بغداد/ وكالاتيعتقد حازم جرجيس الشماس في كنيسة مار إفرام بمدينة الموصل ان تكرار استهداف المسيحيين في هذه المدينة هي «محاولة لابعادهم، ومن ثم تهجيرهم لتحقيق غايات سياسية». وقال -على خلفية العثور على جثتي شقيقين مسيحيين وزيادة استهداف الكنائس في مدينة الموصل:
«إن الهدف من وراء هذه الجرائم هو محاولة بعض الجهات إبعاد المسيحيين بشكل عام وفي محافظة نينوى بشكل خاص». واضاف إن كنيسة مار إفرام تلقت مجموعة تهديدات من قبل بعض المسلحين تدعونا الى مغادرة المدينة خلال الأسابيع المقبلة، أي قبل بدء الانتخابات العامة التشريعية المقرر لها في 7 مارس المقبل. وكانت غرفة عمليات شرطة محافظة نينوى قد أعلنت العثور على جثتي شخصين قتلا رميا بالرصاص في منطقة البلديات شرقي الموصل، كما تعرضت كنيسة للكلدان ودير للرهبان الدومينيكان غربي الموصل قبل اسبوعين للتفجير، ما تسبب في جرح ثلاثة مسيحيين واختطاف طالبة مسيحية مع شقيقتها في منطقة الميدان، حيث لا يزال مصيرهما مجهولا منذ أكثر من أسبوع، كما قتل أربعة مسيحيين. وطالَب ايشو سكندر من كنيسة مار كوركيس شمالي الموصل «الحكومة العراقية بوجوب توفير حماية مكثفة من رجال أمن وجيش وشرطة محلية للأحياء التي يتواجد فيها المسيحيون بكثرة وبالقرب من الكنائس بشكل عام». ويعيش في الموصل نحو 750 ألف مسيحي يمثل الكلدان سبعين في المائة منهم، فيما يشكل السريان الأرثوذكس والكاثوليك والآشوريين النسبة المتبقية، وتشير تقديرات إلى أن عدد المسيحيين في العراق كان أكثر من مليون شخص قبل الاجتياح الأميركي للعراق. وقال وليام وردة مسؤول الإعلام في الحركة الديموقراطية الآشورية إن الهجمات على الكنائس خلال هذه الفترة القصيرة مرة ثانية في مدينة الموصل نبهت كثيرا من المسيحيين الى انهم اصبحوا مستهدفين. وأضاف إن «الموقف أصبح واضحا، حيث سلطت انفجارات الكنائس الأسبوع الماضي قدرا كبيرا من الضوء على ما يجري ضد المسيحيين، حيث كان العنف ضد المسيحيين في أغلبه عبارة عن هجمات على متاجر بيع الخمور وصالونات الحلاقة». وقال وردة «يفضل الكثير من المسيحيين الذهاب إلى مناطق آمنة كي يمارسوا شعائرهم وطقوسهم بحرية أكبر». ووفق قانون الانتخابات الجديد لعام 2010 فإن المسيحيين سيحصلون على خمسة مقاعد في أرجاء البلاد في البرلمان العراقي الجديد. ونظم في بغداد يومي الجمعة والسبت مؤتمر بحث هواجس العراقيين المسحيين وتطلعاتهم ومعاناتهم بعد الاضطهاد الذي يلاحقهم وخوفهم من المستقبل. وقد رأى بعض المشاركين في المؤتمر ان الكيان المسيحي في العراق مهدد لعدة اسباب اهمها انقسام الخطاب الفكري الخاص بالمسيحيين انفسهم فيما اعتبر اخرون ان الوجود المسيحي في العراق حاله حال بقية مكونات الشعب العراقي الاخرى. وقال الكاتب والاثاري اشور ملحم: الكيان المسيحي مهدد لاسباب، اولها: انقسام الخطاب الفكري الخاص بالمسيحيين انفسهم، وثانيا بسبب انقسام الخطاب العراقي العام، لان الاختلاف في وجهات النظر هذه تجعلنا نحن الضحية، واضاف بحسب (ايلاف): مشكلتنا اننا متشرذمون عرقايا ودينيا، والمشكلة لم تبدأ اليوم بل منذ سقوط (نينوى وبابل) الى حد هذه اللحظة، فالبعض يعتقد ان المسيحية دخيلة على العراق، على الرغم من ان المسيحية انتشرت عراقيا بسبب وجود تقارب فكري بينها وبين الديانات الرافدينية، مثال ذلك وجود اللاهوت الرافديني المقارب للاهوت المسيحي، وكذلك الفكر الرافديني حيث يقول اشور بانيبال في احدى صلواته عندما كان يعاني من سكرات المرض والموت (يا ألهي الذي خلقني من كلمة) ، ولو حللنا هذه الكلمة لوجدناها مطابقة للاهوت المسيحي الذي يقول (الله كلمة، والكلمة كانت عند الله)، ولهذا نجد ان معظم الاشوريين والبابليين اعتنقوا المسيحية بدون تردد، ولا زالت اثار التراث الديني موجودة في الديانة المسيحية في الكثير من المعتقدات، علما ان معظم الكنائس بنيت على انقاض المعابد الاشورية والبابلية والدليل تشابه هندسة الكنائس والمعابد.
المسيحيون قلقون من استهدافهم قبيل الانتخابات
نشر في: 12 ديسمبر, 2009: 06:30 م