اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من يضبطهم يا رئيس الحكومة؟

من يضبطهم يا رئيس الحكومة؟

نشر في: 6 ديسمبر, 2014: 09:01 م

المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب (أي داعش) الذي انعقد الأسبوع الماضي في العاصمة البلجيكية، بروكسل، بمشاركة ستين دولة منخرطة في الحرب العالمية ضد التنظيم الإرهابي، أبلغه رئيس حكومتنا بان هذه الحكومة بدأت تحمي حقوق الإنسان، مشيراً الى الأمر الذي وقعه قبل أيام وألزم بموجبه القوات الأمنية ووزارة العدل بحماية حقوق الإنسان الخاصة بالمعتقلين.
دعكم من الاعتراف الضمني الذي انطوى عليه خطاب السيد حيدر العبادي أمام المؤتمر بان حقوق المعتقلين الإنسانية لم تكن محمية في السابق، فهذا أمر يعرفه العراقيون جميعاً.. يعرفون ان في عهد الحكومة السابقة والحكومة الأسبق كان المعتقلون يتعرضون لانتهاك سافر لكرامتهم الإنسانية، وهو ما طال أيضاً آلاف الأبرياء الذين كانوا يُعذبون ويُحتجزون فترات طويلة حتى بعد ثبوت براءتهم... يعرف العراقيون هذا لأن الكثير منهم تعرّض له مباشرة في نفسه أو آل بيته أو جرى أمام أعينهم لسكان أحيائهم أو مدنهم أو لموظفي دوائرهم .. ويعرفونه لأن قوات حفظ "النظام" غير المحفوظ وقوات تطبيق "العدالة" غير المطبقة لم تكن تتردد في التعدي على الحريات والحقوق العامة والخاصة أمام الأنظار في وضح النهار... لم تكن تتورع عن فعل ذلك برغم انتهاكه الصارخ لأحكام الدستور، لأنها كانت في أفعالها المشينة ومهماتها القذرة محمية من مكتب القائد العام للقوات المسلحة، بدليل أننا، كتاباً وإعلاميين وناشطين سياسيين ومدنيين، لم نكفّ يوماً عن فضح تلك الممارسات... وما من سميع أو مجيب!
دعكم من هذا، فنحن "ولد اليوم مو ولد البارحة" كما تقول أمهاتنا ويقول آباؤنا وأجدادنا. واليوم فان انتهاك حقوق الإنسان لم يزل غير مقتصر على المعتقلين.. انه موجود في كل زاوية ومنعطف في مدننا وعلى أرصفتها وفي عرض طرقها .. لا أعني مثلاً الفساد المالي والإداري الذي هو انتهاك سافر وصارخ لحقنا في الحياة الكريمة المرفهة من حرّ مالنا العام الذي يستحوذ عليه بكل صلافة شذّاذ الآفاق الذين توفرت لهم كل أسباب الحصانة ووسائل الحماية في عهد الحكومتين السابقتين خصوصاً، فأفرغوا الخزينة من آخر دينار ودولار.. ما أعنيه هو تحديداً تصرفات عناصر الميليشيات في الطريق العامة والسوق العامة.. انهم يتمادون في التصرف على نحو أبعد ما يكون عن الانضباط واللياقة والأخلاق، غير مراعين لحرمة أو كرامة .. يتصرفون بوصفهم دولة فوق الدولة وليس داخلها.. يستهينون بالكبار والصغار سواء بسواء، وهم في الغالب أولاد من النوع "الصايع" بالتعبير المصري.
القوات النظامية يمكن ضبطها ومحاسبتها بالأوامر الديوانية والقرارات الصادرة عن رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والدفاع، لكن مَنْ بوسعه ضبط الميليشياويين وردعهم وتقديمهم الى العدالة وهم يتحركون بنزق واستهتار بسيارات مسلحة مظللة ومن دون أرقام متلفعين برايات لميليشياتهم وأخرى مما لها صلة بالشعائر الحسينية!؟ أما قادتهم فمواكبهم لا تقل شأناً عن مواكب الطواغيت... مَنْ بوسعه أن يضبطهم سواك يا رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. واثق العاني

    ياسيدي هؤلاء الرعاع المنفلتين لا تضبطهم الا القوه. عمل فوري بايقاف اية سياره مضلله او بدون ارقام وحجزها حتى لو كان عائديتها لاعلى شخصيه سياسيه او دينيه في البلد. اجراءات فعليه وبدون تمييز على الارض هو المطلوب. النقطه المهمه هنا ايجاد اشخاص ينفذون هذه القر

  2. احمد العراقي

    السلام عليكم....شكرا من صميم قلبي يااستاذعدنان حسين على هذا المقال....(بردت كلوبنا).. واشد على يد السيد رئيس الوزراء بهذه الخطوات ادعوك للمزيد

  3. ابو سجاد

    لايااخي لايستطيع العبادي ضبط هؤلاء لانهم اصبحوا الركن الاساس في الدولة وسيطرتهم شبه شاملة و هم اليوم يتحكمون في القرار الامني وعلى جميع دوائر الدولة والشارع لهم وليس لقوات الامن شاهدهم عندما يسيرون في الشوارع وكيف تنسحب من امامهم قواتنا الامنية او اداء ال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram