لعلّها من المصادفة أن تجتمع لجنة المنتخبات لاتحادنا في اليوم نفسه لاجتماع اللجنة الفنية لاتحاد الكرة الكويتي لدراسة الاسباب الحقيقية لانتكاسة المنتخبين في خليجي 22 إلى جانب تحديد مصير المدربين حكيم شاكر وجورفان فييرا وعرض توصيتهما على مجلسي ادارة الاتحادين مع الفارق أن فييرا "تقدم بطلب شفهي للاستقالة من منصبه واستقر الرأي داخل اللجنة على رفع توصية بإقالته وملاكه المساعد "على ذمة الصحف الكويتية، علماً إن رئيس الاتحاد طلال الفهد لم يزل داعماً لفييرا بقوة لمواصلة رحلته !
هنا نتساءل : هل تمتلك لجنة اتحادنا "الديمقراطي" كما يفترض الصلاحية الكاملة باتخاذ مثل هكذا توصية مهمة لإقالة حكيم شاكر لاسيما أن الرجل متشبث بمهمته بعناد غريب ويتحدث عن مرحلة جديدة من العمل وآليات مختلفة استعداداً لبطولة أمم آسيا في سيدني ممعناً في قهر الجماهير التي تنتظر منه الرحيل كسباً للوقت، لكنه كرر تمسكه بالمهمة بصيغة تدعونا لوضع علامة استفهام كبيرة على الحالة النفسية التي يمرّ بها عندما سُئل في برنامج (الفريق التاسع) لقناة ابو ظبي الرياضية أول من أمس "ما موقفك من الجمهور والاعلام وحتى اعضاء الاتحاد كلهم يحملونك المسؤولية في اقصاء العراق كيف تستمر في طريق لا يؤدي الى نجاحك، بل الى فشل آخر كما هو متوقع ؟ رد بابتسامة مصطنعة يعلوها توتر مفضوح " لن اتخلى عن الأسود وسأواصل العمل على تحقيق النتائج التي تسعد الشعب العراقي"!
تريدون الصدق..الرجل صاحب حق في التمترس وراء وهم لن يتخلص منه إلا بقرار عاجل ومدروس ينتزع الشر من الأزمة ويترك لعناصر الخير اصلاح خراب الكرة العراقية التي لن تستقر إلا بوجود اتحاد قوي لا تترك سياسة عمله أفراداً ومجموعة مجالاً للشكوك ، وهي فرصة لأضم صوتي فيها لنداء د. باسل عبد المهدي بتشخيصه الناجع " ان التشكيلة الاتحادية الحالية عاجزة عن تحقيق ما يضمن اعادة بناء هيكل كروي عراقي حديث ومنتج متلائم مع ما تتمتع به كرة الرافدين من سمعة بشكل يمكن ان يوفر لجماهير شعبنا فسحة من الفرح .. وعلى الجهات المعنية ان تتدخل وتلتقي على مائدة حوار جدي غاياته اخراج كرة العراق من أزمتها المستديمة واعادة بناء نظام كروي حديث يحكم بآلية مقرّة يتجاوز فيها حدود تفضيل المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة" !
ودعونا نمتشق سيف خبرة د.عبدالقادر زينل لمرة واحدة نقطع به حبال الجُبن التي وثقت الايدي المرتجفة لمسؤولين لم يتحرك الدم في اوصالهم ثأراً للفوضى العارمة التي تضرب مكتب اتحاد كرة القدم بصراعات شخصية ولم تقدم شيئاً لإنقاذ اللعبة مثلما بادر زينل طواعية في زمن صعب تحبس عنده الانفاس على قول كلمة وليس فعلا منفردا بجرأة الفرسان لمواجهة أقسى ديكتاتور عمل على رئاسة (فيفا) منتصف التسعينات "جواو هافيلانج" لهزّ شعر رأسه بثلاث كلمات وجهها زينل كالأسد "حظركم يُعارض كوبرتين" صاحب مبدأ الرياضة سلام وتقارب بعيداً عن السياسة ومآربها ، فما كان من العجوز إلا الانصياع للحق العراقي!
فماذا قدم بعض المحسوبين على الاتحاد اليوم غير مهازل الصراع على الايفادات والتدخل في شؤون فنية ليسوا أهلاً لها، ومحاربة الرجال المخلصين الساعين لوقف نزف كرامة بطل آسيا، حتى بلغ الغرور بهم أنهم لا يطيقون سماع اي وجهة نظر تعرّي تقصيرهم.
أعتقد آن الأوان لأن يكون دور لجنة الشباب والرياضة في البرلمان أكثر تأثيراً من تشكيلاتها السابقة التي لم تغير شيئاً من الواقع السلبي الذي تئن منه الرياضة عامة وكرتنا بشكل خاص ، ولابد ان تحضَّر ورقة عمل متكاملة تطرح جميع المعوقات والتجاوزات والخروق التي اسهمت في احتضار القطاع الرياضي وابتعاد رموزه الحقيقيين داخل وخارج البلد عن ممارسة واجباتهم بعلمية ونزاهة تطردان الدخلاء والأميين والمنتفعين وترسّخ تقاليد عمل مشروطة بوجود كفاءات مشرّفة تحظى باحترام الجميع ولا تجيد ترقيع المشكلة بوعود تثير الازدراء لدى المتابعين كحال بعض اعضاء الاتحاد ممن يظنون ان مفعول تصريحاتهم للجمهور عقب السقوط المذل في خليجي 22 سيكون كسحر القات !
تصريحات بسحر القات !
[post-views]
نشر في: 25 نوفمبر, 2014: 09:01 م