قيل في الامثال شرُّ البلية ما يضحك، وفي بلادنا كل يوم "بلية"موجعة، لا تسر ولا تفرح، ولا تثير سوى الشجون، من يستمع الى الاخبار ويطالع تصريحات السادة المسؤولين سيجدها مليئة بالالغاز والاحاجي، لكنها في النهاية تحذر من البلية:"قال قائد"عمليات بغداد للصحافة"، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، إنّ تزايد عمليات الخطف في العاصمة أخطر من العمليات الإرهابية"وما الحل يا سيادة الفريق؟ والاجهزة الامنية: انها لا تعرف من وراء هذه العمليات! ربما ضعاف نفوس كما اخبرنا سيادة الفريق وربما....؟ هذه بلاد لا يعرف مسؤوليها سوى التصريحات، وعلى الناس ان تتقي شر البلية.
لعل افضل طريق لقراءة"بلوانا" ان نعود ثانية وثالثة ورابعة الى تجارب الشعوب، وما تفرضه هذه التجارب من المقارنات، وما تمنحه لأصحابها من أحقيّة في الشهادة على الوقائع، وكلما حدث حادث ذو طبيعة مشابهة، يعود الكاتب إلى الاخبار يتفحصها ليجد اننا بحاجة الى درس من برلين حيث خرج عشرات الالاف ينددون باستهداف الايزيديين في العراق، فيما اخرجت مدينة مثل لاهاي اكثر من تظاهرة تتضامن مع مسيحيي الموصل، لا تسخر فبغداد لم تستطع ان تخرج تظاهرة واحدة بمئة شخص تندد بعمليات الخطف والتهجير والقتل على الهوية!.. ولا تنسى جنابك ان احزابنا الموقرة تتظاهر وتندد وتتوعد داخل قبة البرلمان فقط.. فنحن مع قانون الغاب لا قانون الحياة، نتظاهر دعما للبحرين ومؤازرة للحوثيين
وننظيم تظاهرات كتلك التي وعدتنا بها النائبة سوزان السعد ذات يوم لنصرة أشقائنا في الكويت الذين يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من نقص الخدمات.
ولأننا في بلاد"البلية فيها شر لا يضحك"فقد اغلقنا اسماعنا وابصارنا عن جرائم كثيرة حصلت بحق مواطنين ، برياء، من منكم يتذكر اليوم ماجرى قبل عام في الحويجة.. هل تمت محاسبة المسؤولين عن الجريمة.؟
لا يمرّ يوم إلا ونسمع عن خطف وقتل مواطنين، وفي كل جريمة نسمع أن الاجهزة الامنية تجري تحقيقات، ولم نسمع شيئا عن نتائج تلك التحقيقات، في كل يوم تنتهك حريات الناس، في كل يوم يتأكد لنا أننا نعيش في غابة لا يحكمها إلا قانون الأقوياء.
في قصص الخطف هناك طرف يريد من الناس أن يخافوا بأي طريقة.. ان تعيشوا في أغلال الخوف.. يريدون مواطنا خائفا بامتياز لا يسأل عن عدد القتلى.. مواطن يخاف من جاره لأنه لا ينتمي إلى طائفته..الخائفون يسهل تدجينهم، ويسهل ملء عقولهم بسيناريوهات المؤامرات التي لم نجد لها دليلاً واحداً حتى هذه اللحظة، يسهل إقناعهم بالخطر الذي يتهددهم في الدنيا والآخرة.
لا يمكنك أن تعرف في بلاد البلايا من هي المليشيات التي تخطف الناس، ومن هي العصابات التي تتحدث عنها وزارة الداخلية ، ولا ان تقول لماذا، ولا ان تنطق بكلمة إلى متى.. في أميركا بلاد الكفار ينسحب وزير الدفاع من الحكومة والاضواء، عندما يكتشف أنه فشل في مواجهة ما يجري. في بغداد يفوز مسؤول امني بمنصب جديد بعد 8 اعوام من الفشل والاخفاقات والبيانات الكاذبة. لذلك أنا لا أعلق أهمية كبرى على بيانات تقول ان الاجهزة الامنية القت القبض على عصابة متخصصة بالخطف والقتل في بغداد ، وأفضل انتظار الأخبار العاجلة من عينة اعفاء عدد من قيادات وزارة الداخلية ، فبمثل هذه الأخبار العاجلة فقط يستطيع حيدر العبادي ان يفتح طرقا للناس ، لا تؤدي لا الى الموت ولا الى المزيد من "البلايا".
البحث عن خبر عاجل
[post-views]
نشر في: 2 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 5
ابو سجاد
الكل يعرف جيدا من يخطف ومن يقتل الاحزاب جميعا وبدون استثناء وانا شخصيا متيقنا من هذا بمعنى ان رؤساء الكتل جميعا هم المعنيين بذلك وبتوجيه مباشر منهم ولاخلاص لنا الا بالقضاء على هؤلاء الرؤساء ولكن السؤال من هو الذي يستطيع ان يقف بوجه هؤلاء رؤساء العصابات لا
ام رشا
أيها الكاتب الشجاع أيها المثقف النزيه أيها الإنسان الواعي ثق انهم يعرفونهم حق المعرفة لكنهم صنفان الأول يدعمهم وهو جزءا منهم والآخر يعرفهم ويخاف التبليغ عنهم ..واعود وأقول الذي أوصلنا لما نحن فيه هي المحاصصة الطائفية ولا سبيل إلى التخلص منها الا بتعديل ال
ابو اثير
سيدي الكريم أن من يقوم بعمليات الخطف والأبتزاز هم معروفين ومشخصين من المواطنين الذين لا حول ولا قوة لهم وأكيد أنهم مشخصين ومعروفين للجهات ألأمنية ولكن السؤال ألآن ...؟؟؟ هل تستطيع الجهات ألأمنية من ألقاء القبض عليهم وسوقهم الى العدالة ؟؟؟ الجواب لا تستطيع
داخل السومري
والله زين كون الاحوة المعلقين على المقال يعرفون من هو وراء الخطف والاغتيال،اما انا شخصيا لا اعرف ان كان هناك حكومه مثل حكومات العالم،تسعى للحفاظ على االناس الذين هم في عهدتها وتحارب الارهاب الذي يعصف بأمن المواطنين وان تتجنب تقبيل احذية اعراب الجزيره وتتو
العراق
والله يا أخي شلون تظاهر بغداد ضد الخطف وهي تخاف من التفجيرات والخطف. والتظاهرات بالعالم ببلدان مستقرة احنا انريد العالم يظاهر من اجلنا. والتظاهرات التي تطلع لدول الجوار هي بأيعاز من أحزاب معينة.