وقال عضو الفريق البحثي، فيصل عبد الله صالح، في حديث إلى (المدى برس)، إن "البحث تضمن أخذ 27 عينة ماء من مدينة حلبجة، وأخرى من منطقة أحمد آوا القريبة، فضلاً عن 13 عينة من دور المواطنين، خلال شباط وآذار من العام 2013 المنصرم للتأكد من صلاحيتها للشرب"، عازياً ذلك إلى "تعرض منطقة حلبجة للقصف الكيماوي من قبل النظام السابق ما يتطلب إجراء تحاليل وفحوصات مستمرة للاطمئنان على سلامة بيئتها من مختلف أنواع التلوث والمواد الخطرة التي تؤثر في الصحة العامة". وأضاف صالح، أن "العينات أخضعت لمختلف التحليلات الكيميائية والبايولوجية والفيزيائية اللازمة في مختبرات قسم التحليلات المرضية، بالمعهد التقني في حلبجة، والمختبر المركزي في مقر رئاسة جامعة السليمانية التقنية"، مشيراً إلى أن تلك "التحليلات تضمنت تحديد ما تحتويه تلك المياه من مواد صلبة وكاربونية وقلوية وأملاح وعناصر كيميائية مختلفة كالكالسيوم والألمنيوم والبورون والنحاس والكلورايد فضلاً عن تحديد درجة حرارتها موصوليتها ولزوجتها... إلخ". 

وأكد عضو الفريق البحثي من جامعة السليمانية التقنية، أن "نتائج التحليلات أظهرت مطابقة مياه منطقة حلبجة بنحو عام للمعايير والمحددات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية WHO لمياه الشرب"، مبيناً أن "التحليلات أظهرت أيضاً أن مياه حلبجة تعاني من ارتفاع العسرة برغم أن نسبتها ضمن الحدود العليا المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية بواقع يتراوح بين 203 إلى 323 ملغم لكل لتر، ما يتطلب العمل على خفضها لأنها كلما كانت أقل تكون نوعية المياه أفضل". 

من جانبه قال العضو الآخر بالفريق البحثي، عطا عمر قاسم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفريق وضع حزمة مقترحات لتحسين المياه والبيئة عموماً في حلبجة"، مبيناً أن من بينها "إقامة مشروع لتصفية الماء في المنطقة، وإقامة مختبر متطور لرصد أي تلوث هناك، والإسراع بإكمال مشروع معالجة المياه المستعملة". 

ودعا قاسم، إلى ضرورة "التوسع في إجراء البحوث البيئية في منطقة حلبجة بالتعاون مع مختلف المؤسسات والمراكز العلمية والأكاديمية المحلية والعالمية، لرصد ومتابعة وضع الهواء والمياه والتربة والمواد الغذائية هنالك"، عاداً أن ذلك "ينطوي على أهمية كبيرة لخصوصية المنطقة وما تعرضت له من كارثة بيئية وإنسانية هزت الضمير العالمي". 

يذكر أن الفريق البحث الذي أنجز البحث الموسوم (تقويم نوعية مياه الشرب في مدينة حلبجة)، ضم كلاً من الباحثين ناصح قره داغي، دكتوراه وبائيات من جامعة نوتنكهام البريطانية، محمد بابكر مينا، دكتوراه أحياء مجهرية طبية ومناعة سريرية، من جامعة تورفيركات الإيطالية، فيصل عبد الله صالح، ماجستير كيمياء حياتية من جامعة بونا الهندية، عطا عمر قاسم، ماجستير صحة عامة من جامعة بانكر البريطانية، وطارق عبد الله حمة أمين، ماجستير بيئة من جامعة بهاراتي الهندية. وكان النظام السابق قد قصف مدينة حلبجة، (80 كم جنوب شرقي السليمانية)، بالأسلحة الكيماوية في (الـ16 من آذار 1988)، خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988)، ما أدى إلى وقوع قرابة خمسة آلاف قتيل فضلاً عن عشرات الآلاف من المصابين بحروق وأمراض خطيرة ما يزال الكثيرون منهم يعانون منها حتى الآن.