داهمت الشرطة التركية محطة تلفزيون سامانيولو وصحيفة زمان المرتبطتين برجل الدين المعارض فتح الله غولين المقيم في الولايات المتحدة.
وأدت المداهمات التي جرت فجر الأحد في اسطنبول و12 مدينة تركية أخرى الى إلقاء القبض على 14 شخص على الأقل منهم مدراء ومخرجو
داهمت الشرطة التركية محطة تلفزيون سامانيولو وصحيفة زمان المرتبطتين برجل الدين المعارض فتح الله غولين المقيم في الولايات المتحدة.
وأدت المداهمات التي جرت فجر الأحد في اسطنبول و12 مدينة تركية أخرى الى إلقاء القبض على 14 شخص على الأقل منهم مدراء ومخرجون ومسؤولو انتاج. ولكن الشرطة أجبرت على الخروج من مبنى صحيفة "زمان" الموالية لغولين الواقع في احدى ضواحي اسطنبول بعد ان تجمع حشد كبير خارجه للاحتجاج على المداهمة، ولم تمكن من اعتقال اي من العاملين في الصحيفة.
الا ان الشرطة عادت وداهمت مكاتب "زمان" عصر الأحد، وألقت القبض على رئيس تحرير الصحيفة اكرم دومانلي. كما كانت الشرطة قد ألقت القبض على المدير العام لتلفزيون سامانيولو هدايت كاراتشا.
يذكر ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وغولين خصمان سياسيان ويقول المراقبون إن مداهمات الأحد عبارة عن محاولة جديدة من أردوغان لاسكات مؤيدي غولين.
وتشير المداهمات الى تصعيد في الصراع بين اردوغان وحليفه السابق غولين رئيس حركة تدعى "حزمت" (الخدمة) التي لها الملايين من الأتباع.
ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول إن توقيت الحملة الاخيرة لم يأت بالصدفة، فهي تأتي بعد مضي عام واحد تقريبا على ذيوع ادعاءات تتهم اردوغان والمقربين منه بالفساد، والتي قال الرئيس التركي وقتها إنها محاولة للإطاحة به مدبرة من قبل مؤيدي غولين. وقد اجبر جراء تلك الفضيحة، التي تعتبر من اكبر الفضائح في تاريخ تركيا المعاصر، اربعة وزراء على الاستقالة. وساد اعتقاد بأن حكومة اردوغان لن تنجو.ولكن اردوغان تمكن من قلب الطاولة، فأعلن الحرب على ما أطلق عليها "الدولة الموازية" إشارة الى أتباع غولين الذي قال إنهم كانوا يعدون لانقلاب. واستخدم اردوغان كل الأدوات المتاحة له، وطرد الآلاف من رجال الشرطة والمحققين كما شن حملة إعلامية مركزة وابعد المعارضين في حزبه. وما نراه اليوم هي المرحلة الثانية من تلك الحملة وعنوانها اعتقال المنتقدين.
يذكر ان تركيا تأتي في المرتبة 154 من 180 فيما يخص حرية الصحافة حسب منظمة صحفيون بلا حدود. وتعبر الكثير من المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان عن مخاوفها مما تصفه الهجوم الذي تشنه الحكومة التركية على حرية التعبير.
ولكن الحكومة تقول إنها تتعرض لمؤامرة لرفضها الامتثال لاملاءات الغرب، وترفض المخاوف التي يعبر عنها ناشطو الحقوق قائلة إنها تخوض حربا ضد "عدو الداخل" الذي يجب ان يدحر. ولكن مداهمات اليوم لابد ان تثير قلقا دوليا من انحسار الديمقراطية في تركيا، حسب ما يقول مراسلنا.
وكان اردوغان قد هدد يوم الجمعة الماضي "بمطاردة انصار غولين في جحورهم". وكان الرئيس التركي قد وصف هؤلاء في السابق بأنهم "ارهابيون وخونة" حسب وكالة رويترز للانباء.
وقالت وكالة انباء الاناضول التركية إن محكمة أصدرت مذكرات اعتقال بحق 32 من انصار غولين، وان الشرطة اعتقلت 23 منهم يوم الاحد.