TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حذار.. هذي علامات انهيار وشيك

حذار.. هذي علامات انهيار وشيك

نشر في: 23 نوفمبر, 2014: 09:01 م

أقرأ في كتاب عنوانه : حضارة العراق ، الجزء السادس . عمره ثلاثون سنة ( مطبوع عام ١٩٨٤) وآعجب ! آعجب من تحقق عبارة تتردد كلما تواءم قديم بجديد حد التطابق ….
(التاريخ يعيد نفسه ) ،
حقا ، التاريخ يعيد نفسه ،سيما في العراق ، فلو صحت الأخبار المتواترة الراهنة التي تومئ لأثمان نيل الوزارة الفلانية بكلفة كذا مليار دينار ، والمنصب الفلاني يباع بكذا مليون دولار . (حسب مدرار ضرع تلك المؤسسة ) لتداعت على الخاطر بعض الظواهر التي سبقت وزامنت وأدت إلى انهيار دولة الخلافة العباسية ، بشموخها ، بحضورها الدولي ، بحنكة وإرادة مؤسسيها الأوائل ، بجوامعها ، بجامعاتها بمكتباتها ، بدور العلم فيها ، بأسواقها العامرة وتجارتها المزدهرة، بالملاحة في نهريها ، بوفودها ومراسلاتها مع دول الإفرنج ، إلى وإلى … وإلى .
كل ذاك المجد والق التاريخ صار إلى هباء و عدم ، بعد ان ضعفت همة الخلفاء ، بعد سيادة الغرباء وتقزم الأصلاء وتناحرهم ، وكيدهم لبعضهم ، وتفشي الفساد بينهم ، وغلبة نوازع (الأنا ومن بعدي الطوفان ) . وغرامهم باتخاذ الأسماء الرنانة : فذاك المقتدر ، وذاك المعتضد ، وذاك المتوكل على الله . فالمستعين بالله ، فالواثق ، فالمعتمد ، فالمستكفي …إلخ.
(( أصبح منصب الوزارة موضع مساومات ، سيما في نهاية القرن الرابع الهجري، فبعد وفاة الصاحب بن عباد كتب قائد الجيش في جرجان الى الامير البويهي فخر الدولة ، يطلب الوزارة لنفسه مقابل مبلغ من المال قدره (٨)ملايين درهم، فلما سمع الوزير احمد بن إبراهيم بذلك ،عرض مبلغ (٩)ملايين درهم ، فإهتبلها الأمير البويهي فرصة ، فأشركهما معا في الوزارة !!))
لا عجب إذن لو تدهورت شؤون البلاد والعباد ، و بيعت مناصب الدولة بمزادات سرية وعلنية ، بالجملة والمفرد ، والأولوية في الحظوة لمن يدفع أكثر .
ذاك تاريخ مضى وانقضى . فماذا عن يومنا الراهن ، وغدنا المجهول ؟
من يا ترى من المخلصين الغيارى من يوجعه انين العراق الجريح ، ويسعى لوقف الانهيار الوشيك لبلد تتداعى جدرانه كلما أهرق دم لبريئ، أو تسرب برميل نفط- قجغ - على مرآى ومسمع ، او هربت ثروات العراق بعلم من يتظاهر بالعمى والعي والصمم .؟
او يساوم على بيع منصب لوزير او خفير ؟
مــــــن ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاظم الأسدي

    إذا كانت الدولة العباسية قد إنهارت رغم كل ذلك الألق التأريخي المعلوم ! ورغم كل تلك القوة والجبروت المعلوم !! فما الذي عساه ينتظرنا نحن العراقيين اليوم ؟ في دولة الطوائف والقوميات والأثنيات ممثلين بمليشيات متناحرة لالنصرة المذهب ولا للدفاع عن الحقوق القومي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram