اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > العرض المسرحي الإيراني "كاكوتي".. مسرح ما بعد الحرب

العرض المسرحي الإيراني "كاكوتي".. مسرح ما بعد الحرب

نشر في: 15 ديسمبر, 2014: 09:01 م

لقد بانت مشهدية العرض المسرحي الإيراني (كاكوتي) تأليف: رامت يزداني، ومخرج مساعد: جعفر دل دل , والذي قُدمَ مؤخراً على مسرح كلية فنون بابل ، عن ثيمة تعبر من خلالها عن ذلك الصراع الذي دام ثماني سنوات بين طرفين متحاربين كان مثالها أو مختصرة ذلك بـ(الجندي

لقد بانت مشهدية العرض المسرحي الإيراني (كاكوتي) تأليف: رامت يزداني، ومخرج مساعد: جعفر دل دل , والذي قُدمَ مؤخراً على مسرح كلية فنون بابل ، عن ثيمة تعبر من خلالها عن ذلك الصراع الذي دام ثماني سنوات بين طرفين متحاربين كان مثالها أو مختصرة ذلك بـ(الجندي العراقي والجندي الإيراني) وهذا ما يسمى في المسرح الإيراني بـ(الدفاع المقدس) أي السنوات الثماني للحرب الإيرانية العراقية، فدخل في العديد من المسرحيات وعرضها بقوة، إذ تحول الاهتمام بهذا الموضوع إلى موجةٍ قويةٍ أحدثت حركة عُرفت بمسرح الدفاع المقدس. كما أشارت إليه (فاطمة برجكاني) في مؤلفها (تاريخ المسرح في إيران ص217) ، تبين بعد رفع الستارة معلنة بدء العرض المسرحي كلاهما يرفع السلاح بوجه الأخر.
وتحول هذا الصراع بعد مضي فترة إلى نوع من الألفة، ولكن على الرغم من ذلك بقي الجندي الإيراني/ ميرزا متوجسا من الجندي العراقي/مسلم كما أسماه الإيراني رغم تجريده (الجندي العراقي/مسلم) من سلاحه وتكبيل يديه برباط بسطاله، وتكبيل قدمه بإطار عجلة سيارة إضافة إلى إصابته، ولكن لم يطمئن قلب الجندي الإيراني فقد بقي رافعا السلاح بوجه (مسلم) حتى ما قبل المشهد الأخير الذي استشهد فيه (الجندي العراقي/مسلم) بعد تلقيه رصاصة منطلقة من جهة العراق.
ومن ناحية أخرى فقد كان الجندي الإيراني هو المركز، أي صاحب القرار (المساعد/المبادر/الرحيم) متجليا ذلك عبر إزالة الحصاة من بسطال الجندي العراقي/مسلم وتضميد جراحه، وإعطائه شربة ماء، وربط بسطاله، وإطعامه نبات كاكوتي وطرد الكلاب وتضميد جرحه الأخير. وفي المقابل كان العراقي قدم نفسه لحماية الجندي الإيراني/ميرزا، فإذا الإيراني أعطى شربة ماء فإن العراقي أعطى حياته (نحن نغالي في كل شيء حتى الكرم).
والمسرحية تطرح أفكارا عن الحرب وكأنها تسوق لنا منتجاتهم، وأفكار فريق العمل الإيراني، لذا لجأ أداء الجندي الإيراني أكثر تشخيصا وتأثيرا للدور منه والجندي العراقي وهذا ما كشفت عنه أحداث المسرحية منذ رفع الستارة وتوجيه السلاح من الجندي الإيراني إلى الجندي العراقي ثم إلى المشاهدين بأداء انفعالي عال، إذ بقي سلاحه مرفوعا بوجه (الجندي العراقي/مسلم)، في الوقت الذي لم يرفع (ميرزا) سلاحه بوجه الكلاب التي تطاردهم وحاولت التهجم عليه لكنه اكتفى برفعه فقط بوجه (مسلم).
وفيما يخص أسماء الجنديين فلم يأت اسم الجندي العراقي (خالد عبد العزيز) على مزاج الجندي الإيراني فاسماه (مسلم)، علما أن الحرب لا تعرف صديقا أو عدوا فالكل يساهم بها من دون تمييز ويتحمل عواقبها.
أما إضاءة المسرحية فلم تكن بالمستوى الفني فهي تتراوح بين اللون الأحمر/الأبيض/الأصفر، ولا تمييز بين الليل والنهار على الرغم من وجود الحوارات المنولوجية كان بها أن تتغير لتعطينا الجو المناسب بحيث تتلاءم مع إيقاع المسرحية.
كذلك الحال فيما يخص الموسيقى كما جاءت تسميتها في دليل العرض المسرحي فهي لم تكن موسيقى وإنما هي مؤثرات فقط (أصوات إطلاق الرصاص والقذائف، وأصوات نباح الكلاب)، فأين الموسيقى التي صمتت ونفذت من قبل (روح الله سليمي)، فهي في دليل العرض جاءت تحت تسمية موسيقى وفي العرض جاءت مؤثرات وهنا اختلاف بين التسميتين.
كما ذكر في دليل العرض مهندس الديكور والملابس: أبو الفضل سليمي، فقد غاب الديكور من خشبة المسرح ما عدا بعض الملحقات (السلاح، صندوق العتاد الفارغ، عجلة الإطار، نبات كاكوتي) وهذا خطأ آخر بين دليل المسرحية وبين ما تم تنفيذه في العرض المسرحي.
وذكر البوركرام تسمية المخرج المساعد: (جعفر دل دل) وهو ذاته اسم الممثل (الجندي الإيراني/ميرزا) من دون ذكر اسم المخرج والمفترض أن هناك مخرج حتى يتطلب وجود مخرج مساعد!!
واللافت انه ذكر في نهاية دليل العرض بأن المسرحية سبق وان شاركت في مهرجانات دولية ومحلية داخل إيران، وفازت بالجوائز التالية:
أفضل إخراج مسرحي في ثلاثة مهرجانات.
أفضل نص مسرحي في ثلاثة مهرجانات.
أفضل تمثيل في أربعة مهرجانات.
من دون الكشف عن أسماء المهرجانات الدولية والمحلية، وها هي اليوم تعرض على مسرح كلية الفنون الجميلة/جامعة بابل وقد حظيت بقبول من بعض المشاهدين بعد تمريرها لكل الترميز والتشفير الواضح الذي تغيب عن البعض بمقاصد عدة!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram