بين قرار إقالة الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي وصدور آخر يقضي بتعيينه مستشارا لرئيس الحكومة للشؤون الأمنية ، فاصل زمني لا يتجاوز ثلاث ساعات ، جعل الكثير من رواد العالم الافتراضي مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي في "حيص بيص " فمنهم من بارك القرار الأول ووصفه بأنه "خطوة ثورية" تحسب لصالح العبادي في اطار سعيه لإجراء إصلاح شامل في المؤسسة الأمنية ، وآخرون دخلوا في دوامة التساؤلات بحثا عن إجابة وتفسير ، والرجل شغل منصب الوكيل الأقدم لجميع الوزراء بدءا من ابراهيم البدران وسمير الصميدعي وفلاح النقيب وباقر جبر ، ثم جواد البولاني ، وحتى ادارتها بالوكالة من قبل رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ، عظم الله اجره في الدنيا والآخرة ، لأنه كان يقبض بيد تحمل "البوكس الحديد" على الملف الامني ،وسرعان ما ظهرت النتائج باعلان دولة الخلافة ، وانفاق مليارات الدولارات على مقاولي الصحوات، ومتعهدي مجالس الإسناد من شخصيات عشائرية ،اعتادت رفع برقيات البيعة والولاء المطلق الى صاحب المكرمات ،واحنا جنودك بالميدان اسمع يالريس.
الوقوع بدائرة "حيص بيص" اثار التساؤلات والاستفسارات والاجتهادات ، وهناك من ذهب الى تفسير إعفاء الاسدي وتعيينه لوجود ضغوط على العبادي من قياديي حزبه ، فليس من المعقول إبعاد الحزب عن إدارة الملف الأمني في الحكومة الجديدة ، وبرزت اقتراحات تدعو الى قبول فكرة "مستشار دمج " في الدولة العراقية عسى ان يكتب النجاح لهم ويتفوقون على كبار المستشارين السابقين والحاليين ، ثم يكسبون ثقة المسؤولين ، ويضمنون ولاية ثانية وثالثة، واللهم زد وبارك .
في كتابه الكاريكاتير في الصحافة للدكتور في كلية الإعلام جامعة بغداد حمدان خضر السالم يقول المؤلف في البحث الاول ان تاريخ هذا الفن بدأ مع القرن العاشر قبل الميلاد ، عندما قام احد رسامي ذلك القرن برسم صورة للملك وحاشيته ، وقد رسم احد مستشاري الملك على هيئة إنسان ولكنه يحمل رأس حمار ، مشيرا بذلك الى عدم فطنة المستشار. المؤلف وبعد مراجعة العديد من المصادر كتب ما توصل اليه كجزء من متطلبات بحثه ، ومن يعتقد بانه كفر، فناقل الكفر ليس بكافر، والمثل العراقي الشائع "اخذ الشور من راس الثور" يتطابق في معناه مع عمل رسام الكاريكاتير في القرن العاشر قبل الميلاد.
على خلفية صدور قرار مستر بريمر بدمج ميلشيات الأحزاب المعارضة للنظام السابق بقوات الجيش والشرطة، اتصل قيادي في حزب إسلامي باثنين من أشقائه يقيمان في احدى القرى يطلب حضورهما الى بغداد للانضمام الى وزارة الداخلية بصفة ضباط، وبعد وصولهما وانجاز معاملتيهما طلب الشقيق الأكبر من الأصغر ان يمنحه رتبة النقيب بدلا عن الرائد، قائلا "تلث نجوم احلى من نسر صدام" يقصد شعار الجمهورية، فاصبح الأكبر نقيبا والأصغر رائدا، وليس من المستبعد ان يصبح الاول مستشار دمج، وبدلنا عليوي بعلاوي .
مستشار دمج
[post-views]
نشر في: 26 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
وسام
أستاذي الفاضل كلها مصالح مادام الفلوس تصل للمخططين والمدبرين فلا غرابة في صعود اللصوص والاوباش والخونة سدة الحكم وهؤلاء لن يفهموا مقالاتك أو مقالات زملائك لكن إذا استمريتوا بتنوير الناس فلا بد للقيد أن ينكسر ولابد الليل أن ينجلي