TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الزوراء محنة كل عام

الزوراء محنة كل عام

نشر في: 3 ديسمبر, 2014: 09:01 م

نتأسف بمرارة لما تتعرض اليه الاندية الجماهيرية الكبيرة الشرطة والزوراء والقوة والجوية والطلبة من انتكاسات على صعيد الإدارة والفريق سواء هذا الموسم أم في المواسم الماضية بصورة تتباين بين نادٍ وآخر لكنها تتشابه من حيث حدّة الاستياء وارتفاع سقف المطالبة الجماهيرية بحلّ الإدارة هذه أو إعفاء الملاك التدريبي ذاك حرصاً منها على فرقها ورغبة في بلوغها مناص التفوق والاستقرار لتتواصل في تاريخها العتيد مع الالقاب والنجوم.
وأكاد أجزم أن الحراك الجماهيري الفاعل باتجاه إدارة نادي الزوراء لم يكن بسبب خسارة منطقية للفريق أمام ندٍّ شرس كالقوة الجوية برباعية نظيفة تهز كبار الاندية العالمية وليس الزوراء وحده ، بل لنقل الصراحة هي تقليعة مشجعين متعصبين "ايجابياً" يحبون فريقهم أكثر من الادارة نفسها لكنهم أظهروا مغالاة في انتقاداتهم الجارحة لرئيس النادي فلاح حسن وبقية اعضاء الادارة الذين لم يقفزوا من النوافذ في ليلة وضحاها، هم شخصيات رياضية معروفة اجتهدت في حياتها واستحصلت ثقة الهيئة العامة في مرحلة ربما لن تتكرر بعد 6 اشهرعلى موعد الانتخابات المقبلة، فلِمَ التسقيط والتشهير والتخوين وتوزيع الاتهامات ضد اعضاء بعينهم بلا أدلة ؟
واقع الزوراء لم يتغير فيه شيء وواهم من يعتقد ان تغيير الادارة سيحوّله معقلاً للثراء واستقطاب النجوم المحترفين بصفقات خيالية، فمذ تسنم نجمه السابق احمد راضي مسؤوليته عام 2003 وبرغم وجود عدد من رجال الاعمال المحبين لراضي والداعمين له لم يتمكن من انقاذ ما يمكن انقاذه وبلغ الصبر لديه حداً لا يطاق انفجر بعده بتصريح شهير" ساغلق ابواب النادي هرباً من الفاقة " ولم يسعفه بيع قطعة الأرض العائدة للنادي في مدينة النجف ورَفعَ راية الاستسلام طواعية، وهكذا ظلت أزمة الزوراء قائمة أمام انظار الجهة الرسمية الراعية له (وزارة النقل) حتى غدت محنته مكررة كل عام ، تواجه خلالها الإدارة سيلاً من الانتقادات وتقف عاجزة عن تهيئة متطلبات انجاح مهمة الفريق قبل مسابقة الدوري الممتاز ودعوة ابرز اللاعبين المحليين والمحترفين لارتداء قميص النوارس.
أما رئيس النادي فلاح حسن الذي يخوض التجربة الاولى في ترأس أحد أهم الاندية في العراق ونجمه الساطع في ثمانينات القرن الماضي فإنه يفتقد الخبرة والجرأة في خوض غمار معركته ضد العجز المالي وليس عيباً في ذلك طالما أن تاريخه المميّز ونزاهة سلوكه يتقدمان على كثير من مقوّمات عِلم الادارة الذي يُكتسَب فنه بالممارسة والتعاون مع بقية الاعضاء ، ومن دون شك إن حسن يقدّر جيداً مشاعر ابناء النادي السابقين ويتفهم اسرار حزنهم عليه وكان لابد من جمعهم في لقاء ودي أو الاحتفاء بهم وتكريمهم في احدى المناسبات لا أن ينتقي عبارات من هشام محمد وأخرى من أحمد عبدالجبار ويرد عليها (وحدة بوحدة) في وسائل الاعلام ، وفي الوقت نفسه كيف تسمح ادارات الاندية للاعبيها ان يتحدثوا بشؤون اندية اخرى عبر الصحافة والتلفاز، أهكذا نروم انشاء منظومة احترافية تستشري فيها آفة القيل والقال بين مدربي ولاعبي الاندية؟ أثني هنا على موقف رئيس نادي الكرخ شرار حيدر أثناء اتصالنا به أمس لرفضه القاطع التدخل في قضية الزوراء وغيرها إحتراماً لخصوصية كل نادٍ، ووعده بايقاع عقوبات مشددة على المخالفين، مؤكداً عدم علمه بتصريح أحد لاعبي الفريق عبر احدى القنوات الفضائية بشأن ذلك.
وثمة أمر لابد من التوقف عنده، إن قرار تغيير ادارات الاندية ليس بيد الجمهور أو من يقف وراءه في بعض الأزمات، هذه مسألة منبوذة في الاندية العربية وليس لها مثيل سوى في دورينا ، لا يمكن استمرار هذا الفلتان في سلوك بعض المشجعين المنفعلين الذين ينالون اهتماماً وافراً من كاميرات القنوات المحلية والعربية كل يوم وتعدهم صيداً مثيراً لبرامجها لفضح شجون الرياضة وضرب تطلعات القائمين عليها بالصميم وليس لايجاد الحلول التي غابت طوال هذه السنين ولم ترَ النور أبداً بسبب عدم وجود قانون خاص بوزارة الشباب والرياضة يتيح للاندية التحرر من قيود الانتماء، واطلاق الاستثمار بصورة مستقلة (منشآت وأموال ومجالس إدارة) ليتملكها رجال الاعمال فأغلب الاندية المشاركة في الدوري الممتاز عائدة لمؤسسات الدولة ويشكل ذلك عبئاً على الميزانية الخاصة بكل وزارة ، واذا ما استمر غليان الشارع الرياضي عقب كل خسارة ثقيلة لأحد الاندية الجماهيرية تطالب بحل الإدارة فستدخل كرتنا كتاب غينيس سنوياً!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram