ان صحف الخليج مشغولة ب"النفط الصخري"، واثره في انهيار اسعار نفطنا، اما نحن فمحتارون في حل"الاشكال الجزئي"بين الطوائف حول"المندسين"في تشكيلات الحشد الشعبي.
وساعود لكم للحديث المهم عن نفط اخطر من الصخري، هو"الرملي"، لكنني قبل ذلك اريد الفراغ من قصة الحشد. وانما اقول انه اشكال"جزئي"، فلان عقلاء الشيعة يقولون: نعم، بعض عناصر الحشد ارتكبوا اخطاء رهيبة، ويجب محاسبتهم، لكن مع الاعتراف بدور هذه المجموعات وتضحياتها في ردع داعش. اما"متطرفو"السنة فيصرون على ان"كل الحشد ميليشيا ايرانية يجب ردعها". وبين"البعض والكل"مساحة وطنية للنقاش الفاعل الصريح، لا ينبغي ان تتحول الى تبادل للشتائم وانكار للحقائق، فالاخطاء لدى الطرفين، ولذلك نحن نغطس في الدم حتى انوفنا، ويتشرد الملايين من اهلنا في البرد، واللهم انصر الاعتدال.
انكم تعرفون بقية النقاش، اما انا فاجهل كل شيء عن البترول الصخري الذي تكتشفه اميركا وتطوره كبديل، والذي يتسبب بخفض ثلث سعر نفطنا"العادي"ويهدد مستقبله، واثناء البحث اكتشفت ان هناك ما هو اخطر منه، ويدعى"النفط الرملي"الكندي، ما يعني ان المستقبل يخبئ لنا الكثير والكثير. ونتائج البحث المتاحة على غوغل كانت غالبا من الصحف السعودية، بينما نحن حائرون بتصريحات السيد ابراهيم الجعفري عن"عقلنة الشهوة وشهونة العقل". ولا اتمنى طبعاً ان تنفتح قريحة السيد وزير الخارجية على"صخرنة البترول او رملنة النفتة"لانها ستكون مصيبة كبيرة على دول اوبك واوابك معاً.
لقد دفعنا انهيار الاسعار الى القراءة كثيرا عن النفط، ومستقبله، واثناء ذلك فكرنا مرات في اننا امضينا ١٠٠ عام نستخرج النفط ونشتري بثمنه سلاحا للحروب النفطية، ولاننا غير عقلاء فقد استخدمنا السلاح في التسبب بهدم بيوتنا وبنانا التحتية، حتى ظهر لنا بديل من صخر ورمل، يهدد كل الثروة.
ثم اجدني اسأل نفسي: لو اصبح النفط بسعر ماء البحر يوما، فقد يمكن لايران ان تعيش من انتاج سيارة السايبا، وسيتاح للسعودية ان تزيد من انتاج لبن"اكتيفيا"، بل ان الكويت تحاول اليوم منافسة دبي في الملاحة والشحن البحري، اما نحن فمصيبتنا مصيبة، منشغلون بالتناحر، وحماقتنا جعلتنا نخسر ساحلنا الصغير، ونخسر الثروة الزراعية، كما ان ضعف دولتنا قد يسمح بزوال دجلة والفرات، ولا شك ان الاستثمار السياحي، لن يكون مسموحا في اور وبابل حتى مطلع القرن المقبل، حين يصبح احفاد المتشددين ربما، براغماتيين مرنين، وفقراء محتاجين، يتقبلون"الانفتاح السياحي".
ان السجال حول الحشد الشعبي هو امر صحي، رغم حرجه، بشرط ان توكل مناقشته لحكماء، من طراز القيادي في التيار الصدري امير الكناني (اقرأوا تصريحاته في الجريدة في عدد الاحد)، حيث سنتفاوض حينها بشأن مشاكلنا ونقترب من تطويقها، وحينها سنتفرغ للتفكير بمستقبل التحديات التنموية، وتهديد النفط الرملي وكل بدائل الطاقة.
وقد قلت في المقال السابق ان المقاتلين الابطال يستحقون ان يخضعوا لضوابط تحمي سمعتهم، وتوجههم كي ينتصروا على داعش اخلاقياً، قبل ان يهزموها على الارض، سواء تحدثنا عن مقاتلي العشائر او متطوعي الحشد، او البيشمركة، او حتى قواتنا الحكومية التي ترتكب اخطاء لا تحصى. ومن شاء ان لا يسيء فهمي، يمكنه مراجعة مقالي السابق بعنوان"اخطر من اجتثاث: مسؤولية الكرد والشيعة".
عائلة مصلاوية استوقفوني صباح اليوم، وكانوا تابعوني على الشاشات مؤخرا ولديهم بعض الملاحظات على ظنوني. ثم سألوا:متى تحل ازمتنا؟ اجبت: حين يعلو صوت العقل! فسألوا: ومتى يعلو صوت العقل؟ اجبت: هذه تحتاج الى"بخت"مثل بخت عمالقة النفط، فشركاتهم استثمرت فلوسها في حقول النفط العادي والصخري والرملي، بحيث جرى تأمين مستقبلهم وفق كل الاحتمالات.
نفط صخري وحشد شعبي
[post-views]
نشر في: 29 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
بغداد
الله يخليكم سؤال وإذا ممكن جواب ؟ اريد اعرف هل سياسيوا الصدفة في المنعزلين في الخضراء من رئيس وزراء الى رئيس برلمان الى بقية الرؤوس البالونات الفارغة هل يحق لهم تسعير برميل النفط ؟؟؟؟؟ كلنا نعلم ان تسعير النفط بيد شركات النفط العملاقة الاحتكارات العالمية