اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أرقام على ذمة "فخامته"

أرقام على ذمة "فخامته"

نشر في: 26 نوفمبر, 2014: 09:01 م

أرقام في العراق لا احد يتوقف عندها ، الأول على ذمة مفوضية حقوق الإنسان وهو وفاة نحو 1500 طفل في مخيمات النازحين بالعراق، والثاني من الزميل نبيل جاسم وهو ان الحكومة العراقية صرفت ١٣٧ مليار دولار خلال السنة الماضية لا يعرف احد عنها شيئاً كأنها الف دينار ضائعة.
هذه الأرقام المرعبة ليست مسؤولية فخامة نائب رئيس الجمهورية ، ولا مسؤولية القائمين على إدارة مكتبه، هذه تداعيات الحرب ضد الإرهاب.
إذن ، لا مسؤولية على الرجل في المشكلة، ولكن باعتباره كان رئيسا للوزراء، وهو الآن نائبا لرئيس الجمهورية، فإن موت هؤلاء الأطفال وضياع كل هذه المليارات مسؤوليته، لا مفر من ذلك.
هل هناك أرقام أخرى.. نعم الأمم المتحدة تؤكد ان اكثر من مليوني عراقي أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الأحداث الأخيرة.. وهذه ايضا يا سيدي ليست مسؤولية فخامته.
في كل الاحداث الكبرى نحاول ان نقارن بين ما يجري على هذه الارض التي سميت ذات يوم " بلاد السواد " وبين ما يحدث في العالم، منذ يومين وأميركا مشتعلة بسبب تبرئة شرطي قتل مواطنا اسود.. هل اعتذر لكم، عن المقارنة مع تجارب الأمم، وما تفرضه هذه التجارب من المقارنات، ، فكلما حدث حادث ذو طبيعة انسانية ، يعود الكاتب إلى ما يجري من حوله .
منذ ان شاهدت فخامة نائب رئيس الجمهورية يحط بطائرته العسكرية في مطار ذي قار وانا اسأل نفسي لماذا سافر "فخامته" في مثل هذا التوقيت ؟
لماذا اتجه الى الناصرية تاركا وراء ظهره مواطنين عراقيين يعيشون ظروفا قاسية في المخيمات، كان يمكن له ان يمد يده اليهم ويستمع الى مطالبهم.
يا فخامة نائب الرئيس ، منذ ثماني سنوات وأنت تعد هذا الشعب بالرفاه والمساواة وحق المواطنة . ولكننا في كل مرة لم نشاهدك الا خطيبا .. في الوقت الذي سئمت الناس فيه من الخطابة ، وملت من اللامبالاة، لم تعد تتحمل أن تنام في الخيام جائعة وخائفة ، لم تعد تتحمل أن تكون هموم رئيس وزرائها إقصاء سنان الشبيبي ومطاردته ، بدلا من اصلاح الاقتصاد وانعاش التنمية.
سامحني " فخامتك " ، لم نعد نطيق خطب معارك المصير ورجالا منشغلين بسرقة اموال البلاد واحلام أبنائها. الناس تريد مسؤولا يبحث عن حلول وطنية لا عن نزاعات طائفية وقبلية .
ثمة جريمة في أن يكون للمسؤول مطلب واحد هو الاقتصاص ممن يعارضه في الراي .. قام البرازيليون هذا العام لأن الدولة رفعت اسعار المواصلات ، بأي حق يجرؤ حاكم على اصدار قرار يضر بمصالح الناس.. ماذا فعلت الرئيسة البرازيلية ؟ لم تشتم معارضيها ولم تصفهم بالفقاعات ، فقط خرجت عليهم لتقول انها تتحمل المسؤولية الكاملة عما جرى من اخطاء ولن تتهرب من الاعتراف في الفشل ، وأتمنى ان تنتبهوا معي لعبارة الاعتراف بالفشل ، اما نحن فقد ضاعت الموصل برمشة عين ولا نزال نهتف ونغني في الفضائيات عن النصر الموعود ، وعن حكمة فخامته الذي يصر على ان كلمة اسف معيبة ولا تليق بالقادة العظام .
في مقال مهم كتبه المؤرخ الأميركي هوارد زن بعد انتخاب اوباما "نحن مواطنون، وأوباما سياسي، وإذا كنت مواطنا يجب عليك أن تعرف الفرق بين السياسيين وبينك.. الفرق بين مايجب عليهم القيام به، وما يجب عليك القيام به... كان أوباما ولا يزال سياسيا، ولذلك يجب أن لا ننجرف نحو حالة من الطاعة والقبول المطلق لما يفعله أوباما. مهمتنا هي عدم إعطائه شيكا على بياض. أو أن نكون مجرد مشجعين وهاتفين له، ونحن مواطنون، يجب علينا أن لا نضع أنفسنا في موقف السياسيين وننظر إلى العالم من خلال عيونهم، ونقول حسنا لا بد من تسوية... كلا يجب أن نجهر بآرائنا بجرأة".
هذا هو الموقف الذي يجب ان نواجه به " الارقام " التي زرعها فخامته في حياتنا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. ابو سجاد

    اريد ان اعرف سر قد حيرني ولايزال يحيرني الجميغ يعرف ان رئيس الحكومة هو مسؤولا مباشرا في الدولة وهذه مانص عليه الدستور فما السر ان جميع المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذة الحالية الجميع يريد معرفة انهيار الدولة ارضا وثروتا ودماءا وهم يعلمون جيدا ان

  2. محمد توفيق

    أفردت أحدى المواقع التي غطت زيارة المالكي للناصرية صورة لطائرة نقل عملاقة تعود للقوة الجويةAir force تقف خلفه، وهي بالتأكيد أما طائرة انتونوف أو أليوشن الروسيتان، أو الأمريكية هركليس سي 30 ، ومهما يكن من أمر فأن النائب كان بامكانه القدوم الى الناصرية على

  3. عمار الاحمد

    هي مصيبة وكارثة ونحن نستمتع بالسفر ومغريات السلطة و غنائمها هناك سيدات عراقيات في قبضة اناس همج رعاع ونحن ننتظر منهم ان يفكوا قيدهن والعجب العجاب اننا في سلسلة اولويات قيمنا وثورتنا حين ينظر غريب الى محارمنا ننتفض ونقوم الدنيا ولا نقعدها علينا نحن من نستم

  4. داخل السومري

    نظرة على الحالة التي كانت تسود في العراق في القرن الماضي ولدت عندي الهواجس من احتمال احتلال هذا البلد من قبل الدولة الوهابية او من قبل الدولة الشيعية في ايران، وان كان هذا سيتم فأنا اسأل الله ان لا يبقيني لحظة واحده لمشاهدة هذه النكبة.

  5. العراق

    متى يكون الولاء للوطن اغلى من الولاء للشخص. وعيب ان يستنكر رجال الدولة السابقين الإرهاب والتفجيرات كأنهم غرباء ويسافرون للاستجمام والشعب عاري وجائع. سيقلبها الله يوما لا محالة لانه ليس من العدل ان البعض يتقاضى الملايين بالمنطقة الخضراء والشعب بعضه يقتاد ع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram