كانت العيون كلها تتطلع إلى رفلين أدوين Reflin Edwin ، الصبية البالغة من العمر 10 سنوات، و التي أنجزت شيئاً لا يستطيع كبار كثيرون إنجازه. فقد صدر لتلميذة الابتدائية هذه أول كتاب لها، " طيور قلقة Restless Birds "، و هو مجموعة قصص قصيرة.و في بداية مؤثرة
كانت العيون كلها تتطلع إلى رفلين أدوين Reflin Edwin ، الصبية البالغة من العمر 10 سنوات، و التي أنجزت شيئاً لا يستطيع كبار كثيرون إنجازه. فقد صدر لتلميذة الابتدائية هذه أول كتاب لها، " طيور قلقة Restless Birds "، و هو مجموعة قصص قصيرة.و في بداية مؤثرة لها قالت، و هي تمسك بكتابها هذا أمام جمهور الحاضرين، إنها تشعر بالسعادة على نحوٍ مذهل. " فأنا أحب أن أقرأ ، و أنا أقرأ كثيراً. كما أنني أستمتع بالكتابة "، قالت رفلين بكل براءة و راحت تشاطر زملاءها و زميلاتها الدرس ــ "فأنت إذا ما تبعت قلبك و وجهت عقلك له، أمكنك أن تحقق أي شيء."
و لا بد أن التلاميذ الذين قدموا من مدارس مختلفة قد وقفوا بالدور ليحضروا الحفل، و كان الضيف الرئيس الدكتورة ثاميزاشي ثانغابانديان من بينهم، و قد تمنيت أن يستمر عدد منهم ليصبحوا مؤلفين و يستمتعوا برؤية أفكارهم في نتاج مطبوع.
و يثير أمر رفلين من الأسئلة فيما يتعلق بعادة القراءة و الكتابة بين أطفال اليوم المتّسمين بالنباهة بقدر ما يثير بشأن الأبوة و الأمومة و النشر. و كما قالت الدكتورة ثاميزاشي، فإن رفلين " كانت تُعطى ذلك الفضاء في بيتها، كما أخمّن. و بالمساندة المستمرة من أبيها و أمها و معلميها، فإن الأمر كان مسألة وقت فقط لتصبح ناجحة".
و تقول أم المؤلفة الصغيرة إنها تشتري لرفلين في العادة كتاباً جديداً كل أسبوع تقريباً فتظل تقرأه حتى منتصف الليل، و علينا أن نوبّخها يومياً لتذهب للنوم مبكراً."
إن الكثير من الآباء و الأمهات الذين يربّون أطفالهم في عهد الوسائل الإعلامية الاجتماعية و مواقع الانترنت الشخصية يودون أيضاً أن يشتروا، وهم يشترون فعلاً، أعداداً كبيرة جداً من الكتب لأطفالهم. لكن ما يحدث أن هذه الكتب تبقى من دون قراءة ليغطيها الغبار على رفوفها. و قد سألتُ رفلين، التي قررت و هي في الرابعة من عمرها أن تقرأ لشكسبير، عن ذلك.
" إن أبي يقرأ الكثير، و هو ما يجعلني على الدوام فضولية لمعرفة ما الذي هناك فيها يغريه بقراءتها. " و في أحد الأيام، طلبت منه " حكاية الشتاء" لشكسبير، و كان أبوها يقرأ الكتاب. فشعر والداها بأنها فرصة لتبدأ الطفلة الدخول في عالم القراءة. و هكذا التمس لها أبوها سلسلة قصص شكسبير للصغار، التي تجعل الشاعر الانكليزي سهل المنال لدى الأطفال.
و كانت رفلين، بميلها إلى الرسم و التلوين آنذاك، تفوز في المسابقات المدرسية و تتعلم كذلك العزف على البيانو، و تتلو أشعار الثيروكورال، و تبرز كبطلة في التزلج. لكن الذي ازداد لديها هو تعطشها لقراءة الكتب. و حين بلغت السادسة من عمرها، كانت قد أنهت قراءة ملحمة المهابهاراتا الكبرى و هي متعلقة الآن بشرلوك هولمز. و هذا بالإضافة لمؤلفين كثيرين تقرأ لهم بين حين و آخر، من ر. ك. نرافان، و رسكين بوند، إلى أنيد بلايتون، و روديارد كيبلِنغ، و هانز كريستيان أندرسون.
و قد حدث أن قامت رفلين قبل عيد ميلادها التاسع بزيارة مكتبة قديمة . و حين رأى صاحبها اهتمام رفلين بالكتب اقترح عليها أن تؤلف كتاباً لها، عن تجربة حياة حقيقية في غابة ميغامالي، و تحوِّل ذلك إلى أول قصة لها و أعطاها كذلك عنوان الكتاب : " طيور قلقة ".
و على مدى فترة ستة أشهر، كانت هناك اثنتا عشرة قصة أخرى حول أمور بسيطة و طيبة في الحياة كانت قد عاشتها هي، شغلت 50 صفحة إضافية. " و قد راقبتُ، و تذكرت، و حلمت, و أنشأتُ كتابي"، تقول رفلين. و عندما دخل أبوها مكتب الناشر نيكولاس فرانسيس، وافق على أن الكتاب فائز.
و يقول نيكولاس " إنه لأمرٌ منعش على الدوام أن تُطلق مؤلفاً صغيراً. و لقد وجدتُ كل قصة من قصصها حيويةً و مفعمة بالخيال ". ثم يضيف " و هي بسردها الحي للاختيار الواسع من الموضوعات، تجعل القارئ يستمر في قراءته ". و أحد الجوانب المهمة من الكتاب أن رفلين الصغيرة قد وفرت أيضاً تخطيطات سليمة بقلم الرصاص مع كل قصة ليلوّنها القراء الصغار.
و يمكن القول إن " طيور قلقة " كتاب صغير لطيف يجتذب القراء بأسلوب و كلمات بسيطين، و مشاعر و شخصيات ذات علاقة بموضوعاتها. و هو مع هذا ليس بالكتاب السليم تماماً في لغته الانكليزية. لكنها أخطاء طفولية يغطي عليها عالم الآمال، و المخاوف، و القلق، و الإيمان، الذي لديها، كما تقول الدكتورة ثاميزاشي، و الذي يُظهر براءة عمر الطفلة و يجعل الكتاب جذّاباً و مقبولاً أكثر. " و هذا هو كيف ينبغي لطفل عادي ذي مواهب إبداعية أن يكتب في هذه السن "، كما تؤكد.
و تقول رفلين الصغيرة بطريقة تتّسم بالنضج، " قد لا يحب الجميع كتابي، لكن ذلك يلهمني أن أكتب حتى بشكل أفضل. و لدي الآن قصتان أخريان تدوران في فكري".
و تعلّق الدكتورة ثاميزاشي على الموضوع قائلةً إن من المهم جداً للآباء و الأمهات أن يدركوا ما يحتاج إليه طفلهم. و لن أقول إن هناك تراجعاً في عادة القراءة بين الأطفال اليوم. فهم في الواقع يتابعون القراءة في الشبكة و غيرها. لكن ما هو أهم نوع الكتب التي يختارونها للقراءة. فما نزود به أبناءنا من معلومات أمر حيوي. و القراءة على الأونلاين أيضاً تكبح الإبداع.
عن: The Hindu