TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل وحَّدت الحروب العرب، والسلام فرَّقهم وشتتهم؟

هل وحَّدت الحروب العرب، والسلام فرَّقهم وشتتهم؟

نشر في: 12 ديسمبر, 2009: 04:09 م

شاكر النابلسي وبين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل وأطراف عربية أخرى، من شأنه أن يُفرِّق العرب ويشتتهم، كما نشاهد الآن؟ حرب السويس وحَّدت العرب وراء عبد الناصر بدأ هاجس الوحدة العربيـة يبرز بشكل واضح في العهد الناصري في عام 1955، عندما أعلنت الناصرية مقاومة الأحلاف السياسية وعلى رأسها "حلف بغداد"،
 واشتركت في مؤتمر باندونغ لدول عـدم الانحياز، وعقدت صفة الأسلحة التشيكية مع الكتلة الشرقية، وبدأت تضع القوانين لمحاربة الإقطاع. وتعززت النظرة العربية إلى الثورة المصرية، وأهميتها القومية، ودورها في الوحدة العربية، بعد معركة السويس 1956، عندما وجد عبد الناصر نفسه يقف وحيداً في مواجهة قوتين كبيرتين (بريطانيا وفرنسا) بالإضافـة إلى إسرائيل، ونتيجة لما شعر به أثناء هذه الحرب من تعاطف قوي مع مصر من قبل بقيـة الشعوب العربية. والدليل على ذلك، أن عبد الناصر قبل هذا التاريخ، كان لا يُعير الوحدة العربيـة اهتماماً يُذكر. كما أن المفهوم القومي العربي في مصر، لم يكن آنذاك قد تبلّور على نحو جدي. بل إن حزب البعث وصم قيادة الثورة المصرية في 1953 "بالعسكرية المعربدة المفضوح أمرها، والتي بان للشعب كذب وعودها!" (من بيان لحزب البعث في أكتوبر/ تشرين الأول 1953، ص212-213). وكان عبد الناصر غير مهتم بالوحدة العربية وشجونها، وأعلن ذلك بصراحـة في تصريح له في 1954 بمناسبة الكلام عن الاتحادات العربية، التي تدعو لها دول عربيـة مختلفة، هنا وهناك، قال فيه: " لا يهمني أن تتحد سوريا مع العراق، أو مع الأردن، أو حتى مع تركيا" (شبلي العيسمي، "الوحدة العربية من خلال التجربة"، ص30). خطوة فعلية مصرية نحو الوحدة لكن بعد معركة السويس، خطت مصر خطوة فعلية نحو الوحدة العربية، عندما وقَّعت في 1957 مع دول عربية اتفاقية الوحدة الاقتصادية التي لم تدم طويلاً، والتي نصَّت على حرية انتقال الأشخاص ورؤوس الأموال، وتبادل المنتجات الوطنية، وحرية العلم والإقامة والاستخدام، وحقوق التملك والإرث. كما تمَّت الموافقة في العام نفسه على إنشاء "المجلس الاقتصادي العربي"، وإنشاء "الشركة العربية لناقلات البترول"، و"الشركة العربية للملاحة البحرية"، و"مؤسسة الخطوط الجوية العربية العالمية". ولكن شيئاً من هذا لم يُنفَّذ، ودبَّت الخلافات بين الدول العربية من جديد، وذهبت كل هذه "الشركات" الوهمية والمزعومة أدراج الرياح. مراحل المفهوم الناصري للوحدة وكما مرَّ الخطاب البعثي في مفهومه للوحدة بمراحل أربع، فقد مرَّ الخطاب الناصري في مفهومه لقضية الوحدة بمرحلتين أساسيتين: مرحلة (1954-1962) وهي مرحلة كان فيها مفهوم الخطاب الناصري للوحدة رومانسياً عاطفياً وصوفياً ملتبساً، دون مشروع أو نظريـة أو نظام فكري. وكان عبد الناصر خلال هذه الفترة يُردد بأنه لا يملك مشروعاً للوحدة لا على المستوى الاقتصادي ولا على المستوى السياسي، وأن الهدف السياسي للوحدة هو على رأس هذه الأهداف بعيداً عن المصلحة الاقتصادية أو الإصلاح الاجتماعي. وفي هذه المرحلة كان الخطاب الناصري يركِّز على التماثل السياسي أكثر من تركيزه على التكامل الاقتصادي. مرحلة (1962-1970) وهي المرحلة التي رفع فيها عبد الناصر شعار (حرية، وحدة، اشتراكية) للتدليل على حدوث ثورة اشتراكية بعد القرارات التي صدرت في 1962 على إثر صدور "الميثاق الوطني". وفي هذه المرحلة رجحت الكفة العقلانية في موضوع الوحدة على الكفة العاطفية، والتفت عبد الناصر إلى أهمية العامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الوحدة. وتجلّى ذلك من خلال مباحثات الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق في 1963، وبين مصر وليبيا في 1970، حيث استطاع عبد الناصر أن يستفيد من درس الوحدة القاسي المصري – السوري في 1961. هل الوحدة مصباح علاء الدين السحري؟ أما معنى الوحدة في خطاب المفكرين الناصريين، فقد جاء بعضـه معبِّراً عن اعتقاد بعضهم من أنه لا مجال لمعرفة حقيقة المشكلات الاجتماعية في المجتمع القومي إلا من خلال قيام الوحدة العربية. وكما قال المفكر السياسي الناصري عصمت سيف الدولة: فإن "وحدة الدولة القومية شرط لازم لإمكان معرفة حقيقة المشكلات الاجتماعية في المجتمع القومي" ("الغايات"، ص 170). ومن هنا، يتبين لنا أن الناصريين كالبعثيين، يعتبرون الوحدة "مصباح علاء الدين السحري" القادر "سحرياً" في نهايات القرن العشرين.. قرن ثورة المعلومات والاتصالات والعولمة وثورة التكنولوجيا، على حلِّ المشكلات الاجتماعية في المجتمع العربي، والتي يأتي على رأس قائمتها: الفقر، والأمية، والبطالة، ومصادرة الحريات، وقمع الفكر، وسيطرة المؤسسة الدينية، وتحوّل معظم أنظمة الحكم في العالم العربي إلى أنظمة وراثية (جُملكية) (أي جمهورية ملكية)، وخلاف ذلك. أزمة المفكر والحاكم في الوحدة كان للفكر العربي في هذه العصر طروحاته لمعاني الوحدة التي جاءت مختلفة ومتنوعة باختلاف وتنوع المذاهب السياسية والفرق والشيع. وهي على كثرتها وتعددها، لم تكن صوتاً مسموعاً، ولم تجد آذاناً صاغيـة من صانعي الق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram