TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > احچيها بصراحة يا حيدر العبادي 

احچيها بصراحة يا حيدر العبادي 

نشر في: 5 ديسمبر, 2014: 09:01 م

لحد اللحظة لم نسمع من العبادي تصريحا ضحك به علينا كما تعودنا مع الذين من قبله. وان كان في الضحك عافية وعلاج كما يقولون، لكن الحاكم الذي يضحك على الناس سيصنع وطنا يبكي وشعبا ينحب. لو جمعنا الدموع التي سكبها العراقيون بسبب ضحك صدام، ومن بعده المالكي علينا، لملأت قناة الجيش من المنبع الى المصب عشرات المرات. ولا أظن أني سأبالغ لو قلت بأن دماء العراقيين التي سُفكت بفعل ضحكهما، أيضا، لا تقل عن حجم تلك الدموع وشدة تدفقها.
أخطر أنواع الضحك على الناس وأشدها بلاء هي تلك التي تخفي عنهم الحقائق وتخبرهم عن أعداء دون الكشف عن هويتهم. لا تنسوا ان ضياع الموصل ما بين طرفة عين وانتباهتها أرجع سببه القائد "الهمام" الى جمع من الخونة. من هم هؤلاء الخونة؟ تعيشون فلحد الآن لم يقل لنا اسما واحدا ولم يقل لنا لماذا لم يكشف عن اسمائهم.
وجاء العبادي ليضع مجيئه حدا لمسيرة الضياع والخراب والدمار الأسود. قلوبنا المنكوبة وان دغدغها شيء من الأمل لكنها ما زالت تخاف. تخاف لأن العراقي بعد الذي رآه من حقه ان يشك حتى بضوء القمر فقد يكون هو الآخر مغشوشا او "فضائيا". ولا يزيح الخوف عن قلب شعب صار ضحية للضحك عقودا، غير الصراحة والمكاشفة واحترام عقله أولا. لا شك في قول العبادي ان "هناك محاولات من قبل بعض الأطراف تهدف للتأثير على علاقة العراق مع دول الجوار والدفع باتجاه تقليل الدعم الدولي لنا". لكن السؤال: من يا ترى هي تلك الأطراف؟ ان ما يفعله هؤلاء جريمة أخرى بحق هذا الشعب المجروح. وعدم الكشف عن المجرمين يصب بمصلحتهم ويزيد من سفك دم الأبرياء. من يخفي الحقيقة عن شعب صار دمه برخص الماء وضاع منه ثلث وطنه بين عشية وضحاها، اما ان يخاف من المجرم او يستحي منه او يداريه أو انه يضحك على الناس كما فعل الذين من قبله.
احچيها بصراحة يبو كرار، فو الذي نفسك وأنفسنا بيده قد مللنا من التلغمط والتطمطم. وليشهد عهدك صيحة: ان لا حقيقة مهما كانت محرجة او مرة الا ويكون هذا الشعب المظلوم اول من يطلع عليها. وتذكر، أيها المحترم، ان احترام عقل العراقيين لا يقل أهمية عن احترام دمائهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. علي الخالدي

    هل تعرف لماذا لايفصح عن الاسماء المالكي؟؟؟ انه لازال يحلم بالعودة وعودة تلك الاسماء لنصرته مجدداً

  2. رمزي الحيدر

    لا أشك بتوجه العبادي من أجل أخراج العراق من أزمته،ولكن السؤال كيف يستطيع السير الى الامام وألوف ملفات الفساد ، وألوف من الخونة وألوف (من رواد الفضاء ) وألوف من مزوري الشهادات حتى الابتدائية !. ولازلنا نقول العراق يملك أحسن قضاء. كيف يمكنه السير الى الامام

  3. ابو سجاد

    اذا اراد العبادي ان يثبت حسن نيته وانه جاء حقا من اجل بناء وطن عليه ان يكشف لنا من الذي باع الموصل ومن سرق ثروتنا ومن الذي بنى جيشا من الفضائيين ومن الذي مزق النسيج الاجتماعي ومن عزز الطائفية ورعاها وغذاها هل يستطيع اشك في ذلك او اقول من المستحيل ان يستطي

  4. فيصل البياتي

    أنا لا أشك أبدا اذا توفره الإرادة الحقيقية وعلى ما يبدو انه جاد في عمله ووعوده نراها الحقيقة يترتب على العراقين العمل من اجل رسم الطريق الذي يريدون كل العالم يعرف المالكي من باع العراق وابنه سرق العراق بمعونة العراقين لماذا لم يشار له بالبنان حرامية لن يت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram