TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > داعش تتمدد إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وتهدد أمن روسيا القومي

داعش تتمدد إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وتهدد أمن روسيا القومي

نشر في: 2 ديسمبر, 2014: 09:01 م

يتزايد الحديث رسميا و شعبيا في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق عن تنامي نفوذ الجماعات المتطرفة ،و تكرر السلطات الأمنية في هذه البلدان الإعلان دوريا عن اعتقال أشخاص يجندون شبانا للجهاد في سوريا وآخرين عادوا من هناك، ووفقا لرئيس طاجيكستان رحمانوف فأن

يتزايد الحديث رسميا و شعبيا في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق عن تنامي نفوذ الجماعات المتطرفة ،و تكرر السلطات الأمنية في هذه البلدان الإعلان دوريا عن اعتقال أشخاص يجندون شبانا للجهاد في سوريا وآخرين عادوا من هناك، ووفقا لرئيس طاجيكستان رحمانوف فأن "أعداد الجهاديين تتكاثر بحيث اصبحوا يعدون بالمئات" .وكانت حكومته حثت أولياء أمور أبنائهم من الطلاب الدارسين في معاهد دينية في الخارج الى العودة للبلاد كون هذه المعاهد و المدارس تحولت بؤر ومراكز لنشر التطرف الديني.وتشير تقارير استخباراتية روسية الى ان الملتحقين بصفوف الجماعات الجهادية المقاتلة في سوريا و العراق يتخذون من تركيا محطة للانتقال الى هذين البلدين ،ويقوم بتنظيم هذه المسيرة مقاتلون من الشيشان. وكان انتشر على موقع ( يوتيوب) في ابريل نيسان الماضي شريط فيديو يظهر فيه شبانا يحرقون جواز سفرهم ويعلنون الولاء ل" الدولة الاسلامية"،وينددون بما سموه " ممارسات الكفر" في طاجيكستان ،قاصدين بذلك القرارات التي اتخذها رحمانوف وقضت بمنع ارتياد المساجد لمن هم دون الثامنة عشر من العمر من غير مرافقة قريب اكبر سنا". وتوضح الباحثة حميرة شيخ التي تدير مشروعا للسلام في وادي سوات بشمال غرب الباكستان طبيعة الوضع في البلاد وتصفه بأنه" شد بين العسكرة و الطلبنة" ،وقالت" في هذا الافق الضيق الذي تخنقه ايضا المدارس الدينية صادر لتنظيم ( داعش) موطئ قدم ،اذ في بيشاور توزع جماعة تسمى ( الخلافة الاسلامية) منشورا تبايع الخليفة المزعوم ابي بكر البغدادي، وهو ما فعله ايضا خمسة من قادة طالبان باكستان وسط معلومات متداولة عن إرسال الف مقاتل الى سوريا". وقالت المحامية الطاجيكية جوراكولوفا " من السهل ان يصبح اي شخص أماما على الرغم من جهله بالدين" وأضافت " ان من يسافر الى القتال هم فقراء".

جماعات وتمويلات
وارتبط ظهور الحركات الإسلامية في هذه الجمهوريات بتفكك و انهيار الاتحاد السوفياتي، وتحولت في العام 1992 الى ظاهرة ملفتة مع نشوب خلافات بين نشطاء إسلاميين مع الكرملين ،أدت في نهاية المطاف الى تكوين كيانات خاصة يحكمها التوجه الإسلامي على خلفية تشكيل المسلمين غالبية السكان. وكان تراجع الدور الروسي كقوة عالمية تسبب في ان تتحول روسيا هدفا لجماعات منظمة عرفت باسم " ناشرو الدعوة الاسلامية" ،وفي هذا السياق تأسست مراكز اجتماعية وثقافية خيرية ،وبنيت مساجد، وأقيمت مراكز ومعاهد لتدريس الدين و الشريعة وقعت في مرحلة لاحقة تحت سيطرة ونفوذ تيارات متطرفة". ويشير الباحث في مركز الدراسات التاريخية الاسلامية في موسكو ميخائيل شيتو الى " ان الصوفية كانت هي الغالبة في الوسط الاسلامي خلال فترة حكم القيصر ،وكانت بعد العهد السوفياتي كانت اكثر اعتدالا ،ولكن بعد ذلك و بفضل الأموال العربية والتعليم التركي و البعثات التعليمية تحولت الى التطرف والتشدد الديني الذي اسهم في انتشار الحركات السلفية وغير من جماعات عنفية".
تغيير تكتيكات
لقد بدأت هذه الحركات التي تنتشر في كازاخستان واوزبكستان و تركمنستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وجنوب القوقاز في ارمينا وجورجيا و اذربيجان بتغيير تكتيكاتها، وهي تمارس نشاطات في أوساط الشباب اغلبها ذات طابع اجتماعي تترك تأثيرها و اثرها النفسي على السكان ،وذلك بغرض استجذابهم الى الفكر المتشدد في سياق المتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والعالم ككل ،وبشكل في المجتمعات العربية مع ارتقاء العمل ( المسلح) الى مستويات خطيرة.
وتبرز منظمات اسلامية عديدة تقوم بنشاطات مكثفة وهي : منظمة (الاكرامية في اوزبكستان) ،وهي محظورة واسسها العام 1996 إكرام يولدا شوف ،وهو عضو سابق في حزب التحرير الاسلامي. ولقد جرت محاكمة 32 عضوا من المنظمة بتهمة التطرف ما تسبب في اندلاع احداث دموية في انديجان العام 2005 راح ضحيتها اكثر من 648 قتيلا. وحزب (التحرير الاسلامي)،وظهوره كان في مدينة كوجند في طاجيكستان ،ونجح في التمدد الى اوزبكستان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ،وهو جزء من حركة عالمية تهدف الى إقامة الخلافة الاسلامية. وتوجد منظمات اخرى جهادية مثل " جماعة قبريدين – بلقار" و" جند الخلافة في كازاخستان " ومؤسسة " الرسالة الشيشانية" بزعامة الامير خطاب وهو شيشاني اردني ولد وترعرع في السعودية ،وانتقل من افغانستان الى طاجيكستان في العام 1992 ،ثم الى الشيشان العام 1995 ،واغتيل في العام 2004 بدس السم بطعامه.
يعيش في الاتحاد الروسي نحو 20 مليون مسلم، وهم من الطائفة السنية ،وتشعر غالبيتهم بالتهميش و الاقصاء، والى الجنوب من روسيا توجد خمس دول اسلامية كبيرة هي طاجيكستان ،اوزبكستان ،قيرغيزستان وتركمنستان ،اضافة الى اذربيجان ،ويبلغ عدد مسلمي هذه البلدان اكثر من 65 مليون نسمة يعيشون في اجواء لا يمكن وصفها بالديمقراطية و انتعاش الحريات المدنية و الدينية ،ما يجعلهم وجها لوجه بمواجهة إغراءات الجماعات الجهادية التي يشهد نفوذها في أوساط الفئات الفقيرة التي تعيش ظروفا معيشية قاتمة ،وتخضع لتهميش واقضاء و تهميش يدفعها الى أحضان هذه الجماعات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

متابعة/ المدى أفادت تقارير صحفية أمريكية، بأن العراق قد يتعرض إلى خسارة التعاون الأمن مع إدارة ترامب، في حال فشلت بغداد في حل فصائل المقاومة.تقرير “فوكس نيوز”، الأمريكية أشار وفق خبراء في شؤون الشرق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram