لا تستغربوا، بل أرجوكم أن لا تضحكوا لو قلت لكم إنني عندما قرأت خبر اكتشاف العبادي 50 ألف جندي فضائي في فرقنا العسكرية، ظننته يتحدث عن كائنات فضائية غزتنا وتسللت بين قواتنا المسلحة. أتصدقون اني قلت لنفسي ربما كان هؤلاء هم من مكّن داعش من رقاب وطننا وأبنائنا بتلك السرعة الخاطفة.
ولأن العقل لا يستوعب هكذا أسطورة، ظننتها في اقل التقديرات غلطا مطبعيا او زلة لسان. دققت فوجدت المعنى انهم نعم موجودون لكنهم غير موجودين. موجودون في تسلم الرواتب فقط لكن لا وجود لهم على الأرض. يعني كذب بكذب. ولأنهم ليسوا على الأرض بل مجرد أسماء لذا قيل انهم "فضائيون". وشوفوا انا الغشيم وين رحت؟
50 الف جندي يمكنهم تشكيل خمس فرق عسكرية. يعني "مختار العصر" و "تاج راس" الشعب والحاج بيت الله غير مرة، والذي كانت المؤسسة العسكرية بكاملها تحت سيطرته لوحده ، كان يصرف من أموال البلد لوريات من الدولارات على شغلة كلها كذب. الغريب ان العبادي، كما يقول، اكتشف هؤلاء بحسبة بسيطة وسريعة في بعض، وليس كل، الوحدات العسكرية. يعني بعده ما نزل على الطين الحرّي حتى يكتشف الى أين وصل الخياس الحقيقي.
أيكفي ان نسمي ذلك فسادا ونسكت؟ ليست المشكلة فقط بما صرف على هؤلاء من أموال طائلة بل بالدماء التي دفعها الشعب من اجل ان تتدفق تلك الأموال لجيوب أولئك السفلة. أليس ذلك منتهى السفالة والانحطاط؟
يا عمنا العبادي أرجوك افعل شيئا وان لا تكتفي بان تبكينا على حالنا بفتح صفحات "مقتل" الفساد والخراب بزمن الذي قبلك، فوحقك قد شبع هذا الشعب وملّ من البكاء والعويل والنحيب. صدقني ستجد كل شيء كان فضائيا خلال الولايتين السابقتين بدءا من مجلس الوزراء نفسه مرورا بالدفاع والداخلية ووصولا الى آخر نقطة تفتيش عند آخر شبر بالعراق.
افتح صفحات الحساب من اليوم. دع المحاكم تشرع أبوابها. انقل كرسيك لداخل البرلمان لتحمل أعضاءه المسؤولية لاتخاذ ما يلزم بشأن هذه الجريمة التي هي في كل المعاني اشد وأحقر من جرائم داعش. ابدأ فورقة الخمسين الف فضائي، التي بين يديك، كافية ان تخرس كل من دافع ويدافع عن أفسد وأغبى ثماني سنوات حكم مرت على تاريخ العراق منذ بدء الخليقة الى اليوم.
جنـودنـا الفضائيـون
[post-views]
نشر في: 1 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
قيران المزوري
أستاذ هاشم ماذا تقول للخبير القانوني طارق حرب المعتمد لدي قناة آفاق عندما يصف المالكي ( المالكي أعظم العظماء بتاريخ السياسي العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية سنة ١٩٢٠ الى الان ) . هل من تفسير هل من تأويل هل من ضمير ولهذا وصل الحال الى هذا الحال ....