TOP

جريدة المدى > عالم الغد > الروبوتات تنافس مهارات الإنسان

الروبوتات تنافس مهارات الإنسان

نشر في: 1 ديسمبر, 2014: 09:01 م

بعد سنوات من البحث  والتطوير  المتواصل باتت الروبوتات تنافس الإنسان  بعد أن تطورت بشكل غدت فيه أكثر قدرة على الاندماج مع الجو المحيط إلى درجة أن الإنسان بات يهابها بشكل لا يوصف . فروبوتات اليوم أصبحت  لها مهن (مؤرخ، ورسام، ومستشار

بعد سنوات من البحث  والتطوير  المتواصل باتت الروبوتات تنافس الإنسان  بعد أن تطورت بشكل غدت فيه أكثر قدرة على الاندماج مع الجو المحيط إلى درجة أن الإنسان بات يهابها بشكل لا يوصف . فروبوتات اليوم أصبحت  لها مهن (مؤرخ، ورسام، ومستشار مساعد، وحتى طبيب نفسي، فضلاً عن أنها تحمل أسماء مثلنا . . .)، 

 
ويستطيع بعضها التحدث مثلنا وله مظهر خارجي يكاد لا يختلف كثيراً عن شكلنا، بل إن بعضها يمتلك حس الدعابة إلى درجة أن الواقف أمام أحدها لا يكاد يصدق أنه يتحدث إلى آلة صنعها بيديه . وإذا كان الإنسان لم يزل يتفوق على الروبوتات في مجال الحركة بجميع أشكالها وصورها فربما عليه أن يتوقف عن مقارنة نفسه بها عند هذا الحد ،لأن روبوتات اليوم، وربما المستقبل، تمتلك قدرات تفوقه بكثير في مجال الرصد والمراقبة الفائقة والمعرفة الهائلة والقدرة على سرعة إجراء العمليات الحسابية والتحليل الدقيق في العديد من المجالات (المالية والاقتصادية والأدبية . . .)، فضلاً عن قدرتها على التلفظ بعبارات ربما تفوق بجمالها ومعانيها ما يقوله الإنسان البليغ . ومن الأمثلة التي يمكننا أن نضربها على أحد هذه الروبوتات، الروبوت (إيلي) الذي يعمل طبيباً نفسياً افتراضياً . وقد صُنع هذا الروبوت في معهد التكنولوجيات الإبداعية في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة في العام 2011 واستطاع بفضل رؤيته الفكرية ودماغه الإلكتروني أن يلحظ إشارات دقيقة جداً تدل على قلق وإحباط مرضاه وذلك من خلال نغمات وطبقات أصواتهم والحركات التي يبدونها أثناء الحديث . أما الروبوت واتسون الذي أنتجته IBM يتميز بقدرة فائقة جداً على التحليل، فيفهم الأسئلة الصعبة والدقيقة التي توجه إليه من قبل الخبراء ويحلها بشكل سريع ودقيق، ولذا يقول عنه إيريك براون مدير واتسون للتكنولوجيات إن هذا الروبوت سيكون في الصف الأول بين روبوتات الجيل القادم لأنه سيفتح عهداً جديداً في فهم الاقتصاد والمجتمع .
روبوتات الجيل القادم ستكون أكثر قدرة على الفهم والتعلم والتحدث وبالتالي التفاعل مع الإنسان بشكل عميق جداً سيفاجئه كثيراً، وعندها سيتساءل الإنسان إن كان يتعامل مع ذكاء صناعي أم طبيعي .
ويقول باتريك رينيه من مختبر المعلوماتية في فرنسا إن الباحثين لم يعودوا يهتمون فقط بجانب واحد أثناء تصميمهم للروبوتات كالقدرة على معرفة الصوت أو الرؤية الآلية بل هم في طريقهم لرؤية ظهور ذكاء صناعي شامل، خصوصاً أن القدرة على إجراء العمليات الحسابية باتت تقارب اللامعقول . ففي العام 1997 استطاع الكومبيوتر الفائق (ASCI Red) المخصص لإجراء محاكاة لتجارب نووية أن يجري 1800 مليار عملية حسابية في الثانية . لكن حجمه كان بحجم ملعب كرة تنس وبلغت تكلفته آنذاك 55 مليون دولار . وبعد 9 سنوات استطاع اختصاصيو الإلكترونيات أن يستخدموا هذه السرعة في إجراء العمليات لتصنيع لعبة بلاي ستيشن -3 على الرغم من صغرها مقارنة مع حجم الكومبيوتر الفائق (ASCI Red) . واليوم يمكن لأكبر معالج عمليات حسابية إلكترونية في العالم أن يتجاوز سرعة الكومبيوتر السابق في معالجة العمليات الحسابية بحوالي 15000 مرة . ولو طبقنا ذلك على الروبوتات التي ظهرت في العام 2010 لوجدنا أنها لم تكن تحتاج كل ذلك بل كان أكبر معالج فيها لا تتجاوز سرعة إجرائه للعمليات 80000 مليار عملية في الثانية . والحقيقة أن الشيء الذي تغير في إمكانية الوصول إلى مليارات المعلومات بسهولة وبسرعة فائقة، فضلاً عن كبر حجم القدرة على تخزين هذه المعلومات وقدرة الربوتات على الوصول إليها واستخدامها.
ومن ناحية التطبيقات العملية استغلت عمالقة النت مثل غوغل وفيس بوك وبايدو الصيني هذا الانفجار المعلوماتي ليوظفوه في توظيف أكبر اختصاصيين في الذكاء الصناعي أمثال راي كروزويل مخترع كبير للآلات الذكية وجيوفري هينتون الباحث في جامعة تورونتو وأحد أهم المتخصصين في تدريب الروبوتات . ومنذ عدة اشهر افتتحت فيس بوك مختبراً للذكاء الصناعي بقيادة يان لوكن أحد المتخصصين العالميين في هذا المجال، والواقع أن النقطة المشتركة بين هؤلاء الثلاثة الكبار هو تعيين التماثلات أو التفردات بين مليارات المعطيات .
النقطة الأبرز في نجاح الآلات الذكية الحالية هي تضاعف قواعد المعرفة الواسعة والدقيقة وظهور موسوعات علمية دقيقة جداً في تقديم المعلومة الصحيحة والدقيقة والسريعة، وعلى سبيل المثال يقول جون لويس دوسال المتخصص في لغات البرمجة الذكية لدى تيليكوم باري تيك أن الآلات الراهنة يمكنها أن تقول إن المغني فنان وإن الفنان إنسان .
ويشير دوسال إلى أن القدرة على الحسابات الفائقة التي تفوق قدرة الإنسان بشكل لا يمكن وصفه فضلاً عن ميزة البحث عن المعلومات وتحليلها والقدرة أيضاً على فهم اللغات هي الأساسيات للروبوت الذي سيرى النور عما قريب إلى درجة أننا سندخل عالم الغرابة الذي تنبأ به خبير المعلوماتية الياباني ماساشيرو موري قبل أربعين عاماً .
من أمثلة الروبوتات الذكية الحاسوب واتسون وهو حاسوب "آي بي إم" الذي شارك في منافسة برنامج جيوباردي (Jeopardy) الشهير، وفاز على أفضل منافسين في هذه المسابقة (كين جينينج وبراد روتر) . والمسابقة عبارة عن تنافس بين ثلاثة، المذيع يطرح الجواب وعلى أحد الثلاثة أن يضغط زر المشاركة قبل الآخر ليطرح السؤال الصحيح . المهم أن الروبوت واتسون استطاع التغلب على منافسيه وكتب البعض مازحاً وجاداً أن عصر الروبوت وتفوقه على البشر ليس سوى مسألة وقت . ولواتسون وظيفة الآن فهو يعمل كموسوعة جاهزة تقدم الإجابات بسرعة في أي مجال ولا يشكل أي خطر على البشرية لأنه بكل بساطة لا يفكر . وكذلك الحال بالنسبة للروبوت ديب بلو الحاسوب الذي انتصر في منافسة الشطرنج ضد غاري كاسبروف أحد أفضل لاعبي الشطرنج في العالم فديب بلو لم يكن يفكر بل لديه قدرة عالية على وضع عدد كبير من الاحتمالات ويختار الأفضل من بينها، وهو مبرمج ليجري عمليات حسابية وهذا لا يعتبر تفكيراً في الماضي وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت الحواسيب في ذلك الوقت تعمل لإجراء عمليات حسابية متعلقة برمي القنابل وهذا لا يجعلها بأي شكل "آلات تفكر"، على الأقل لا يمكنها التفكير ما لم يبرمجها شخص ما وهذا يختلف كلياً عن طريقة تفكير الناس وحتى الحيوانات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

غوغل تطرح أداةً جديدةً لوقف

غوغل تطرح أداةً جديدةً لوقف "إعلانات التذكير"

تعمل شركة غوغل على طرح أداة جديدة ستوقف ما يسمّى بإعلانات التذكير، وتمكن متصفحي شبكة الإنترنت من حجب الإعلانات المتعلقة بمنتجات تصفحوها من قبل ولم يقوموا بشرائها رقمياً، وعادةً ما تستخدم هذه الوسيلة لمحاولة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram