الفنان سليم البصري شخصية قريبة إلى القلب ، فهو يجمع بين الاصالة والواقعية .. لايتقمص الشخصية بالتمثيل بقدر مايفرضها كحقيقة !! .. وسليم البصري فنان موجود بيننا يحاكينا عن الماضي ويرتبط معه بالحاضر من غير (فجوة) أو افتعال فهو من ذلك يخاطبنا بعمق ووجدانية ..
عرفته الجماهير بشخصيته التلفزيونية (حجي راضي) ولكنها لم تعرفه لاعباً بكرة القدم ولا بطلاً بالملاكمة ولا مصارعاً يحسن الانقضاض بحلبة الصراع .. فاذا أردت ان تسمع المزيد فتعال معنا ننصت بمتعة لحديث الفنان سليم البصري ... • .. يقول على الرغم من نحافة جسمي كنت شغوفاً جدا بممارسة الرياضة وفعالياتها بأنواعها كافة وقد لاقيت كثيراً من المشكلات والمآزق جراء هذا الشغف ..وسأذكر ما علق بذهني منها .. في السابق لم تكن كما في الوقت الحاضر ساحات للعب الكرة بل هناك أراض كما لم تكن لدينا (نحن الصغار) الإمكانات المادية لشراء مستلزمات اللعبة . . لعبت كرة القدم مع أبناء المحلة وكنا نتبارى مع (المحلات) الأخرى وكان معظمنا يلعب حافياً وكانت الكرة كومة قماش متداخلة مع بعضها على شكل كرة ومن ضربة (شوت) قوية اصطدم إصبع قدمي بحجارة (وأطار أظفري) ومن يومها تركت هذه اللعبة كلاعب لكنني بقيت أتابعها كمشاهد.. ولم ينقطع الحب عن ممارسة الرياضة بسبب تركي كرة القدم بل تحولت إلى ملاكم .. وذات يوم تلاكمت مع زميل لي بالمدرسة وكنت في ذلك الوقت في (مدرسة العوينة الابتدائية) .. بالبداية كان اللعب ودياً وبه شيء من المجاملة ولكن عندما وجدت وجهه مكشوفاً سددت إلى فكه مستقيمة قوية تألم منها وإذا به يسدد هو الآخر مقلاعاً جاء على أضلعي شعرت في حينها بشدة اللكمة ومازلت حتى هذه الفترة أتألم أحيناً من موضعها برغم طول السنين .. انقطعت علاقتي بالملاكمة واتجهت إلى السباحة وسكنت في حينها النهر وشريعة سيد سلطان علي وكنا نستمتع بالغطس من تحت (الدوبة) وفي أحد الايام غطست من جانب (الدوب) لأظهر من الجهة المقابلة وكانت المسافة بحدود الستة أمتار .. وإذا بخصلة من شعر رأسي تلتف حول أحد النتوءات البارزة من جسم هذه السفينة وحاولت جهدي أن أتخلص من هذه الكماشة وكاد نفسي ينتهي لو لم أبادر بقطع هذه الخصلة بهزة رأس عنيفة لأنجو من موت أكيد !!.. وهربت من السباحة والتحقت بجفرة المصارعة التي كانت هي الاخرى على شواطىء دجلة .. وبالمصارعة تعرضت لما هو اشد عذاباً حيث جاء أحد الايام غريب لم نعرف له ارتياداً مع الدائميين من صحبنا وكان مفتول العضلات قوي البنية وقف وتحدى جميع المصارعين فلم ينازله احد !! غضبت لموقف زملائي الضعيف فتحديته وكنت لا أملك اي خبرة بالمصارعة وقد اقتربت منه فلم اجد نفسي إلا معلقاً بالهواء وبالتالي أعود إلى الارض وتكررت الحالة وأنا اتحمل على مضض ولكن مشكلتي زادت عندما مسكت إحدى ساقيه فقد جلس على الأرض وأخذ يقلبني بساقيه تارة لليمين وأخرى للشمال وأخيراً ربط أطرافي وأخذ يزحف بي على طول قوس الحفرة .. تمزق ظهري وسالت مني دماء وبقيت أسبوعين من غير حركة !! .. ومرت الأعوام ودخلت كلية الآداب وبقدرة قادر انتخبت رئيساً لجمعية الرياضة بالكلية وكان المشرف الرياضي المرحوم الأستاذ مجيد السامرائي وهذا ببداية تأسيس كلية الآداب .. وفي سباق الكليات بألعاب الساحة والميدان اشتركنا ببعض السباقات ولكن رفض الجميع المشاركة بسباق طفر الموانع فاضطررت لأن أشارك بهذا السباق ظناً مني إنه من السباقات السهلة .. وما أن أطلقت أشارة الانطلاق وإذا بي أتأبط أحد الموانع واشتبكت به وتدحرجت معه عدة مرات وسط ضجيج هائل من الضحك المتواصل من جمهور الحاضرين .. • .. إن هذه المقالب والأحداث أكدت لي أن الرياضة يجب أن تمارس وفق مؤهلات الرياضي وتخصصه بلعبة واحدة يطور من خلالها نفسه ويديم تقدمه بالمران والمثابرة .. وأنا بعد أن تجاوزت بي سني الحياة أصبحت أشاهد برغبة مباريات كرة القدم وخصوصاً الدولية منها عندما يكون منتخبنا أحد الأطراف المتبارية ولا أخفي سراً فأنا أتألم للهزيمة ويسعدني الفوز كثيراً وأفضل من الفوز عندي العرض الجيد الممتاز لفريقنا .. وأود أن أشير في ختام هذا اللقاء الرياضي الى أن متاعبي والمقالب التي تعرضت لها هي لأنني كنت أرغب في تحقيق بطولة من غير رصيد يحميني والبطولة لا تتحقق بمجرد وجود الرغبة والطموح بقدر ما هي تدريب متواصل ونضح سخي وصبر ومتابعة مع الاستعداد الظرفي وتوفر الإمكانات نشر هذا الحديث في مجلة الاذاعة والتلفزيون في العدد 237 في 3 تشرين الأول 1977
الحاج راضي يقول : بكرة القدم طار اظفري وبالملاكمة تمزقت اضلعي وبالمصارعة ذقت الويل
نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 03:50 م