TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > بوتين في شباك داعش

بوتين في شباك داعش

نشر في: 23 نوفمبر, 2014: 09:01 م

لا يمكن عزل العملية الإرهابية التي هزت العاصمة الشيشانية غروزني عندما كانت تحتفل بعيدها السنوي وعيد ميلاد رئيسها حليف روسيا قاديروف، عن خلايا جهادية نائمة استيقظت مع تحقيق "تنظيم الدولة الاسلامية" ( داعش) مكاسبه الكبيرة في سوريا والعراق، ولتأكيد وجود

لا يمكن عزل العملية الإرهابية التي هزت العاصمة الشيشانية غروزني عندما كانت تحتفل بعيدها السنوي وعيد ميلاد رئيسها حليف روسيا قاديروف، عن خلايا جهادية نائمة استيقظت مع تحقيق "تنظيم الدولة الاسلامية" ( داعش) مكاسبه الكبيرة في سوريا والعراق، ولتأكيد وجودها وربما رغبتها في الالتحاق بهذا التنظيم.

هذا الحث لا يمكن عزله عما كانت ذكرته وكالة "بلومبيرغ" من تفاصيل عن استعداد مجموعات تابعة للتنظيم للانتقال الى القوقاز وشن حملة قوية ضد الروس، وأشارتها الى ان داعش أوكل الى تارخان باتيراشفيلي المعروف الآن في صفوف المقاتلين في سوريا باسم عمر الشيشاني مهمة " قيادة هجوم القوقاز"، وكشفت بأنه ( الشيشاني)اتصل مؤخرا بوالده المقيم في منطقة وادي بانكيسي على الدود الشيشانية- الجورجية قائلا له" سنعود قريبا وننتقم من الروس للشيشان وجورجيا".موسكو لم تعلق على النبأ ،ولكن قبل ذلك كان سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف اعلن ان نحو الف روسي غالبيتهم من الشيشان يقاتلون في صفوف داعش و جبهة النصرة ويشكلون خطرا على امن روسيا القومي".
روسيا مع ذلك لا تبدي اي حماسة لمشاركة الغرب تحالفه مع الخليجيين ضد المسلحين في سوريا والعراق ،بل هي على العكس تواصل توجيه الانتقادات للغارات التي تشنها طائراته في الأراضي السورية ويعتبرها غير شرعية لأنها تجري من دون موافقة النظام الحاكم في دمشق، في وقت ظلت هي تدعمه وتدافع عن حربه ضد شعبه وتعدها معركة ضد الإرهاب.
وهذا الموقف الذي يقع في دائرة سياسة ازدواجية المعايير التي تتهم موسكو الغرب بانتهاجها ،يثير دهشة الكثير من المراقبين الذين يرون في الوقت نفسه ان الانخراط الروسي المباشر في الصراع السوري، وتكثيف الكرملين لمساعداته العسكرية و غير العسكرية للأسد ، يحفز بشكل اكبر و اكثر الساعين الى دفعها الى تغيير موقفها بعد ضربها في امنها الداخلي بشكل مؤذ للغاية. يعيش في الاتحاد الروسي نحو 20 مليون مسلم ،وهم من الطائفة السنية ،وتشعر غالبيتهم بالتهميش و الإقصاء ومن حكومات فاسدة تدعمها موسكو تمعن في إهانتهم و افقارهم. الرئيس بوتين يعي جيدا ان بلاده مهددة فعليا وبشكل مباشر فالي الجنوب من روسيا توجد خمس دول إسلامية كبيرة هي طاجيكستان ،اوزبكستان ،قيرغيزستان وتركمنستان ،إضافة الى اذربيجان ،ويبلغ عدد مسلمي هذه البلدان اكثر من 65 مليون نسمة يعيشون في أجواء لا يمكن وصفها بالديمقراطية و انتعاش الحريات المدنية و الدينية.
وليس سرا ان حكومات هذه الدول تعادي التيارات العلمانية و تقيد منظمات المجتمع المدني، ما يجعل مجتمعاتها وجها لوجه أمام الجماعات الإسلامية العنفية التي تنشط سرا و تعزز النزعات المتطرفة بنجاح. تواجه روسيا برأي بعض محلليها خطرا جديا ،فيما البعض الاخر يعتبر ان هناك (توظيفا ) إعلاميا من جانب الغرب لما حصل في الشيشان والذي عدوه تصفية حسابات مع قاديروف وليس مع الكرملين.الا ان ل" داعش" رأيا مغايرا فهي توعدت بوتين بمزيد من المفاجآت ،ما يثير التساؤل عما اذا كان القيصر الروسي سيجد نفسه مضطرا للوقوع في شباك الحرب الدائرة في الشرق الاوسط؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

متابعة/ المدى أفادت تقارير صحفية أمريكية، بأن العراق قد يتعرض إلى خسارة التعاون الأمن مع إدارة ترامب، في حال فشلت بغداد في حل فصائل المقاومة.تقرير “فوكس نيوز”، الأمريكية أشار وفق خبراء في شؤون الشرق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram