اعتقل الجيش اللبناني إحدى زوجات زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي ونجلهما في شرق البلاد قرب الحدود مع سوريا قبل نحو عشرة أيام، وفق ما أفادت امس الثلاثاء مصادر أمنية وعسكرية "فرانس برس". وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن "مخابرات الجيش اللب
اعتقل الجيش اللبناني إحدى زوجات زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي ونجلهما في شرق البلاد قرب الحدود مع سوريا قبل نحو عشرة أيام، وفق ما أفادت امس الثلاثاء مصادر أمنية وعسكرية "فرانس برس".
وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن "مخابرات الجيش اللبناني تمكّنت من اعتقال احدى زوجاته (البغدادي) عندما كانت تتنقل برفقة نجلهما قرب بلدة عرسال" عند الحدود اللبنانية السورية، مضيفاً أن عملية الاعتقال جرت "قبل نحو عشرة أيام".
وأشار إلى أن "السلطات تكتّمت على عملية الاعتقال لإفساح المجال أمام اتخاذ الإجراءات الأمنية الاستباقية المناسبة".
وأكد مصدر عسكري عملية الاعتقال، مشيراً إلى أن المرأة المعتقلة "شابة تحمل الجنسية السورية، وعمر ابنها بين ثماني وتسع سنوات".وقال المختص بشؤون الإرهاب، ساجان غول، إنه بحال التأكد من صحة تلك المعلومات فستؤشر العملية إلى تحول كبير في طريقة فهم عمل داعش، إذ لم يسبق اعتقال شخص وثيق الصلة بالبغدادي إلى هذا الحد، ولكنه طرح العديد من التساؤلات حول سبب توجه العائلة إلى لبنان قائلا: "هل افترق البغدادي عنهما أم أنه قرر التخلي عنهما؟ هل كانا بطريقهما للفرار منه؟ هذه أمور بحاجة لأجوبة."
ولا يعرف المحللون الكثير من المعلومات حول البغدادي، رغم التأثير الكبير الذي يمارسه على الأحداث بالشرق الأوسط منذ سيطرة تنظيمه على مساحات واسعة من سوريا والعراق وبدء الحملة الدولية ضده، وقد رجحت تقارير صدرت مؤخرا إمكانية تعرضه لإصابة جراء غارة بشمال العراق، قبل أن يعود في تسجيل صوتي منسوب إليه.
والبغدادي من مواليد مدينة سامراء العراقية، وهو في مطلع العقد الرابع من عمره، وسبق أن اعتقله الجيش الأمريكي خلال معارك الفلوجة عام 2004
ويعتبر أبو بكر البغدادي الذي نصّب نفسه "خليفة" ويفرض سطوته على مناطق تمتد بين العراق وسوريا، رجل ظل نادر الظهور، وتحوّل خلال أشهر إلى أحد أخطر المطلوبين في العالم.ويشن الأمن اللبناني حملة على المتعاطفين مع "الدولة الإسلامية" في لبنان وأصبحت أجهزة المخابرات أشد يقظة عند المعابر الحدودية.
واعتقلت السلطات خلال الأشهر القليلة الماضية عدداً من الأشخاص الذين يشتبه بأنهم من مقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين يشنّون هجمات لتعزيز نفوذ التنظيم المتشدّد في لبنان الدولة المجاورة لسورية. ولعرسال حدود طويلة مع منطقة القلمون السورية. وهي شهدت معارك عنيفة في مطلع آب (أغسطس) بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سورية ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة استمرت خمسة ايام وتسببت بمقتل عشرين جندياً و16 مدنياً وعشرات المسلحين.
وانتهت هذه المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال إلى الجرود وإلى سوريا، إلاّ أنهم خطفوا معهم عدداً من العسكريين و من عناصر قوى الأمن الداخلي، ولا يزالون يحتجزون 27 منهم.