اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > حبيبي لا تقتلني ... اتركني أنا حامل منك

حبيبي لا تقتلني ... اتركني أنا حامل منك

نشر في: 7 ديسمبر, 2014: 09:01 م

عاد الزوج الشاب إلى بيته بخطوات متثاقلة ... نظر إلى جارة الذي كان يستعد للذهاب إلى عمله وألقى عليه تحية الصباح بكلمات متلعثمة أثارت دهشه الجار الذي استفسر منه عما به فأكد له الزوج انه مرهق قليلا ... ثوان قليلة اخرج مفتاح باب داره من جيب الدشداشة وحين

عاد الزوج الشاب إلى بيته بخطوات متثاقلة ... نظر إلى جارة الذي كان يستعد للذهاب إلى عمله وألقى عليه تحية الصباح بكلمات متلعثمة أثارت دهشه الجار الذي استفسر منه عما به فأكد له الزوج انه مرهق قليلا ... ثوان قليلة اخرج مفتاح باب داره من جيب الدشداشة وحين خطا بقدميه للداخل أطلق صرخات مدوية هزت جدران الصباح الباكر والهدوء الذي تنعم به مدينة (الحرية ). تجمع الجيران على صراخ الزوج وسرعان ما امتلأ المكان بأهل الزقاق وأسرة الزوجة التي كانت ترقد بغرفة النوم مصابة بطعنات قاتلة وغارقة وسط دمائها! 

 

ضابط مركز شرطة الحرية  تلقى إخبارا من دورية النجدة بوجود جثة لفتاة مقتولة في دارها فتوجه بصحبة ضابط الأدلة الجنائية إلى البيت بعد إجراء الكشف الابتدائي وجد ان القتيلة مصابة بـ 17 طعنة قاتلة أكثرها في منطقة القلب للزوجة الشابة التي لم يمض على فترة زواجها سوى خمسة اشهر، وتبين من الكشف اختفاء حلي ذهبية كانت موجودة في يدي القتيلة وحلقة الزواج ووجدت ملابس القتيلة مبعثرة داخل غرفة النوم بالإضافة إلى قطع شباك الحمام بآلة حادة ... المعلومات الأولية لضابط التحقيق أفادت بأن الجريمة حدثت بدافع السرقة ... حيث وجدت آثار أقدام في مدخل البيت وانتشار بقع الدماء من شباك الحمّام حتى مكان العثور على الجثة ... بعد نقل الجثة إلى مشرحة الطب العدلي لتشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة بدأ ضابط التحقيق بجمع المعلومات عن الزوج الشاب الذي يعمل قصاباً ويملك مواشي وأغناماً يتاجر ويبيع منها واعتاد على الخروج فجرا من بيته متوجها إلى محله ... وفي بداية حياته الزوجية حدثت خلافات ما بين الزوجين بسبب غيرته الشديدة على زوجته ... وان الزوجة تتمتع بسمعة طيبة بين أهلها، لكنها كانت دائمة التردد على بيت أسرتها مما كان يثير غضب الزوج القصاب ! ضابط التحقيق أراد ان يكشف مرة ثانية على مسرح الجريمة ... وتبين ان هناك حظيرة مواشٍ تابعة للمنزل وتبين وجود آثار لحفر حديث ... قام ضابط التحقيق بحفر الحظيرة لتظهر مفاجأة جديدة في القضية ... الحلي الذهبية وحلقة الزواج الخاصة بالزوجة بالإضافة لسكين ملوث بآثار دماء مدفونه بأرضية الحظيرة !! بدأ الضابط في إعادة مناقشة الزوج ... انهار الزوج أمام الضابط وهو يبكي ويطالب بالعمل معاً لكشف قاتل زوجته التي يحبها كثيرا ! دموع الزوج الخبيثة اعتاد عليها الضابط وازداد شكه في ارتكاب الزوج الجريمة وبدا الحذر في التعامل معه ! كانت البصمات غير واضحة على السكين والحلي الذهبية! ولجأ الضابط لحيله للإيقاع بالزوج ونزع اعترافه بعد التأكد من عدم دخول شخص غريب المنزل وقت الجريمة وتجمع كل المعلومات المادية بان الزوج هو من ارتكب الجريمة ... دخل مدير الشرطة على الزوج أثناء مناقشة ضابط التحقيق له وقال له ان مديرية الأدلة الجنائية أكدت مطابقة البصمات على السكين لبصمات الزوج كما ان القتيلة تركت ورقة صغيرة مدوناً عليها ان قاتلها هو الزوج ... انهار الزوج المتهم سريعا بعد تضييق الخناق عليه أثناء مناقشته واعترف بارتكابه الحادث وانه يندم على ذلك ! أمام قاضي التحقيق وأثناء تدوين أقواله قضائيا ذكر للقاضي بانه كان يحبها وحين تزوجها انشغل قلبه بالغيرة عليها وخصوصا عندما كانت تذهب لأسرتها وتتأخر ... كان الشيطان يوسوس له بانها تلتقي بشاب هناك ... وليلة الحادث ذهبت إلى بيت أهلها وعدت بعد ان جلست مع أصدقائي ولم أجدها بالبيت ... فعندما عادت افتعلت معها مشاجرة وعنفتها ولم تنم حتى الصباح ... كنت أستعد للخروج مبكرا إلى عملي نظرت إلي وأكدت لي بانها زوجة مخلصة وأحضرت لي صحن الإفطار وفاكهة لآكلها قبل خروجي إلى العمل ... لم أدرِ بنفسي امسك بالسكين وطعنتها بقلبها ... تملكني الشيطان وهي تصرخ وانا اكتم صوتها : حبيبي لا تقتلني ... اتركني أنا حامل منك ... كانت كلماتها تقابلها طعنات لا ادري ما القوة التي سيطرت علي في وقتها! وبعد ان سقطت مضرجة بدمائها خلعت حليها الذهبية والحلقة وقطعت حديد شباك الحمام ليبدو الحادث سرقة وأخفيت المسروقات في حفرة في حظيرة المواشي الخاصة بي ... أحيل القاتل بعد أيام إلى المحكمة لينال عقابه العادل على جريمته الشنعاء !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram