يحتل بابا نويل مكانة خاصة في احتفال عيد الميلاد في العالم الغربي. لكن ما هي جذور هذه التقاليد؟ تعود بنا القصة إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي، حيث عاش في مدينة ميرا (مدينة دمره على ساحل المتوسط في تركيا اليوم) أسقف يدعى نيكولاوس،
يحتل بابا نويل مكانة خاصة في احتفال عيد الميلاد في العالم الغربي. لكن ما هي جذور هذه التقاليد؟ تعود بنا القصة إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي، حيث عاش في مدينة ميرا (مدينة دمره على ساحل المتوسط في تركيا اليوم) أسقف يدعى نيكولاوس، نسبت إليه الكرامات والعجائب ورسم قديساً في ما بعد. اشتهر بأنه كان يقوم في السر بدس هدايا أو نقود في أحذية الناس الذين يضعوها له خارج غرفهم. بالطبع يصعب تخيل هذه العملية لعدة أسباب، أولها أن الفقراء لم يمتلكوا الأحذية أصلاً، وإن امتلكوا شيئاً فقد يكون أشبه بالصندل أو النعل. وقد يعود هذا التقليد إلى عصور متأخرة في مناطق أوروبا الشمالية، حيث لا غنى عن الجزمات المصنوعة من الجلد أو الفراء لاتقاء برد وثلوج هذه المناطق.
توفي هذا الأسقف يوم 6 كانون الأول سنة 343 ميلادية، فأصبح هذا اليوم يعرف بيوم القديس نيكولاوس، وهو في اللغات الأوروبية سنت نيكولا وسنت ميكولا – ميكلوش وميكولاش باللغات السلافية وفي المجرية – وفي الهولندية حرّف اسمه إلى سنتركلاس، وهي الكلمة التي اشتق منها الاسم سانتا كلوز في الإنكليزية، أما في شمال أوروبا، تستعمل أسماء تومته ونيسه وتونتو التي يعود أصلها إلى الميثولوجيا النوردية (الإسكندنافية). واسم نويل جاء من اللغة الفرنسية، حيث اشتقت الكلمة من اللاتينية وتعني ميلاد (المسيح). يبدو أن التقاليد الفولكلورية الشعبية المتعلقة به تعود لقرون خلت. ففي هذا اليوم، وعلى الخصوص في وسط أوروبا، يحصل الأطفال على هدايا ونقود وحلوى توضع لهم في جزماتهم، إن كانوا مطيعين ورضي عنهم أهلهم خلال العام، أو يحصلون على حزمة صغيرة من أغصان أشجار الصفصاف كناية عن السوط إن كان أهلهم غير راضين عنهم. وهذه السياط يحصلون عليها من مساعد القديس نيقولاوس المسمى كرامبوس، وهو كائن أسود بذنب طويل كما تتصوره العقلية الشعبية.
ومثل كل التقاليد الشعبية يرافق هذه الشعائر الغناء والموسيقى، فيتوارث الناس الأغاني الشعبية المخصصة لهذه المناسبات، ومنها كثير من أغاني عيد الميلاد التي تتكرر بشكل متواصل خلال شهر كانون الأول. ويعود عدد من هذه الأغاني إلى القرون الوسطى أو العصور التالية، وهي في طبيعتها ووظيفتها مشابهة لأغاني الماجينا عندنا.