(1)عصا الأعمى.. وأنا الأعمىوهي عصاي، لا أبصرُ نفسي إلا بعصايَولا أصعدُ سفحَ الأيامِ بلاها،لي فيها بعضُ مآربَ وأهشُّ بها على ألمي،بأصابعها أتلمسُ طرقيودروبَ امرأتيوبها أطرقُ بواباتِ العالمِكي يسمعَ أغنيتي الخرساءَوبها - أعني عصايَ - سأفتحُ نافذةَ الوط
(1)
عصا الأعمى
.. وأنا الأعمى
وهي عصاي،
لا أبصرُ نفسي إلا بعصايَ
ولا أصعدُ سفحَ الأيامِ بلاها،
لي فيها بعضُ مآربَ
وأهشُّ بها على ألمي،
بأصابعها أتلمسُ طرقي
ودروبَ امرأتي
وبها أطرقُ بواباتِ العالمِ
كي يسمعَ أغنيتي الخرساءَ
وبها - أعني عصايَ -
سأفتحُ نافذةَ الوطنِ المفضيةَ إلى منفاي،
وبها أتدبر أعشاري وكسوري
وإذا انهدمتْ جراءَ العاصفةِ أناي
سأبني للعالم بيتاً،
.........
.........
الشعرُ عصاي.
(2)
وسيلة اتصال
كيف أضعُ رعشةَ قلبي على الفيسبوك؟
من يسمعُ آخَ جارِنا وهو يدفنُ آخرَ مستقبله؟
ذلك الرصيفُ لا يتذكرُ استراحتَه تحت قدمي
في ظهيرةِ الأمستل بعد بار "شريف وحداد"
الذي غادرَه عبدالكريم قاسم على عجل.
كيف أضعُ لهاثَ القبلةِ في الماسنجر
وأنتِ لا تدركينَ ضرورةَ أن يكونَ للعشقِ صفيرُ العاصفةِ،
وشمُ أمّي ليسَ "تاتو" كما ترجمتها "غوغل"
وأنتِ تقولينَ إن اللغةَ صورةُ أيامنا!
هل تعرفينَ أن الوردةَ التي لا تذبلُ هي وردةُ الكومبيوتر فقط؟
وأنّ لا حبّ يدومُ إلى الأبد؟
أنتِ تخافينَ حتى "Like" تضعينهُ على صفحتي اتقاءَ الفضيحة،
عجبتُ من عاشقٍ يجوعُ ولا يخرجُ على العالمِ شاهراً قبلتَه!
عين. نون
(3)
ألوانُ اللّص
شخصٌ بالوجهِ اللّامعْ
بالبدلةِ زرقاءَ
على ربطةِ عنقٍ خضراءَ
تشدُّ على ياقتهِ الصفراءْ
(يا للذوقُ الرائعْ)
تتوسّطُ جبهتَهُ الشمعيّةَ
تلكَ النُدبةُ من قشرِ الباذنجانِ المحروقِ،
يعدُّ على خرزِ المسبحةِ السوداءِ
كنوزَ السارقِ والمسروقْ.
(4)
شهادة ميّت
.. وضعوني في التابوتْ
فبكيتُ
لأني رأيتُ من الثقبِ المنسيِّ على خشبِ القلبِ،
رأيتُ العالم من حولي
كيف يموت.
(5)
كلّما اتسعتْ بقعةُ النفطِ ضاقَ رغيفُ الوطنْ.