TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صوت "الكَماهير"

صوت "الكَماهير"

نشر في: 6 ديسمبر, 2014: 09:01 م

على طريقة الاشقاء المصريين بلفظ حرف الجيم وتحويله الى كَاف، السجود السكود ، الجماهير الكماهير ، وبالكهود الكبارة ، الجهود الجبارة ، وصل صوت الكماهير الجماهير، الى صاحب القرار ، وفي اطار تطبيق بنود وثيقة الاصلاح السياسي ، اثار رئيس الحكومة حيدر العبادي تساؤلات الشارع العراقي ، حول من سيشمله الاعفاء والاقالة والابعاد من المسؤولين وخاصة في المؤسسة العسكرية، لتكون مهنية بعيدة عن هيمنة ونفوذ الاحزاب ، اما المفسدون فلا سبيل امامهم سوى المثول امام القضاء وبمحاكمات علنية ، لكي يتعرف العراقيون على سراق الكحل من العين ، من عمت عيونهم ان شاء الله بحسب قول سيدة من اهالي الزعفرانية استدانت مبلغ مليون دينار سلمته الى ضابط شركة برتبة عقيد مقابل اخبارها بان نجلها الاصغر موقوف لحين اجراء التحقيق ، تلك السيدة عندما سمعت بقرار مجلس الوزراء ، باطلاق سراح الموقوفين الصادرة بحقهم احكام البراءة ولم يتم الافراج عنهم ، اطلقت الزغاريد ، وطشت الواهلية ، ولكنها اقسمت امام معارفها بانها ستتوجه الى المنطقة الخضراء ، عسى ان يحالفها الحظ لمقابلة العبادي لتطرح امامه تفاصيل معاناة استمرت ثلاث سنوات لم تعرف فيها مصير ابنها ، وبفضل المليون دينار و"الكهود الكبارة" للسيد العقيد، حصلت الام على قميص ابنها كشاهد اثبات على بقائه حيا يرزق، في مركز الاحتجاز وعايش عيشة سعيدة ، يتابع الفضائيات ، ويتناول في فطوره الصمون الحار والقيمر الايراني ، وحصته من الدجاج 200 غرام، ويكلف الدولة مبلغ 20 الف دينار يوميا ثمن وجباته الثلاث.
خطوات اصلاحات العبادي تتطلب دعما من الاطراف المشاركة في الحكومة، ورؤساء الكتل النيابية ، والعملية بحاجة الى قرارات اجرائية، تمرير تشريعات معطلة ، والزام كبار المسؤولين بالدولة بالتحرك على وفق صلاحياتهم ، والمسألة الاهم انهاء ظاهرة تغلغل الاحزاب داخل المؤسسة الامنية ، اما "طمطمة" القضايا والملفات استجابة لمزاعم الحفاظ على العملية السياسية فهي من مظاهر مرحلة سابقة من المعيب على الساسة ممارستها ، ولاسيما انهم اعلنوا احترامهم للقضاء، وحملوا سيوفهم ومكاويرهم للدفاع عن السلطة القضائية حين تكون قرارات المحاكم ضد خصومهم.
في سنوات الفوضى وغياب الدور الرقابي للبرلمان ، وسيطرة الحزب الواحد على السلطة، تحول بعض الساسة الى رجال اعمال ، ومن وزارات الصناعة والكهرباء وغيرهما تضخمت ارصدتهم في الخارج ، وشكلوا شركات تتولى تنفيذ مشاريع ، هي الاخرى وهمية ، ومنها مشروع دار الاوبرا العراقية ، احيل الى شركة تركية ، تركت كرفاناتها في موقع العمل ، وفرت بملايين الدولارات ، ومن الطبيعي جدا حصول الوسيط على نسبته تقديرا "لكهوده الكبارة" في تنشيط الحياة الثقافية العراقية .
في موسم إصلاح ما "خربه الدهر" وللحفاظ على ماء الوجه كما يقال، تقع على السياسيين مسؤولية رصد "من يلعب بذيله" لعرقلة خطوات العبادي الاصلاحية ، لكي ينالوا ثقة واحترام شعبهم ، وقاعدتهم الكماهيرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram