تُعرض الآن الأعمال الكاملة للفنان الهندي المعروف رامشوار بروتا ليشاهدها الجمهور في معرض استعادي أقيم في متحف كيران نادار للفن بالعاصمة الهندية نيودلهي. و قد بدأ المعرض يوم 14 تشرين الثاني و ينتهي يوم 30 كانون الأول تحت عنوان " رؤى الداخل : استنطاق ال
تُعرض الآن الأعمال الكاملة للفنان الهندي المعروف رامشوار بروتا ليشاهدها الجمهور في معرض استعادي أقيم في متحف كيران نادار للفن بالعاصمة الهندية نيودلهي. و قد بدأ المعرض يوم 14 تشرين الثاني و ينتهي يوم 30 كانون الأول تحت عنوان " رؤى الداخل : استنطاق الجسد الذكري ". و يتضمن ما أنتجه الفنان خلال الفترة 1963 ــ 2013 من عطائه الفني، وبذلك فإن الأعمال المعروضة تغطي أكثر من خمسة عقود من مسيرة بروتا الفنية.
و قد صرح الفنان في تعليق له على معرضه الاستعادي قائلاً : " " لقد جعلتني إقامة المعرض أعتقد بأن مقدار الجهد و الالتزام تجاه تنظيم معرض استعادي، بمثل هذه الأعمال الضخمة المعروضة معاً ، تمرين لا يُصدَّق و لا يمكن أن يقوم به إلا متحف خاص، و قد أثبت متحف كيران نادار مرة أخرى ذلك من خلال معرضي الاستعادي هذا. و هي مناسبة يمكن للناس بها مشاهدة هذه الأعمال بكاملها. إذ أنهم شاهدوها فقط في المعارض القليلة التي أقمتها على مدى الخمسين سنة الماضية. "و تتضمن المعروضات اللافتة للانتباه في المعرض أعمالاً من سلاسل متنوعة ، منها سلسلة الإنسان و سلسلة المسخ. و يصور الفنان في الأولى نموذجاً أولياً لإنسان عالمي، إنسان قاوم مخاوف و تحديات متنوعة طرحها الزمن. و إذ يرتدي هذا الإنسان صدرية في الغالب، فإن عراءه مكشوف للمشاهد، لكن ما هو أكثر قهراً هو وحدته و هشاشته. أما سلسلة المسخ، فتنقل المشاهد إلى داخل منظر طبيعي بدائي حيث السطح مكون من طبقات من اللحم و العروق، وفي أحيان أخرى، يهيمن على الصورة بناء قضيبي من حجر عمودي. و قد غيّر بروتا مرةً أخرى البناء الشكلي لتكويناته الفنية. فنجد الفراغ الكوني المعتم الذي نواجهه في اللوحات السابقة قد حلت محله خلفية بيضاء بدائية تعزز أبدية الأشياء المرسومة أكثر. و جدير بالذكر أن المسيرة الفنية لبروتا، المولود في عام 1941 في دلهي، التي تغطي ستة عقود من الزمن حتى الآن، شهدت نشوء الكثير من السلاسل الروائية و إبداع قدرٍ ملهم هائل من النتاج الفني. فما أن أكمل بروتا تخرجه من كلية الفن عام 1954 حتى بدأ مهنته كرسام صور أكاديمي لكنه سرعان ما أدرك أنه منجذب إلى لغة أكثر تفكيراً. و كانت أعماله الأولية مغتنية بالخيال الرمزي، و هي تحكي الثوران الاجتماعي ــ الاقتصادي الذي كانت تمر به البلاد في الستينيات، و الذي أشّر كذلك إلى نهاية اشتراكية نهرو لما بعد الاستقلال.
عن/ The Hindu