يركزون على التوصل إلى اتفاق بحلول المهلة المحددة، ولم يناقشوا تمديدها حتى الآن، في حين صرح مصدر إيراني طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس أن "الفجوة لا تزال كبيرة".
وبلغت الخلافات حدا دفع بريطانيا وإيران إلى الإشارة إلى احتمال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول المهلة النهائية، وتمديد المفاوضات، وهو ما توقعه العديد من المحللين.
فقد أعلنت الخارجية البريطانية أن التوصل إلى اتفاق مع إيران قبل يومين من انتهاء المهلة، "مازال ممكنا لكنه يبدو صعبا للغاية"، وطالبت طهران بـ"أن تقبل بوضع قيود جدية على برنامجها النووي".
ومن شأن التوصل إلى اتفاق أن ينعش الاقتصاد الإيراني، وخصوصا بفضل رفع الحظر الدولي عن النفط، كما سيمهد لتطبيع العلاقات بين طهران والغرب ويفتح نافذة التعاون، ولاسيما حول أزمتي سوريا والعراق.