اختلف مع العديد من النقاد والمحللين الرياضيين الذين يتأثرون بصدمة الشارع الرياضي من جرّاء هزائم وانتكاسات متتالية لمنتخباتنا بمختلف الألعاب الفردية والجماعية واجد أن شارعنا الرياضي قد اعتاد هذه النتائج ولم يعد يبني أية آمال لنتائج مفرحة برسم ألوان الرياضة العراقية بمشاركاتها الخارجية في الوقت الراهن، بل إن الانجاز إن حصل هنا وهناك صدفة سيكون هو المفاجأة في هذا الوقت الصعب الذي تعيش فيه الرياضة بمختلف المسميات أكثر مواسمها بؤساً وقد كانت انتكاسة الطائرة العراقية في بطولة العرب للكرة الطائرة بنسختها 19 في الكويت خلال هذا الموسم لعام 2014 حيث حل منتخبنا ثامناً بعد 6 هزائم متتالية أمام الجزائر ومصر والبحرين وقطر والسعودية وليبيا ولم يذق طعم الفوز في أية مباراة بالرغم من الوعود لأعضاء الاتحاد قبيل السفر إلى الكويت والإعداد الذي قيل عنه الكثير مع ذلك كله لن تجد من يتوقع خلاف ما آلت إليه نتائج الفريق في الكويت وهو بالضبط ما حصل قبل ذلك لسلفه منتخب اليد في البحرين والهزائم الثقيلة التي حلت به ومنها تأخره مع منتخب قطر بنتيجة قياسية وصلت إلى 29 هدفاً أضحت حادثة للتندر على الفارق بين الفرق المتنافسة حينها قبل أن تحل كوارث كرة القدم لمنتخبات الشباب والناشئين والوطني أخيراً في دورة خليجي 22 .
وهنا لا أريد أن أعرّج على نتائج الاولمبياد الآسيوي في انشون الكورية ، كل تلك النتائج المخيبة تعكس الصورة بوضوح تام الحالة المزرية من التخبط وسوء الإدارة والتخطيط للمنظومة الرياضية برمتها التي لا نعرف أين تسير بها رياح الإخفاق والفساد المستشري بهيكلها العام إلى الحد الذي اخذ شارعنا الرياضي يشعر بالألم من حالها وصعوبة التغيير نحو الأفضل كلما تقادم الوقت مع ذات الوجوه والعلاجات المصطنعة التي لا تعرف بين أعضائها سوى ظهورهم الإعلامي لنشر الغسيل واتهامات احدهم للآخر في مسرحية يتبادلون أدوارها فمسلسل التزوير في الفئات العمرية يطرح نفسه أولاً والمحسوبيات تغلفه من كل جانب وأمور أخرى صار الشارع الرياضي يتوقعها بعد كل بطولة ويحفظها عن ظهر قلب وربما أعلن القطيعة قريبا مع كل الفرق ومن يمثلها في الاتحادات والأندية وغيرها ولا أريد أن استبق هذه الفرضية الكارثية التي أخذت ملامحها تلوح في الأفق وعلى القائمين على الرياضة وأولهم اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة ولجنة الرياضة والشباب البرلمانية أن تعيد ترتيب الأوراق وان كان على حساب المغامرة بقرارات لها تبعات دولية لان البناء في الرياضة ما لم يصلح داخليا ببطولات محلية ودوري محترم بمختلف الألعاب لن نجني أي نتيجة دولية بخلاف ذلك ونحن نسير مع المرض ونتحمل الألم من دون علاج يذكر ولنا ثقة مطلقة إن الشارع الرياضي سيدعم أية توجهات حقيقية شجاعة للتغيير في منظومة الفساد المستشرية بجسد الرياضة العراقية وإصلاح ما يمكن إصلاحه بسرعة.
الطائرة على خطى اليد والقدم
[post-views]
نشر في: 8 ديسمبر, 2014: 09:01 م