هل كنا سنشهد ذاك التكالب والصراع المحموم، والتسقيط حد كسر العظم ، وسفح الأموال دون حساب في عملية التنافس والترشيح للفوز بمنصب وزاري او الحظوة بمقعد نيابي في البرلمان ؟ لو لم يكن المأمول — المادي والمعنوي —من العملية يفوق ويتعدى — المال والجهد المبذول في سبيلها أضعافا مضاعفة؟ هذا سؤال يقتضي الإجابة الواعية من لدن الحكماء.
المتابع للمنافع والمكاسب التي يحصل عليها الفائز تصيب المواطن العادي بالصرع - المواطن الذي هو على شفا جرف من خط الفقر ، او دونه ، إذ تتيح له المواقع الإلكترونية الاطلاع على الأرقام الفلكية التي يحصل عليها السياسي جراء حظوته بالفوز ودخول جنة الفرهود بقوة القانون، وحمايته .
يرفعون شعار التقشف — نقول يا هلا لو عمم على الجموع— لكن الأرقام المعلنة على المواقع والصحف تفضح كل مستور،
هاكم: ينبينا ما يترشح من الأخبار، إن ثلث الميزانية (المعلنة) تتسرب هدرا على شكل رواتب ومخصصات ومنح لهيئات وكيانات وأشخاص. تتعدد الأسماء والمسميات، فهذي رواتب رئاسة الجمهورية الباذخة، بنائبيها . ومستشاريها ، ومخبريها وحمايات المسؤولين فيها ، ومخصصات الخطورة لمنتسبيها، ونفقات الإيفاد لبعض عناصرها، وتلك رئاسة مجلس الوزراء - التي تنافس ميزانية الرئاسة ، وتلك ميزانية رئاسة البرلمان التي تتنافس مع شقيقاتها !
من هتك عرض الدستور بزج عوامل الفرقة طي بنوده ؟ من منح الساسة كل ذاك البذخ في الرواتب والمواطن لا يجد قوت يومه إلا بشق الأنفس ؟ يشيرون لبول بريمر — أقضَّ الله مضجعه — بأنه من منح الساسة تلك الامتيازات الخرافية خارج المعايير الدولية و التي لا نشهد مثيلا لها فى أعرق الدول الديموقراطية — بريطانيا مثلا .— ليس آخر الخروقات المدانة، منحهم -النواب - راتبا تقاعديا مدى الحياة يبلغ ٨٠.٪ من قيمة الراتب الأخير ١٥—٣٠ مليون حتى لو قبع تحت قبة البرلمان شهورا معدودة .
لا تتساءلوا لماذا يجري التكالب المحموم للفوز بمقعد وزاري او نيابي إذا علمتم إن الراتب التقاعدي لصحفي مخضرم قضى نصف قرن من عمره في المهنة ، لا يتعدى الخمسة الاف دينار!
من له حق النقض ؟
آما من أحد ؟
فرهود بأسماء شتى
[post-views]
نشر في: 30 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
سيدتي الفاضلة ... راتب الصحفي الذي يتقاضى 5000 دينار شهريا لقاء خدماته التي تقارب ثلثي سنوات عمره هي أشرف وأحسن وأبرك من تقاعد النائب والمسؤل الر ئاسي الذي يتقاضى الملايين من الدنانير بالشهر الواحد ولقاء سنوات خدمة لا تتعدى عشر سنين عمره لأنها فلوس حرام ح