TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الثقافة فـي المراكز الثقافية!

الثقافة فـي المراكز الثقافية!

نشر في: 30 نوفمبر, 2014: 09:01 م

يوم الجمعة المنصرم حضرتُ مع عشرات من مثقفي مدينة الحلة أمسية ألقى فيها د. جواد بشارة، القادم من باريس، محاضرة ممتعة في موضوعة تتعلق بأصل ومصير الكون، أو بالأحرى الأكوان، فالمحاضرة تحدّثت عن فرضيات علمية منطقية يجري العمل على اختبارها تحتمل وجود أكوان أخرى إلى جانب كوننا.
من الفرضيات التي عرض لها د. بشارة أن هناك كوناً مماثلاً لكوننا لكنه معاكس، له هيئة الأشياء الموجودة فيه، أي أن فيه أناساً يشبهوننا تماماً لكن يمينهم هو يسارنا ويسارهم هو يميننا!.. هذا خبر مزعج بالطبع، فمعنى هذه النظرية ان الأشرار الذين لا نحبهم في بلادنا وكرتنا الأرضية كلها، ونرغب بالخلاص منهم ليعم الأمن والسلام والرفاه، وبخاصة السياسيين الأنانيين، توجد منهم نسخة أخرى في الكون الثاني المجاور لكوننا، وإن كانوا معاكسين في هيئاتهم لنسخهم الموجودة بيننا.
لستُ في وارد التوسع في عرض ما تحدث عنه المحاضر، وإنما يعنيني هنا القاعة التي عُقدت فيها الأمسية.. و(قاعة الود) قاعة خاصة يديرها أحد فناني المدينة التشكيليين، هو باسم العسماوي، وهي في الأصل صالة عرض للأعمال التشكيلية محدودة الإمكانيات في شارع فرعي، ولكن لعدم وجود قاعة مناسبة يضطر مثقفو الحلة الى إقامة نشاطاتهم فيها، أو في المبنى البائس للغاية الذي يتخذه فرع اتحاد الأدباء في محافظة بابل مقراً له، وهو مقر ممنوح مؤقتاً من البلدية التي تسعى لاسترداده من الأدباء، ولا يصلح لأي شيء في الواقع.
سألت أحد الحضور عما اذا كان يوجد أو لا يوجد في المدينة مركز ثقافي تابع لوزارة الثقافة، فكان الجواب ان المركز موجود لكنه "يُستعمل لأغراض أخرى"! .. لم أتفاجأ بالجواب الصادم، بل المفاجأة كانت ستكون لو جاء الجواب بخلاف ذلك.
كيف لا يكون المركز الثقافي في الحلة أو البصرة أو الموصل في حال غير حاله الراهنة فيما نرى المراكز الثقافية في الخارج، وهي، كما يُفترض، بواباتنا على العالم، ليست في حال أفضل؟
في عهد الحكومات السابقة، وبخاصة الأخيرة عُبئت المراكز الثقافية في الدول العربية والأجنبية بالمحاسيب والمناسيب الذين لا ناقة لهم ولا بعير في الثقافة ولا حتى في ظلال الثقافة، فهذا ابن أخت عضو مجلس النواب وذاك زوج ابنة الوزير، وثالث عديل الوكيل ورابع من عشيرة المدير العام .. وهكذا!
لأن وزير الثقافة الجديد هو أول وزير لهذه الوزارة له علاقة بالثقافة منذ نحو عشر سنوات، فمطالبنا منه كثيرة، لأن الخراب الذي صنعه الوزراء السابقون، وبخاصة أخيرهم، كبير للغاية، وبين المطالب التي آمل أن يُدرجها في جدول أعماله الملحّة إعادة هيكلة وتنظيم المراكز الثقافية في المحافظات وفي الخارج لتكون مراكز ثقافية عن حق وليست بؤراً للفساد الإداري والمالي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: صيف المالكي

العمود الثامن: براءة نور وتابعه هيثم !!

العمود الثامن: نشيد عالية وأخواتها!!

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

العمود الثامن: ألف حزب وحزب

العمود الثامن: من أين لك هذا ؟

 علي حسين ينظر المواطن المسكين مثل جنابي الى بلده العراق ، ويشعر بالأسى على بلدٍ كان يراد له أن يلتحق بقطار العصر، فارتدّ بهمّة خطب سياسييه، إلى الوراء، إلى مجرد احزاب سياسية تضحك...
علي حسين

كلاكيت: كيليان مورفي وأشياء صغيرة كهذه

 علاء المفرجي مثل مواطنه دانيال دي لويس، جاء الممثل الايرلندي "كيليان مورفي" الى السينما من بوابة المسرح، ومثل لويس تماما كتب أسمه بحروف ناصعة بين ممثلي السينما الكبار منذ أول دور له، حتى...
علاء المفرجي

الصوم.. في التحليل السيكولوجي

د.قاسم حسين صالح انشغل علماء النفس بدراسة الصوم بيولوجيا وسيكولوجيا وانتهوا بموقفين متضادين: ألأول، يتبناه كتّاب وأطباء نفسانيون عرب،يرون ان الصوم يؤدي الى انخفاض مستوى الجلوكوز في المخ،فينجم عنه اضطراب في عمل الدماغ، واختلال...
د.قاسم حسين صالح

إرباك هائل بسبب دراسة خاطئة

إبراهيم البليهي ليس أسهل من دفع الناس في اتجاه الخطأ خصوصا إذا خوطبوا باسم العلم والبحث العلمي وتم تخويفهم بأن صحتهم في خطر.. ففي عام 1951 نشر الباحث الأمريكي أنسيل كيتس دراسة زعم أنه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram