جميع التقارير الدولية تؤكد أن عام 2014 الذي سينقضي بعد أيام، هو الأكثر قتلاً وتشريداً ودماءً في العراق.. حروب المدن وضياع الموصل والسيطرة على تكريت وفقدان السيطرة على ثلاثة أرباع الأنبار. وسيحسب لنا المتابعون والمتخصصون حتى لحظة كتابة هذا المقال مجموع القتلى، اما آلاف المشردين والمهجّرين والهائمين في دروب الغربة، فهم مجرد أصفار تذكرنا ببطل مسرحية " الآلة الحاسبة" لإلمر رايس
معروف أن مسرحية السيد رايس فضحت العصر الذي حول الانسان الى مجرد رقم، عدد القتلى ارقام بلا اسماء، عدد المشردين بالملايين، لا احد يتذكر اسمائهم، الذين يختطفون في الشوارع ارقام في سجلات وزارة الداخلية.
مجتمع ظالم يلغي، أسماء الناس، ليعطيهم بدلاً منها أرقاماً تعلو أو تنخفض قيمتها تبعاً لأهمية مكانة صاحب الرقم في القهر الاجتماعي. وهكذا، إذ نعرف أن"بطل"المسرحية يسمى"صفر"سندرك بسرعة ان مكانته في أسفل السافلين.
اتذكر المستر " زيرو " اليوم، وأنا أشاهد كيف يعيش ساسة هذا الوطن بلا ضمير، يحيلون ملايين المشردين إلى مؤتمرات، من واشنطن الى طهران ومن انقرة الى بروكسل.
ثمة نكهة ساخرة ومريرة، منذ أن أعلن نوري المالكي في لحظة نشوة " أننا لن نعطيها " التي انتهت إلى تشكيل نظام حكم عرف للتبسيط، بدولة القانون، الكلمتين اللتين تم استخدامهما لتبرير محو جميع أشكال التنمية والرفاهية ودولة المؤسسات.
في دولة القانون فقط، تقرأ هذا الخبر المثير على الصفحة الأولى، هو ليس مجرّد خبر عادي، لكنه يصلح عنوانا للمرحلة التي عشنا فيها أحداث مسرحية الضحك على القانون، فقد كشف مصدر في أمانة بغداد عن تحويل معظم الحدائق العامة في بغداد لـصالح الفريق الأول الركن عبود كنبر والفريق الأول الركن علي غيدان. وقال المصدر لصحيفة المشرق إن تحويل هذه الحدائق لصالح قنبر وغيدان وجعلها قطع أراض جاء بموافقة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في عهده، بالتنسيق مع أمين بغداد نعيم عبعوب. وأضاف المصدر إن هذه الحدائق تقع في مناطق عديدة، منها الكاظمية والطوبجي والدورة واللطيفية وشارع فلسطين والكرادة، فضلاً عن مساحات كبرى في مناطق نائية من أطراف العاصمة ".
تختفي أرقام القتل والتشريد والخطف في دولة القانون أمام أرقام الفساد ونهب المال العام، انها طبيعة اهل القانون، في كل عام لابد ان نحصل على المراكز الاولى في سجل الخراب، المهم ان لانتجاوز الصومال ولا نبخس حق السودان بالصدارة، ولانتعدى على منجزات الرفاق في كوريا الشمالية.
إذن.. أنتم يامن تبحثون في سجلات قادتنا الأشاوس لا تفرحوا، لأن السيد كنبر وغيدان ومن معهما لم يحاسبوا ولن يحاسبوا، وأما الجندي العراقي الذي تُرك وحده يواجه مصيره، فهذه ضمن ستراتيجيات الحروب التي لا يعرف سرّها إلا السادة متعهّدو حدائق بغداد.
عندما تكون هناك قضايا كبرى مثل معركة الامتيازات والمناصب والرحلات المكوكية " لفخامته " لا يعود هناك مكان للقضايا التافهة، مثل أوضاع المهجّرين وتدمير الاقتصاد، وزرع اليأس في نفوس الناس وتفريغ البلاد من الكفاءات وتحويل الوطن إلى حدائق توزّع على السيد كنبر وعلى أخيه غيدان وأولادهما وأبناء عمومتهما وكلّ من وضع مصير العراقيين في يدي دولة القانون، وذهب إلى النوم يحلم بتحويل هذه البلاد إلى مخيّم كبير للنازحين!
آه يا سيد "كنبر"
[post-views]
نشر في: 3 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
abbas mir ali
تحيه الئ الاستاد علي حسين اما بعد علئ ذكر حجي عبعوب هذا احد القربين من حجي وما اكثر حجاج هذه الايام الذين ينهبون مال العام بدون واعز او ضمير اين مليارات صرفت علئ بغداد وعند اول فصل من كل شتاء تغرق بغدا وحجي عبعوب يتباهئ بسبحته وعطوره الفرنسيه علئ شاشات ال
د عادل على
كلما جاءت امة لعنت امه قبلها---بعد 14 تموز 1958 بدا كل العراقيين بسب النظام الملكى واستبداده ودكتاتوريته وعمالته ورجعيته وسجونه وعدم عروبيته والخ لنمسح ال اربع سنين حكم كريم قاسم من الوجود على الورق ونتصور ان البعث حكم ----لنفرض ان البعث لم يحكم من 19