نحن الشعب الأكثر صبرا في العالم ..نحن الذين اعتدنا على أصوات الانفجارات وأخبار الموت وفقدان الاحبة وضياع الأحلام وتسرب سنوات العمر هباءا ...نحن الذين اعتدنا ان نعتبر الحاكم الها وان نتشبث بالجدران حين تلمح رموز السلطة ..وأن ندفن رؤوسنا في الرمل حين نرى ظلما وندير ظهورنا حين نكتشف فسادا لأن اغلبنا اختار ان يكون تلميذا نجيبا ينتفع من الدروس التي لقنتها السلطة وأزلامها لمن رفع رأسه او اطلق لسانه معترضا او مطالبا بحقه ..
نحن الشعب الذي يكاد ان يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية من أوسع أبوابها لاحتوائه على اكبر عدد من الأرامل والأيتام وارتقائه اعلى درجات سلم الفساد الإداري والسياسي ..ونحن الذين يمكن ان نغض طرفنا عن لافتة كبيرة تعلن عن منح حكومة احدى المحافظات مبلغ 538 مليون دينار لشركة مقاولات لغرض إنشاء ستة مرافق صحية ، أي ان الدولة ( الكريمة) تنفق مالا وفيرا على فضلاتنا سيدخل حتما جيوب القائمين على المشروع بينما تعيش نسبة كبيرة من ابناء بلدنا تحت خط الفقر ...
نحن الشعب الذي يصر على الخطأ ولا يتعظ من التجارب فيعاود انتخاب من قاد البلد الى الهاوية ليؤكد ولاءه للطائفية وليس للوطن ...ونحن الشعب الذي منح هذا الرجل منصبا رفيعا مكافأة على تدميره للبلد وليصبح اول رجل يشغل منصبا حكوميا ويعارض الحكومة في الوقت ذاته !
نحن الذين لا نتردد في فتح أبوابنا وأحضاننا للغرباء مهما كانت نتائج ذلك وخيمة فالمهم لدينا تحقيق أهداف شخصية ولابأس ان تتعارض مع مصلحة الشعب وتعصف بوحدته ...ونحن الذين نضع حكومتنا الجديدة في الميزان ونطالب رئيسها بأن يكون ( كريندايزر ) أي رجل خارق قادر على تجميل ملامح الوطن التي شوهتها الحكومة السابقة وإرضاء الجميع على اختلاف طوائفهم وقومياتهم وامزجتهم ..ونحن الذين نطالب هذا الرجل الخارق الذي وجد نفسه بين ( حانه ومانه ) ان يجد مخرجا لقضايانا الشائكة والا فسوف نفتح عليه نار الانتقادات وعدم الرضا ..
نحن الشعب الذي أجبرته الظروف على ممارسة رياضة المشي كلما تفاقمت الازدحامات وأغلقت الطرق ، واعتاد على إضاعة ساعات من وقته يوميا في الشوارع المزدحمة او طوابير الوقود او المعاملات الرسمية ...ونحن الذين نهدر المال والوقت يوميا ونفكر بطريقة ( منو ابو باجر ) التي تعني خيبة املنا ويأسنا من حدوث فرق حقيقي في حياتنا.. ونحن ايضا من صار عليه ان يعتاد على البدء من الصفر بعد انهيار حياته لأكثر من مرة وأن يحصي خسائره العديدة ويرضى بأقل مكسب ....نحن الذين نشهد بأعيننا انهيار قيمنا وضياع اجيالنا الجديدة وقتل احلامنا لكننا وبدلا من نقول كلمتنا الموحدة ونشير للخطأ بأصابعنا نضع أصابعنا في أعين بعضنا ونكيل لبعضنا الاتهامات ونتبادل الحقد والانتقام ونستخدم السلاح بدلا من اللسان ولاندرك اننا نقف على سطح بركان هش واذا استمر تصادمنا فوقه فقد ينفجر بنا ونتشظى ولن ننجح وقتها في لململة اشلائنا والبدء من جديد لأن البركان سيواصل الثوران ونحن سنواصل التشظي والتفتت ولن نكون (نحن ) بعدها ابدا ..فهل عرفتم لماذا اعتقد اننا اكثر الشعوب صبرا في العالم ؟
من نحن ؟
[post-views]
نشر في: 28 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
الدنب دنبنا-دنب شعبنا----دنب انتهازيتنا---ندهب الى جبهات الحروب بالنيابه وندفع الثمن غاليا-------بارواحنا--نحن شعب غلب على امره بثمان دبابات وطائرتين من قبل اجبن الجبناء وعميل العملاء- لحزب النازى العربى الاشتراكى--ولم نعرف كيف ندافع ضد منفدى الاوامر الا
ابو سجاد
اذا اردنا ان نكون مصلحين علينا ان نبدا بانفسنا ونغير مافينا من مكمن الخطا واذا لم نفعل ذلك فلانستطيع ان نغير سلوك مجتمع ولاحتى فرد فيه انت تشخصي العيب وانت تقعين فيه لماذ لم تسمي الاشياء باسمائها عندما تنتقدي شخص بعينه ولم تسميه اما خوفا من القتل او فصلك
عدوية الهلالي
اشكرك اخي ابو سجاد على متابعة عمودي واحترم ارائك لكني اود ان تعرف اولا انني لااقصد عدنان الاسدي كما ظننت بل رئيس الوزراءالسابق نوري المالكي الذي اسهم في قيادة البلد الى هذا المنحدر الرهيب ولست اخشى يوما من ذكر الاسماء بل كتبت كثيرا عن شخصيات سميتها باسما